هذيان


شعر: صالح سويسي
( ثقافات )


أَشْتَهِي أَنْ أَطِيرْ
مِثْلَ عُصْفُورٍ
رُبَّمَاْ
أَوْ مِثْلَ غُرَابٍ
لاَ فَرْقَ عِنْدِي
فَقَطْ
أَشْتَهِي أَنْ أَطِير …
********
حِينَمَا زَارَنَا لَيْلُهُمْ
كُنَّا صِغَارًا
كُنَّا نُحَلِّقُ فَوْقَ سَمَائِهِمْ
وَنَتْرُكُ آثَارَنَا فَوْقَ رُؤوسِهِمْ
وَكُنَّا
وَكُنَّا
كُنَّا نُمَارِسُ أَحْلاَمَنَا الشَهِيَّةَ بَعِيدًا عَنْ عُيُونِهِمْ
كُنَّا صِغَارًا
نُرَاقِصُ الوَرْدَةَ وَنَمْضِي بِأَشْيَائِنَا بَعِيدًا
بَعِيدًا…
وَحِينَ بَاغَتَنَا لَيْلُهُمْ خِفْنَا
وَانْطَلَقْنَا نَحْوَ أَشْجَاِرنَا
وَصَدِيقَاتِنَا اليَمَامَاتْ
كَاَن الحُزْنُ يَجْمَعُنَا
وَالخَوفُ
وأَصْوَاتُ سِيَاطِهِمْ
وَاللَّيْلُ المُخْتَبِئُ بيْنَ خُطْوَاتِهِمْ
**********
كُنَّا صِغَارًا
وَكَانُوا أَقْوَى
كَانُوا يَحْمِلُونَ النَّارَ فِي أَصَابِعِهِمْ
وَيَسْتَلُّونَ أَلْسِنَةَ المَوْتِ مِنْ عُيُونِهِمْ
عُيُونُهُمْ؟؟؟
كَانَتُ مُخِيفَة
حَمْرَاءَ وَصَفْرَاءَ
***********
كُنَّا صِغَارًا حِينَ جَاؤُوا
وَكَانُوا أَقْوَى
دَخَلْنَا جُحُورَ أَوْهَامِنَا
وَاخْتَبَأْنَا …
************
لَمْ يَرْحَلُوا
مَازَالُوا هُنَا
صِرْنَا كِبَارًا
وَلَمْ نَطِر بَعْدُ…
مَازَالَ الخَوْفُ يَلُفُّ أَحْلاَمَنَا القَدِيمَةَ
وَمَازَالَ لَيْلُهُمْ يُخْيفَ صَبَاحَاتِنَا الَّتِي لاَ تَجِيءْ…

————
شاعر وإعلامي تونسي

شاهد أيضاً

الرسالة الأخيرة

الرسالة الأخيرة تيد هيوز-شاعر بريطاني ترجمة: محمد عثمان الخليل- مترجم وأكاديمي سوري   ماذا حدثَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *