* محمد شاكر
( ثقافات )
غرفــة
الغرفةُ التي تأويني
تفتح لي جُدرانها كي أصوِّب حُريتي في اتجاه غـَزالات الذكرى
لا تـَضيق برغـْبتي
في سَفر ٍعُــلوي
يَــفتح أمْــداءَ النـَّـشيدْ
الغرفة التي تـَـأو يني
ما أرْحَمها
إذْ أكْـسرُ أبْـعادها دون أنْ تتأوَّ هَ بـِفَم مِن حَجَر
وأرسُمَ أ ْبــعادي التي
تـَشْرخُ ضيْــق المَجــالْ
الغرفـَة التِّي تأو يـــني
فَــرحة بـــي
إذْ أ نْشُر في جـَــو فِــها
رائحــة َ الأحـــلامْ
الغُـرفة ..هـــذه لا تـُـشبه الغـُــرَف الأخــرى
إلا فـي الجـُدران القائِمـــة الزَّوايــا
وبُرودةِ الطـَّـقْس ِ
مَـسٌ
أحْيانــا
يـُـصيـبـُـني مـَـسٌّ مـِنْ كـَـلامْ
أعْــتى’
مِــن هَـبَّـــة ريـــح سَمـُــومْ،
تـَـقـْـذِف بي
في لـُــجِّ الهَــذيانْ
أنـْـسى’ خـَطـْـوي في انْـعِـطافِ الـْـقلـبْ
أنـْـسى’ روُحي
فــي تَــلـَـعْـثُـم الأحـْــلامْ
أنْــسانــي
مَمـْـلـوكَ سَهـْـو ،جـــارف ٍ
لا يُـبْــقِي عـلى رمـْـل الــوقـتِ
قَــطراتِ مــاء ٍ
مِـنْ سَـوْرَة المـَــوْج
أحـيانــا
أسألُ ليـْـلــي القابـِع ِ
في النَّفْس ِ
مِن أيْـنَ يـَـأتــي بـَـحْـرُ كَــــلام ٍ
يـُـصيــبـُني بالْـمَــسِّ
يَـسْلــبــُني
ضوءَ الــحِـسِّ
ثمَّ يَـمْضي جـُـفاءً فِي غَـبـَش ِ الـيـأس ِ.؟
قيـلولة
آوي إلى قـَيْـلـولة الذكرى
إذْ نَـبـَا بــــي
ســريـرُ الـــعُمـــر ِ
كــمْ أرقــًـا يَـلـزَمُـني
لأحَــرِّر نــوْمَ الأحْــلام…؟
بَيْن الذِّكـــرى’
والسَّريــر
إغـْـفاءة ُطــفْــل نــاء َ
بالشَّـغـَب الجـَميــل ِ
بَـيْـني،
وهـ’ـذا النِّــزال المَـكـْـرور ِ
نـِـسْيـَان ُشـيْـخ ٍ
نــاكـِر لِلـْجمـيـل ِ
لا يَذكـُرُني إلا طـَيـْشًا
بَـدَّدَ خَـطْـوَ الرَّحـِيـل ِ
لا يَـراني
في قـَيـْلولـة العُـمـْر مُـنْـهَكَ الرُّوح
ولا في السَّرير ِ
شَاردَ الدِّفْء ِ
جديرا بأمُـــومة الــوقـْت ِ
غيوم
غـُيوم أخــرى
تـَحْـجُـبُ عَـنِّي سَمـاءَ الــرُّؤ ْيا
ليْسَت ْسَلـيـلـةَ فـَصـْل ألـِـيـفْ
ولا تِلكَ الـــــتي
تَـرْفــو علاقـة َالأرض والسَّمـاءْ
بـِـخيْط مــــاءْ
غـُـيـوم لا تـُــرى
إلا َّكـَريـــشِ خــوْف ٍ
خـال ٍ مِن شَـقْـشـقة الأحْـلام
وَهَديـــل ِ الــرُّوح ِ
عـلى غُـصْن أيـَّـامي
في سالـِـف الغـابـات.ْ
غُــيــوم ٌ
لا يَـعـْرفـُها نَهـاري
في تَـعاقـُب الشُّمـوس والمـناخاتْ
تـَشْمَـلـني وحْــدي
في رداءة أحوالها
طقْساً
تـَخـْبـُو فيه أضـواءُ قـلبي العـَليل ِ
غُــيــومٌ
إذ تـَشوبُ لــوْنَ الصـَّـباح الجـَـمـيـل ِ
يـَـلــوذ بـِـسرِّه ِالـحَـرفُ
على مَشارف البيــــاض ِ
يَعود لـِغـمـْده الشَّــوقُ
دُون مـَـبـاهـج الرِّيــــاض ِ
______
* شاعر من المغرب