63 أديبا عربيا يلتقون في مسقط في فعاليات ثقافية متنوعة


 تستضيف الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في الرابع والعشرين وحتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في مسقط، الحدثٌ الثقافي البارز الذي تستعد له الجمعية عبر حزمة من الفعاليات والأنشطة والحراك الثقافي والفكري الرامي للتعريف بالمثقف العماني وهويته وتاريخه وثقافته، مع عقد ندواتٍ متخصصة من شأنها أن تضع للحدث قيمة علمية تتناسب معه. يقام حفل الافتتاح تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، بحضورٍ شخصيات ثقافية وأدبية بارزة في الوطن العربي يتجاوز عددهم ثلاثة وستون شاعراً وأديباً ومفكراً، بالإضافة إلى بعض رؤساء الملاحق الثقافية الخليجية والعربية والمهجرية، ورؤساء اتحادات وجمعيات الكتاب والأدباء العرب جميعهم، فيما يحلُّ الأديب الفرنسي والاستاذ بجامعة السوربون جان شيفرييي رئيس جمعية الكتاب الفرنسين وترافقه الأمينة العامة للجمعية كضيوف شرفٍ للاجتماع.

التشكيل والتصوير

 يتزامن مع اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تنظيم عددٍ من معارض الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي التي ستهدف إلى رصدٍ دقيق لتفاصيل الحياة في السلطنة وطبيعة الموجودات فيها ونمط التمدن وطرائق المعيشة، في مزجٍ مثير بين ألوان الفن وسحر الطبيعة وجمال الإنسان العماني وسبره لأغوار الدهشة والفرح والحالات الشعورية الأخرى، عبر مشاركة نخبة من الفنانين العمانين من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير العمانية، كما يصاحبه أيضاً معرض كاريكاتوري مخصصٌ للوجوه “البروفايل” للفنان السوري حسن إدلبي المتميّز والمعروف في هذا المجال.

معرض للكتاب

 تشارك في فعاليات هذا الإجتماع أيضاً بعض المؤسسات الثقافية في السلطنة الرسمية منها والخاصة، كما سيتم تنظيم معرضٍ للكتاب العماني، يحوي أبرز المؤلفات العمانية الرائدة في مجال الكتابة والتراث والأدب والتاريخ والدراسات وغيرها، إضافة إلى إصدارات جيل الشباب والخبرة بما يعكس رغبة الكاتب العماني في تسخير إمكاناته الفكرية والأدبية في مؤلفاتٍ تثري المكتبتين العمانية والعربية.

جولات سياحية

 أعدت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء برنامجاً ميدانياً مميزاً لضيوفها، بدءاً من الجولات السياحية في مسقط، وزيارة خاصة لدار الأوبرا السلطانية، انتقالاً إلى التعرف على المعالم الدقيقة لجامع السلطان قابوس الأكبر ومكتبته الزاخرة، تعقبها رحلة ميدانية إلى المنطقة الداخلية وزيارة قلعة بهلاء التاريخية التي تعتبر من أوائل المواقع العمانية التي أدرجت ضمن التراث العالمي واعتمدتها منظمة اليونسكو كمحمية ثقافية في 29/12/1987م في دورتها الثانية المنعقدة في البرازيل، وتضم المحمية واحة بهلاء بأسواقها التقليدية وحاراتها القديمة ومساجدها الأثرية وسورها الذي يبلغ طوله ما يقارب 13 كلم، ويعود تاريخ بنائها إلى فترة ما قبل الإسلام إلى الألف الثالث قبل الميلاد.

ندوة موسعة

 يعقد أيضاً بالترافق مع اجتماع المكتب الدائم بمسقط ندوةً موسعة ومتخصصة حول السلطنة تاريخاً وأدباً وحضارة ستحمل عنوان “من ملامح الثقافة العمانية”، يشارك فيها نخبة من الباحثين والناقدين والكتاب، إذ يستقرأ الدكتور محمد بن سعيد الهاشمي أهم التحولات الرئيسة في التاريخ العماني، في حين يُجلِّي الدكتور هلال الحجري الحضور العماني في الثقافة العربية، بينما يسبر الدكتور عبدالله الغافري نظام الأفلاج في عُمان، بيد أن الدكتور محمد بن سالم المعشني سيتحدث باستفاضة عن ظفار والمخزون اللغوي، أما حمود الغيلاني فسيكون ضابطاً لملامح “عمان والتطور الملاحي البحري في الشرق”، ويبحث الدكتور زكريا المحرمي تفاصيل “السلطنة في ظل التحولات السياسية الراهنة”، ويناقش محمد بن عامر العيسري “المخطوطات العمانية: تراث إنساني”، كما سيضيء الباحث خميس العدوي بإشراقاتٍ متعددة حول “المكتبات الأهلية العامة في السلطنة”.

مهرجان شعري

 في الجانب الشعري، فإن الجمعية ستنظم مهرجاناً شعرياً تحت مسمى “مهرجان أبو مسلم البهلاني للشعر العربي” يشارك فيه نخبة من ألمع الشعراء من داخل السلطنة وخارجها من بينهم أمجد ناصر ومحمد عبيد الله من المملكة الأردنية الهاشمية، وهاشم الجحدلي من المملكة العربية السعودية، وسعدية مفرح من دولة الكويت، وأحمد عبدالسادة من جمهورية العراق، وشمس الدين العوني من الجمهورية التونسية، وعمر أحمد قدور وعبد القادر عبدالله الكتيابي من جمهورية السودان، وإبراهيم بو هندي والدكتورعلوي الهاشمي من مملكة البحرين، وحبيب الصائغ من دولة الإمارات العربية المتحدة، ويوسف شقرة والدكتورة علاوة كوسة من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ويسري العزب وسمير درويش من جمهورية مصر العربية، ومراد السوداني من دولة فلسطين، وغسان كامل ونوس من الجمهورية العربية السورية، ومحمد محمد العولقي من الجمهورية اليمنية، وزاهر الغافري وناصر البدري وحسن المطروشي وبدرية الوهيبية وعائشة السيفية وعبدالله العريمي وشميسة النعمانية وعلي المخمري ورشا أحمد وحسام الجابري وأشرف العاصمي من السلطنة.

تسليم جائزة القدس 

ومن بين الأحداث البارزة الحاضرة في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في مسقط تسليم “جائزة القدس للعام 2013” للقاصة والروائية المغربية المعروفة خناتة بنونة، وهي أول كاتبة تصدر مجموعة قصصية بالمغرب، كما أنها أول من كتب قصة مسرحية، ولاقت روايتها الشهيرة الصاردة في العام 1969 (النار والاختيار) رواجاً عالياً، وكان لها واسع الأثر في حركة الكتابة الأدبية النسوية المغربية، ونالت العديد من الجوائز الثقافية. يمنح الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كل عام، لكاتب عربي، عن أعماله الإبداعية أو البحثية التي تفاعلت مع القضية الفلسطينية، فاز بها في الدورة الماضية الكاتب العراقي الكبير حميد سعيد، ومن قبله الكاتبة السورية كوليت خوري. ويقول عن الجائزة الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب العرب الاستاذ محمد سلماوي في كلمة بالمناسبة “إن هذه الجائزة تعد أرفع جائزة وأرفع تكريم يقدمه الإتحاد كل سنة لأديب ومفكر عربي كبير كانت القدس أحد الموضوعات التي شغلته وشغلت أعماله الأدبية والثقافية”. تحدثت الروائية المغربية خناتة بنونة، عن جائزة “القدس” ليومية “التجديد” مع الكاتبة عزيزة الزعلي، قائلة أنها ستقدم قيمتها المادية لمؤسسة “بيت مال القدس”، وروت بفخر تبرعها بكل ما تملك من أجل نصرة القضايا الإسلامية والإنسانية، وعن المدرسة الإنسانية التي تخرجت منها في هذا التوجه. مشيرةً بغبطتها لهذه الجائزة بقولها: الجائزة بالنسبة لي أكبر من أية جائزة أخرى ويكفيني منها أنها جائزة “القدس”، لذلك فأنا أضعها تاجا على رأسي امتنانا واعترافا. أما القيمة المادية للجائزة والتي كانت ستعوضني عما فات في مساري الأدبي، الذي لم يسبق لي أن أخذت تعويضا ماديا عنه ابتداء من مجلة “شروق” وانتهاء بكتابي الأخير “الذاكرة المسترجعة”. فقد أعلنت منذ إبلاغي بفوزي بالجائزة أنني سأقدمها لمؤسسة “بيت مال القدس”.
– الوطن العمانية 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *