“في البدء.. كانت الفكرة فكانت الكلمة” ، وعبر الكلمات التي استغرقت نحو مائتي صفحة من الحجم المتوسط، صدر حديثا كتاب “محراب الذاكرة .. بيت إكسا” للكاتبة والباحثة والمترجمة الفلسطينية المقيمة في دولة السويد أمل عطا الكسواني .
“محراب الذاكرة” الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، اتخذ طابع السيرة المكانية، وفيه تدلف الكاتبة الكسواني إلى عوالمها المكانية في خارطة فلسطينية بحتة لا تعترف بالتقسيمات السياسية التي خلقتها اتفاقيات الاستعمار واستولى عليها الاحتلال الصهيوني لكل أرض فلسطين، بعيدا عن فكرة التقسيم السائدة باراض الـ 1948 أو اراض 1967 ، بل و تصر الكاتبة الكسواني في معرض سردها لسيرة الأمكنة بأن فلسطين كل فلسطين هي قطعة واحدة من جنة الله على الارض.
الكتاب الذي يُعد الاصدار الثاني للكاتبة الكسواني بعد تقديمها وترجمتها للكتاب الاول والذي جاء تحت عنوان “ان شاء الله” للكاتب السويدي الصحفي “دونالد بوستورم”، تضع القارئ المتلقي بتشاركية حتمية للحنين، للأرض والأهل والامتداد والذكرى، ففيه تعرج الكاتبة الكسواني على غالبية مدن وقرى فلسطين التي زارتها ابتداءً من قريتها “بيت اكسا” ومرورا بمدينة القدس وضواحيها، ولا انتهاءً بمعالم وتضاريس المكان الفلسطيني، الذي تناولته الكاتبة بصورة اقرب للتسجيل الحي، فيما بطله الانسان الفلسطيني المرابط على ارضه .
اشتمل “محراب الذاكرة .. بيت اكسا”، والذي لا يخلو من الخطاب الايدلوجي السياسي لمضامينه، على بعض سيرة شخصية للكاتبة أمل الكسواني، ضمنتها بعضا من تجربتها في دولة السويد حيث تقيم، هذا الى جانب ما حرصت عليه الكاتبة الكسواني من امداد القارئ بمعلومات غاية في الاهمية تتعلق باسماء المدن الفلسطينية وقراها الواردة في الكتاب، من حيث سبب التسمية والمرجعية التاريخية والدينية لتلك المدن والقرى ومسمياتها .
“محراب الذاكرة .. بيت إكسا” ، “ببليوغرافيا” عرضت المكان الفلسطيني ليس بعيدا عن الحالة السياسية، وليس بعيدا عن فكرة الوطن الساكن فيها والذي لم تبدده داخلها، أمكنة العالم الاوروبي كما تقول الكسواني في كتابها .