ثمن الفخر والتيه


*باولو كويلو

أطل الصوفي الشهير، نصرالدين، في البلاط، معتمرا عمامة بديعة وطالبا المال لأهل الخير، فبادره السلطان بالسؤال:” جئت هنا ساعيا وراء المال من أجل أهل الخير، ومع ذلك، تعتمر عمامة باهظة الثمن، فكم كلفتك ؟ “.

رد الصوفي الحكيم قائلا:” 500 قطعة ذهبية”.
تمتم الوزير :” مستحيل، فليست هناك عمامة يمكن أن تكبد شاريها مثل هذه الثروة الطائلة”.
رد نصرالدين:” لم آت هنا للحصول على مال لأهل الخير فحسب، وإنما قدمت أيضا للعمل، ودفعت كل ذلك المال مقابل العمامة لأنني كنت أعرف أنه في الدنيا بأسرها، لن يشتريها مقابل 600 قطعة ذهبية، إلا سلطان رفيع الشأن، فأعطي فارق المبلغين للفقراء”.
أحس السلطان بالفخر والزهو، فبادر إلى إعطاء نصرالدين ما طلبه، وبينما الصوفي الحكيم في طريقه للخروج من البلاط، قال الوزير:” إنك ربما تعرف قيمة العمامة، ولكنني أنا وحدي الذي أعرف كم من المال يمكن لفخر المرء وتيهه أن يكبداه.”

تماما كالزواج
أمضى الصوفي نصرالدين، الخريف بكامله، في إعداد بستانه. وفي الربيع تفتحت الزهور. ولكنه لاحظ وجود القليل من الهندباء. فسارع لانتزاعها..وحاول العثور على سم يقتل الهندباء وحدها. واستوضح من بستاني ناجح فسأله عن الحيلة. فرد عليه” لا شيء، فالهندباء ربما لا تكون الزهور التي أردتها، ولكنها مع ذلك تظل جزءا من البستان”.
_______
*البيان

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *