قال الناقد د. شفيق النوباني، إن القاصة رائدة زقوت تفتتح مجموعتها «قهقهة واحدة تكفي» بنص مفتاحي يكشف رؤيتها للكتابة ومحدداتها، ليكون أشبه بدستور ينطلق منه فعل الكتابة عندها، من دون أن يتنازل هذا النص عن اجتهاد المتلقي في التفسير والتأول، إذ يتباطأ الحدث ليتوقف عند حوار بين القلب والعقل، فيتناول جدليتهما أثناء إبداع النص الأدبي، ليقترب من حوار الشخصية مع قرينها بما يدخلها في صراع داخلي قد يؤدي إلى اتخاذ القرار، وهذا ما أشارت إليه القاصة رائدة زقوت في شهادتها إذ تقول: من عمق هذه التجربة والتَّجاذب بين العقل والقلب خرجت القهقهة بوجعها العام الذي نعيش تفاصيله يومياً.
غير أن د. النوباني خلص في ورقته التي قدمها مساء الأربعاء، في الحفل الذي أقامته جمعية النقاد في مقر رابطة الكتاب الأردنيين احتفاء بالمجموعة الجديدة للقاصة رائدة زقوت «قهقهة واحدة تكفي، إلى القول، إن المجموعة القصصية في دستورها لم تحدد مفهوم النص الذي يخضع لسلطة العقل، فهل يمكن أن نعدّ هذه السلطة متعلقة بأدوات القص التي بدت لافتة في النسيج السردي، أو أنها تشير إلى سلطة العقل من منطلق الضمير الجمعي؟ أتصور أن التفسيرين ينطبقان على قصص زقوت، والناظر في قصص المجموعة سيجد ما يتناول علاقة المرأة بالرجل وفق تحديدات يمليها العقل الجمعي، ففي قصة «قلب المتاهة» لم تتعلم المرأة من تجربة صديقتها مع من تحب لتقع مجددا في مصيدة الرجل، وفي قصة «عندما سقطت ليلة من ألف ليلة» تتحقق إدانة الرجل من خلال حوار حول العلاقة العاطفية بينهما.
من جهتها قالت زقوت وهي تتحدث عن تجربتها الإبداعية لقد شغلتني المرأة بضع سنوات، المرأة البعيدة عن محور اهتمام وسائل الإعلام، تلك المناضلة بصمت، مسلوبة الحقّ والإرادة في مجتمع بات يشهد انفتاحاً في الكثير من مناحيه، إلا العادات والتَّقاليد التي تقلل من شأن المرأة وعقلها، فأوليتُها الاهتمام الأكبر وخصَصتها بالعديد من النُّصوص والمقالات، حيث تناولتها من أكثر من زاوية وعلى أكثر من صعيد، إذ غصَّت في داخلها محاولةً التنبيه لمشاعرها الخفيَّة، وطرحت قضاياها المجتمعيَّة بواقعيَّة تارة وبرمزيَّة تارة أخرى، كان هذا قبل أن تسلبني الظُّروف العربية المحيطة لقطة السَّعادة المنتظرة، و تقف بي على أطراف الأحلام دون أنْ تدعني أتوغَّل فيها، تهرب مني ولا ينفكُّ الحرف يعيدني إليها لأكتبها بكل ما فيها، مشيرة إلى أنها تتحلَّل كليَّاً من النَّص بعد أنْ يخرج للعلن، وتغلق ملفه على قلقٍ مشروعٍ بجدوى الكتابة، وكان د. النوباني ذهب إلى تقديم استشهادات من داخل المجموعة القصصية، إذْ تناول في قراءته أكثر من قصة من قصص المجموعة.
الأمسية التي جاءت في إطار نشاطات جمعية النقاد، أدارتها وقدمتها الباحثة د. نداء مشعل التي أشادت بتجربة زقوت، وبجدوى النقد الذي تنشغل به جمعية النقاد، وحضر الأمسية جمهور من المهتمين حيث قامت زقوت بتوقيع مجموعتها الجديدة.
_______
*الدستور