*محمود شقير
( ثقافات )
تدخل المرأة السوق، تتأمل القماش الملون الوافد إلى المدينة من كل الجهات، ثم تراه فجأة في الجهة البعيدة من مهرجان القماش، تقول إنه الرجل الذي عرفته طوال عام، تفكر بالاقتراب منه لحظة، غير أن قلبها الجريح لا يطاوعها، فلم تبادله الكلام.
يدخل الرجل السوق، يتسلى بعض الوقت بمراقبة النسوة المتبرجات وهن يتخطرن مثل الفراش متعدد الألوان، ثم يراها فجأة فيقول إنها المرأة التي عرفتها طوال عام، غير أنه لم يستوقفها كي لا يجرح قلبها المكلوم، ولم يبادلها الكلام.
يهطل المطر على غير ميعاد، يمتعض التجار وهم يسارعون إلى لملمة القماش من فضاء السوق، يتفرق الخلق في كل اتجاه، تمضي المرأة إلى بيتها مبلولة الشعر، والرجل يصعد إلى مقهى قريب، يجلس لصق زجاج الصالة يرقب الشارع بأسى. وفي الخارج تقبع المدينة ساكنة تصغي لوقع المطر وانهمار الدموع.
_______
*قاص من فلسطين