(شيخ الكُبّة)- قصة قصيرة جدا


عمار الجنيدي

( ثقافات )


أثارت التحولات الكبيرة التي اتسمت بها تصرفات وسلوكيات أزعر القرية اهتماما واسعا و ردود فعل مستهجنة من أهل القرية كلها، وباتت تصرفاته مدار الأحاديث اليومية في المجالس والدواوين المسائية؛ فالأزعر صاحب السيرة الأخلاقية غير المحمودة والمغمورة بمفردات الخسّة والنذالة والانحطاط والتردّي الأخلاقي وبالقيم المشبوهة والمنبوذ من أهل القرية، وجد له البعض العذر عندما رأوه وقد صار فجأة يمشي في طريق الإصلاح الاجتماعي ويوفّق بين الناس ويدعوهم للهداية وللصلاح، ويحلف بكل الكتب السماوية أنه تاب عن شهادة الزور وملاحقة الغلمان، واعتبروا تلك التغييرات بأنها جاءت كردّ فعل منه ليداري ويجمِّل ما لحق بسمعته السيئة من تشوّهات وسيرة ذاتية مشبوهة بعدما لفظه مجتمعه وأحاطه بالنبذ؛ وبعدما لم يقبله إلا حثالات القوم؛ حتى أن بعض الهَمَلْ كانوا يستحون من مصاحبته، ومنهم من لم ينس وشم الزعرنة على ساعده وصدره وخلفيته التي وصفها الكثيرون بأنها خلفية “مكنوزة بتاريخ لا أخلاقي”.

الأزعر المنبوذ لبس دشداشة بيضاء طويلة وصار يقيّم الناس على أُسس الدين ويعيب على الآخرين أفكارهم السياسية وولاءهم للوطن، حتى اشتط به تضخّم الذات المنبوذة بأن صار يطالب أبناء قريته بواجبهم أن يأخذوا منه صكوك الولاء والغفران والهداية، وصار يكتب الشعر وينشر قصائد على الشبكة العنكبوتية عنوَنَها ب: “رسائل أخلاقية”.

* قاص من الأردن

شاهد أيضاً

لا شيءَ يُشبه فكرَتَه

 (ثقافات)  نصّان  مرزوق الحلبي   1. لا شيءَ يُشبه فكرَتَه   لا شيءَ يُشبه فكرتَه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *