صدر للشاعر السوري المقيم في المانيا مروان علي ديوانه الجديد “غريب… لا شيء عنكِ في ويكيليكس” عن دار “مسعى” في المنامة، بتقديم للشاعر السوري منذر مصري، جاء فيه أن مروان علي لا يزال مصراً في مجموعته الثانية هذه، على أن يشرب ويسقينا من الماء نفسه “ماء مجموعته ماء البارحة”، ولكن هذه المرة، على شكل جرعات: “أنظر إليك بعين قديمة، الألم الذي بقي في مكانه بعد مغادرتك كان عذبًا، كلما مرّ القطار أمام بيتكِ يلتفت للوراء، أفكر في إعادة طباعة حياتي، كلما ذهبت في طريق وجدتكِ أمامي، كان عليَّ، خلال خدمتي العسكرية، أن أعبر حماه قادمًا من حمص إلى حلب أو العكس. يومًا توقفت الحافلة، خلافًا للعادة، في مركز المدينة. أقسم أني رأيت رصاصة معلقة في الهواء، رصاصة تائهة لا تعرف إلى أين تذهب”.
الشاعر صريح، فـ”في كل البلاد التي زرتها، شيء من سوريا، باب، شجرة، غيمة، امرأة، صديق، أغنية، كلما ابتعدت لأنسى، تذكرتها”، الأمر الذي يصل به، وفق التقديم، إلى “حد الهلوسة في آخر قصيدة وأهمّها من المجموعة، “الصورة ليست واضحة”، حين يخبرنا المرة تلو المرة: “أنفخ عليها بفمي وأعيد مسحها بكم قميصي، ولكن دون جدوى. صبي صغير ربما في العاشرة من عمره أو أكثر، يمسك بثوب أمه التي تجلس قرب حائط طيني يوشك على الانهيار. رجل بملامح قاسية، يبدو عليه التعب حتى الإنهاك، آه لا جدوى من إيراد الأمثلة، قصائد المجموعة برمتها، استنزاف قاس دون حساب لهذا الماء. الأمر الذي يجعلنا نفكر أنه لا يمكن أن يكون شيئاً حمله مروان علي معه بأي طريقة نتخيلها، بل نهر، نهر ينبع ويجري في داخله”.
ولد مروان علي في أطراف مدينة القامشلي أقصى شمال سوريا لعائلة كردية، نشر نصوصه ومقالاته في العديد من الصحف والدوريات العربية، وحاز جائزة مهرجان دنيا الهولندي للشعر 1997، كما ترجمت نصوصه الى الانكليزية والهولندية والفرنسية والألمانية والكردية.
من الديوان: “خوفٌ/ كنتُ أخاف على الرجال/ وأَنتِ تمرِّين أَمامهم/ كنتُ أَخاف عليهم/ وهم يسيلون على الأرض/ من فرط الشهوة/ كنتُ أخاف/ وأنا الطّفلُ/ وحين نظرتُ إِليكِ/ صرتُ رجلاً”.
______
*النهار