قصائد من الشاعرة النيكاراغوية ” أونيسه شاده “



ترجمة : غدير أبو سنينة *

( ثقافات )

إونيسه شاده
Eunice shade



إونيسه شاده (المكسيك-1980)، شاعرة وكاتبة وروائية نيكاراغوية، تعمل في الصحافة. ساهمت في تنشيط الحركة الأدبية والثقافية بين أبناء جيلها في نيكاراغوا باشتراكها في إنشاء عدد من المجلات الثقافية والأدبية إضافة إلى مشاركاتها الفعَّالة في إقامة الأمسيات الشعرية لمؤسسات خيرية، دُعيت للعديد من المهرجانات والفعاليات الأدبية في بنما، السلفادور وغواتيمالا. 
نُشر لها ديوان ( سلّم للأسفل )، وقصص قصيرة بعنوان النص المفقود. 


سطو الكلمة

من الخلفِ سيباغتني الموتُ
وبشكلٍ طبيعيٍّ سأسقطُ كما طائرٍ ينقضُّ على فريستِه
بوخزه الدَّافئ سأشعر وهو يحملني من أكتافي
دون مقاومةٍ مني
أمواتي سيتنفَّسون هذا المساءَ
مُتَحوِّلين لطيورٍ جديدةٍ مصيرها موتٌ لا نهائيٌّ
سينشدون وراءَ الأبوابِ بيأسٍ
دون أن يعرفوا لمَ
كأنَّهم يَوَدُّون إخباري بأمرٍ ما
وكأنَّ ذاكرةً لم تكن يوماً تُقَرِّبهم اليك
فيسألونك أن تُعطِيَهم أرزاً وماءً
على حدِّ نصلهِ سأسيرُ
وعلى حدِّ نصلهِ سأسقطُ كما طائرٍ ينقضُّ على فريسته.

نعم لا زلتُ أذكرُهُ

ذلك اليوم، عندما مشينا ظهراً
خُطَّتك المرسومةُ بِحباتِ العرقِ على الطَّريق
حتى اخترقت المياه الشفافة لأنه وكما الصخر كذلك العادة
أفكر بحزنٍ وأقول: يحدث أن أشقى من الوحدة، ليس مهما إن كنتُ رجلاً أو إمرأةً.
أشقى من الوجودِ وحسب
أستنشق الرجوع حتى نقطة الصفر حيث أرسو.
مرساتُك الحديديَّة المُغطَّاةُ بالطَّحالب والصَّدأ تفتحُ النَّفق.
ماذا تُسمِّي تلك الدَّمعةَ المنبوذةَ التي خلعت الباب دون استئذان
هدير تلك الدمعة المتمردة التي رشقت وقتلت صمت الليل
هادرةً ممزِّقة صدى الوقت
قمة جبل تتحداك وتقسم وتخترق صفعة زرقاء 
منقارٌ مثلجٌ يفرض حدَّ قِمَّته
لأنك وجدت ظلاًّ مُنعشاً على الباب حيث تنتظر دون حقائبك
لأن عطراً جميلاً من النسغ يؤلم
لأنه في ساعات الظهيرة تتألم عطور النسغ الجميلة
لكنت قلت حينها ” العيش”
كان أحيانا فعلا غريبا


بين قوسين

للمرة الأولى أشتهيك في مياه كريستالية
ورَسَمتُنا بين قوسيين مُنْحَيِيَن دافِئَين:
( عندما أُرخي رأسي بين رجليك وأنت تقودنا إلى بحرٍ عازبٍ 
يبتسم لك بِشَعرِهِ الفوضوي وأنت تضحك)
هذه الليلة رسمتك هكذا،
حتى لو كانت مقاييسك الحقيقية أضيق.
هكذا وَدَدتُ رسمك
فقط تلك الليلة شعرت بروحي تنفتح
على أطرافك المُعَدَّةُ لجرحي.
كنتُ مُعَدَّةً للتَّحوُّل إلى جرحٍ آخرٍ من تأليفك
وأن أبتلع نجمة
شمسٌ تتمدَّدُ داخلي
تخدش الأغشية بنورها،
أشعتك تخرج من كل مسامة
تسقط بعذوبة كمطر الشتاء
تسقط عموديا كنسر
وتجرفني معها
تُبقي لي صحراء حمراء مع كثبان شديدة في الصدر
ريح زرقاء وحبات رمل باردة
تجاويف مظلمة.
للمرة الأولى تخيلت ابتساتك الطفولية البعيدة
التي هي لي
صوتك الذي يُعيد تَشييدَ المشاهدِ لي
وأقسمت ألا أرتدي الشعر
( كما لم تود أن تراني أبداً).


فنون صغيرة

I
في أنفاسي
تَهُزُّ الثَّعابين
آخرَ تنهيدةٍ تَبَقَّت لها.

II 
يضغطُ جفنهُ
المسحوقُ من غبارٍ وملحٍ
فاسقةً بكماءَ
خلف النَّظرات
ينتظرُ بصبرٍ
عاصفةً أُخرى.

III
أصابعُ عمياءَ
تُنير
كهوفاً في جسدي.


IV
عضوي النَّاضج
باردٌ
تائهٌ
في طُرق هذه الرياح
التي لا تعرفُ اتجاهها.

V
وَلَدت فينوس
الطَّيات من الملاءات
والقطنَ الذي خَنَقته الرَّوائح
تعرّق موتنا.


VI
الليل المجروحُ، ينام
والنهار لا يفتحُ عينيه
والصَّمتُ أصمٌّ مجروحٌ،
يَستمعُ إلى الرُّوح.


* كاتبة ومترجمة من الأردن تعيش في نيكاراغوا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *