أدباء أردنيون رحلوا خلال العام 2013





 ودعت رابطة الكتاب الأردنيين، خلال عام 2013، كوكبة من أبنائها المتميزين، حيث اختطفهم الموت وهم في قمة عطائهم، حيث شكل رحيلهم خسارة فادحة للمشهدين الثقافيين: المحلي والعربي. فيما يلي نظرة طائرة على جوانب من التجربة الإبدعية لهؤلاء الراحلين..

مؤيد العتيلي


أول هؤلاء الراحلين، كان الشاعر والروائي مؤيد العتيلي، غيّـبه الموت نهاية كانون الثاني الماضي، وكان حينها نائباً لرئيس الرابطة، عن عمر ناهز 62 عاما، إثر تعرضه إلى حادث مؤسف في العقبة.
وكان العتيلي، صاحب رواية (ثم وحدك تموت)، درس الثانوية في كلية الحسين، ثم غادر إلى الجزائر حيث التحق بكليّة الطب هناك لمدّة سنتين، وبدأ في نشرَ قصائده مبّكراً وتجول في فرنسا وألمانيا ناشطاً سياسيا قبل أن يعود إلى الأردن في نهاية عام 1970، حيث التحق بالجامعة الأردنية في كليّة الاقتصاد والتجارة، وواصل نشر قصائده في الصحف المحلية.
إبان دراسته الجامعيّة أصبح عضواً في رابطة الكتاّب منذ بداية تأسيسها في العام 1974، وانخرط في سوق العمل وعمل في بعض الشركات قبل أن ينضم إلى كادر صحفيي جريدة (الأخبار) الأردنية.
كان العتيلي عضواً فاعلاً في الرابطة وتمّ انتخابه لأكثر من دورة في هيئتها الإداريّة، وأميناً للسر في الفترة 1992-1994 كما اختير لأكثر من دورة عضواً في لجنة العضويّة للرابطة، كما أنّه عضوٌ في اتحاد الكتّاب العرب.
شارك في عدد من المهرجانات الدوليّة الخاصّة بحقوق الإنسان ومناهضة الفقر في العالم وخاصةً تلك التي أقيمت في البرازيل وفي كينيا.
من بين إصداراته في حقل الشعر: أيّنا عقد المقصلة 1976، بيان خاص 1982، نشيد الذئب 1990، وفي الرواية: ثم وحدك تموت 1980، خيط الرمل 1985، الكومبرادور 1992، دوائر الجمر.

رفقة دودين


وغيب الموت في أيلول الماضي، الكاتبة والأكاديمية الدكتورة رفقة دودين في بروكسل أثناء مشاركتها في مؤتمر عن حقوق الإنسان.
والراحلة دودين من مواليد بلدة راكين في الكرك العام 1958، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة مؤتة عام 2004.
كانت عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العربي وعملت في مدارس وزارة التربية والتعليم، وتعتبر من الفاعلات في مؤسسات المجتمع المدني مثل تلك الجمعيات التي تعنى بشؤون المرأة وصاحبة دور مشهود في الملتقى الثقافي في الكرك، وجماعة درب الحضارات، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
من بين مؤلفات الراحلة: قلق مشروع (قصص)، مجدور العربان (رواية)، توظيف الموروث في الرواية الأردنية المعاصرة (دراسة نقدية)، أعواد ثقاب (قصص)، وسيرة الفتى العربي في أمريكا (رواية).

عاطف الفراية

رحل الشاعر الكاتب المسرحي عاطف الفراية في الثامن عشر من شهر أيلول الماضي إثر نوبة قلبية.
الراحل، الذي كان يقيم بدولة الإمارات، من مواليد الكرك عام 1964، وله عدة إصدارات شعرية ومسرحية كما فاز بعدد من الجوائز العربية. وفاز الفراية بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2000 عن مسرحيته «كوكب الوهم» التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في كتاب، كما فاز بجائزة جمعية المسرحيين بالإمارات للتأليف المسرحي عام 2002 عن مسرحيته «أشباه وطاولة». وحاز على جائزة ناجي نعمان العالمية عام 2007. والجائزة الأولى في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما، النسخة العربية، التي تقوم عليها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
صدر للراحل الفراية عدد من المجموعات الشعرية والأدبية منها: مجموعة شعرية بعنوان «حنجرة غير مستعارة» عام 1993، كتاب يضم مسرحيات ثلاث عنوانه «السقف» 2007، مسرحية «عندما بكت الجمال» 2008، كما صدر له حديثا مجموعة شعرية بعنوان: «أنثى الفواكه الغامضة» وذلك عن نصه «البحث عن عزيزة سليمان».

هاشم ياغي


غيـب الموت في السابع والعشرين من أيلول الماضي الأكاديمي الدكتور هاشم ياغي، أحد ابرز رواد الحركة النقدية في المشهد الثقافي الأردني والرئيس الأسبق لرابطة الكتاب الأردنيين.
ياغي من بين مؤسسي رابطة الكتاب الأردنيين وكلية الآداب في الجامعة الأردنية، وهو من مواليد بلدة المسمية في فلسطين عام 1921 ومتخصص في دراسات الأدب العربي، وهو صاحب العديد من المؤلفات الأدبية والنقدية وصاحب منهجية نقدية تعلي من قيمة الموروث في نظريات الحداثة.
أثرى الراحل المكتبة العربية بالعديد من الدراسات والمؤلفات التي تعاين الأدب العربي الحديث وموروثه برؤية الناقد المبدع الحصيف، حيث حلل واستنتج الكثير من المحطات الهامة في تحولات الثقافة العربية، وبسطها أمام الأجيال الجديدة، ومن بين مؤلفاته: (القصة القصيرة في فلسطين والأردن)، (معاناة ومعايير من جمال في طائفة من القصائد الجاهلية والمخضرمة)، (النقد الأدبي الحديث في لبنان حتى نهاية الحرب العالميّة الأولى)، (الرواية وإميل حبيبي)، (الشعر الحديث بين النظرية والتطبيق)، و(النقد الأدبي الحديث في لبنان المدارس المعاصرة) وسواها كثير..
وأصدرت مؤسسة عبد الحميد شومان قبل أعوام كتابا لخص مسيرته الأكاديمية ودوره الإبداعي والتنويري في الثقافة العربية، كانت نتاج أعمال ندوة نظمت تكريماً واحتفاءًً بعطاء الراحل ياغي وإنجازاته الأدبية والفكرية والإنسانية على مدى أزيد من نصف قرن من الزمان، وهي ندوة شارك في أعمالها نخبة من أعلام الفكر في الأردن ممن عرفوا الدكتور ياغي عن كثب أستاذا وإنساناً ومثقفاً وصاحب موقف في الأدب والحياة على السواء.

سليمان عربيات

وغيب الموت في الرابع والعشرين من تشرين الأول الماضي د.سليمان عربيات، الذي يعد واحداً من الشخصيات السياسية والأكاديمية البارزة، وقامة ثقافية عملت على مدى خمسة عقود على خدمة الوطن والمواطنين بكل صبر وأداء متقن وبارع.
الراحل عمل بمعية رفيقة دربه العين مي حمدي أبو السمن على خدمة الرسالة والهدف واستطاع أن يتقدم نحو معاناة وهموم الوطن.
ود.عربيات من مواليد السلط عام 1938، حصل على بكالوريوس علوم زراعية من جامعة دمشق 1965، وماجستير اقتصاد زراعي من جامعة أريزونا الأميركية عام 1969 ودكتوراة اقتصاد زراعي جامعة ولاية المسيسبي الولايات المتحدة الأمريكية 1975.
شغل العديد من المناصب، منها: رئيسا لقسم الاقتصاد الزراعي، أستاذاً مساعدا ثم مشاركا، وأستاذاً بكلية الزراعة في الجامعة الأردنية ثم عميدا لكلية الزراعة (1989) ثم وزيرا للزراعة عام 1989-1990. وخلال 1991-1994 نائبا لرئيس الجامعة الأردنية للشؤون الإدارية.
وخلال 1997-2001 عين رئيسا لجامعة العلوم التطبيقية الخاصة وعاد إلى الجامعة الأردنية من 2001-2005 وأستاذا للاقتصاد الزراعي في كلية الزراعة إلى حين تعيينه عام 2005 رئيسا لجامعة مؤته.
وشارك الراحل في عدة لجان أكاديمية وعضوية هيئة تحرير دوريات ومجلات علمية صادرة عن الجامعات ومؤسسات أكاديمية كبرى وله مؤلفات وبحوث ودراسات علمية في العلوم الزراعية ونشرت في مجلات علمية محكمة على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية.

إبراهيم قبعة

وغيب الموت في تشرين الثاني الماضي الباحث إبراهيم قبعة، الذي كان ولد في قلقيلية عام 1939، وله دراسات عديدة حول الاستيطان وسياسة الإبعاد.
نمر حجاب

وفي منتصف الشهر الجاري غيب الموت الباحث المتخصص في التراث الشعبي، الأديب نمر حسن حجاب.
وكان الراحل ولد في الياجور/ حيفا عام 1937، حصل على ليسانس فلسفة وعلم اجتماع من جامعة بيروت العربية عام 1970، عمل معلماً في وكالة الغوث، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ورئيس فرع رابطة الكتاب الأردنيين في اربد لدورتين 1985، 1991، ورئيس لجنة إحياء التراث الشعبي لليوم العالمي للتراث الفلسطيني 1981-1983، ورئيس جميعة إسكان الكرمل التعاونية للسنوات 1984-2001.
مؤلفاته: الأغنية الشعبية في شمال فلسطين (القوالب اللحنية) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1981. أغاني ألعاب الأطفال في فلسطين (دراسة) مطبعة الشعب، اربد، 1997. الأغنية الشعبية في عمان (دراسة) أمانة عمان الكبرى، عمان، 2003.

غيداء درويش


كما غيب الموت الأسبوع الماضي، الكاتبة والأديبة غيداء درويش، صاحبة العديد من المقالات في الصحافة المحلية والمنشورات الأدبية الزاخرة بمفردات الانتماء للوطن والأمة العربية من خلال تناولها لبعض القضايا الإنسانية والوطنية والوجدانية.
عرفت الفقيدة بنشاطها في العمل العام وصداقاتها مع محيطها الاجتماعي والثقافي حيث تميزت بحيويتها في سائر نواحي البذل والعطاء، فمنذ إصدار مؤلفها الأول (لوحات بلا معارك) العام 1997، و(مرايا الكلام ) العام 2000، و(الضفيرة) العام 2004، تناولت فيها مجتمعة ألوانا من صنوف العلاقات الإنسانية على أكثر من صعيد اجتماعي وسياسي وثقافي.
خاضت الراحلة درويش غمار الحياة ومواكبة لهموم ومعاناة وأمال البسطاء بلغة شاعرية تحفر في وجدان القارئ أحاسيس ومشاعر إنسانية بليغة.
رسمت الراحلة بقلمها الكثير من المحطات والرؤى والأفكار التي تدور في عوالم الكون وكينونة النفس وبهاء وجمال الأخلاق والطبيعة والتي استلهمتها من موروث قامات الثقافة العربية المستنيرة المفكر عبد الرحمن الكواكبي والشاعر عمر أبو ريشة ومصطفى لطفي المنفلوطي ونجيب محفوظ وشوامخ الأدب العالمي.
تعلقت الراحلة درويش باللغة العربية حيث لا تضاهيها جمالا وبلاغة وثراء لغة أخرى وذلك بوصفها فضاء رحبا للتعبير عن مجموعة القيم الإنسانية النبيلة التي تتحدى القهر والظلم والبشاعة.
-الرأي

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *