( ثقافات )
حصدت الفنانة التشكيلية الأردنية هيلدا حياري الجائزة الثانية لمهرجان فن المقاومة الإيراني الدولي في دورته الثالثة، الذي افتتح في 17 كانون الأول/ديسمبر الجاري بطهران. بينما حصل على الجائزة الأولى التشكيلي الإيراني كريم زراعي، والثالثة الفنانة الإيرانية مونا هنرمند.
المهرجان الذي شارك فيه عدد من الفنانين العرب والإيرانيين والأجانب، لم يقتصر على الفن التشكيلي والرسم فحسب، بل شمل التصوير الفوتوغرافي والأعمال التركيبية، حيث منح ثلاث جوائز في كل حقل.
حياري شاركت بلوحتين، رسمت في الأولى وجهين متجاورين فيما أسمته بـ”اليمين واليسار” بحجم “180*360” سنتمتراً، بينما استراح رأس مقطوع فوق كرسي في لوحتها الثانية “180*180” سنتمترا ; كما لو أنها استراحة لمحارب.
ويعتبر حصول التشكيلية هيلدا حياري عضو الهيئة الإدارية برابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين 2001-2003، الحاصلة على بكالوريوس علوم سياسية وعلم اجتماع من الجامعة الأردنية، وبكالوريوس فنون تشكيلية قسم الغرافيك من جامعة الزيتونة تتويجا لمسيرة فنية أقامت خلالها العشرات من المعارض الفردية والجماعية داخل الأردن وخارجه، نالت عليها العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية.
الفنانة هيلدا تركت بصمتها في المشهد التشكيلي الأردني، إذ تقدم صورة غير مألوفة لفضاء إبداعي يبدأ من “النقطة” أو “الدائرة” التي تزخر بها أعمالها وتلخص فلسفتها الفنية التي رافقتها خلال مراحل تطورها التي بدأت بالمدرسة الواقعية، ثم الرمزية، وأخيرا التعبيرية التجريدية.
وعلى الرغم من جنوح الحياري نحو فكرة “الكون” الذي تمثله الدائرة، إلا أن لوحاتها تنطلق من الموروث الحكائي، والبيئة المكانية خصوصا التاريخية منها.
من الملاحظ، أيضا، أن الفن هو الأداة التي استخدمتها هيلدا للتعبير عن قضايا اجتماعية وسياسية وبرمزية عالية، كما أنها حملت على عاتقها نشر الثقافة الفنية باستخدام تقنيات جديدة مثل الـ”فيديو آرت” بتجربة “I WAS BORN HERE” و” CIRCLE”، إضافة إلى أعمالها التركيبية.
في أرشيف التشكيلية هيلدا حياري الكثير من الوقفات والشهادات النقدية، استوقفني منها واحدة للشاعر البحريني قاسم حداد بعد تجربة عمل مشتركة جمعت بينهما بعنوان”أيقظتني الساحرة” قال فيها:” كأن الرسم عند هيلدا هو فعل تقويض لزخرف التشكيل الذي نصادفه في المشهد العام. وبدا أنها لم تكن مشغولة بإرضاء العين، لكن مأخوذة باستثارة المخيلة. كمن يريد صقل البصر بالبصيرة (والاستعداد لتبادل الأدوار أيضا). وفي مجمل عملها السابق ما يشي بأنها ليست في وارد مواصلة مهادنة كسل المخيلة السائد ومجاملته، لكنها تسعى إلى أخذ الذائقة البصرية إلى المطارح التي لا يطالها القول الأدبي عن اللوحة، تأخذنا إلى لغة التشكيل بالمعنى التقني للوحة بوصفها كائناً يستعصي على التبسيط دون أن يخضع لمتعاليات الثابت المستقر المقدس.”