في مَراشِقِ الغِـواية


*سعيدة تاقي
( ثقافات )

ما زالَ طِفلاً يَنْتَعِـلُ الرُّوحَ و يَعْـتِـمِرُ الأحْلام و يَغْـتَرِفُ الهِواية.
******

القلْبُ منزوعُ النّوى،
يمشي حافِياً
ترَكَهُ الربيعُ عارياً
و مضى يقلِّـبُ خلْفَ
الفصُول المتداخِلة
عنْ بتْلاتٍ لمْ يَـرْوِها
القِـطاف.
أكلَّما نكَأَ الخريفُ
مخاضاتِ البداية
تخْسِفُ الحياةُ أوراقَها
و تُغدِقُ الدِّماءُ صبيبَها،
و تلتَفُّ بَيْـن الزّوايا
آلافُ المناديلِ المخضَّبة.

***

القمَرُ لم يعُد مُرسَلاً،
لمْ تضُمهُ الشّمسُ
بَعْدُ إلى أحضانها.
و الطلُّ غادَر الصَّفاءُ
نقَـراتِـهِ
في الهَزيع الأخير.
و الوردُ يُداري
خِلْسَةً،
شوكَهُ شوقاً
لرَفِـيف الفرَاشات.

***

الليلُ قارِسٌ هناك
خلفَ المَرايا الباهتة.
القَلبُ حافِياً
يمشي
دون قدَمَيْن،
منزوعَ النَّوى
وحيداً.
و الغصَّةُ تجثُو
مُرتَجِفةً،
خلْفَ الأوراقِ
.. و الدِّماء
.. و الأشلاء،
تبْحَثُ للمَناديلِ
عن مصيفٍ لا يُحرِقُ
دِرْعَ الأحلام.
______
* شاعرة من المغرب

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *