باولو كويلو *
الدعاء الأكثر أهمية
تلقى رجل، ذات مرة، زيارة من صديقين له، وسأله أحدهما: «نود كثيراً أن تعلمنا ما تعلمته طوال هذه السنين». فرد: «تعلمت أنني رجل عجوز». وعقب الصديق الآخر: «عجوز وحكيم، ففي نهاية المطاف نراك على الدوام، عاكفاً على الصلاة طوال الوقت. ما الذي تقوله في صلاتك، وما الأشياء المهمة التي ينبغي أن نطلبها في دعائنا؟».
ابتسم الرجل. ثم أجاب: «في البداية، كان لدي صلف الشباب الذي يجعلني أؤمن بالمستحيل. وكنت أركع في صلاتي وأدعو أن يمنحني الله القوة لأغيّر البشر، وشيئاً فشيئاً، أدركت أنها مهمة تتجاوز قدرتي، فشرعت الدعاء طالباً أن يعينني الله على تغيير ما حولي».
سأله أحدهما: «في هذه الحالة، يمكننا التأكيد أن جانباً مما طلبته لُبي. فالقدوة التي قدمتها ساعدت كثيراً من الناس».
وقال الرجل: «ساعدت كثيراً من الناس بالقدوة التي قدمتها. ورغم ذلك، أعرف أن دعائي لم يكن مناسباً. الآن فحسب.. في ختام عمري، أدركت ما كان يتعين علي طلبه منذ البداية في دعائي».
سأله أحد صديقيه: «وما الشيء الذي كان يتعين عليك طلبه؟».
فأجاب، متنهداً: «كان يتعين علي الدعاء أن أكون قادراً على تغيير نفسي».
السؤال الصعب
بعد صلاة الفجر.. في معبد ناء في منطقة بيدرا، سأل شاب معلمه الورع: «اغفر لي يا سيدي. لكني أود السؤال: هل تجعلنا الصلوات التي تعلمنا إياها، أقرب إلى الله؟».
رد المعلم : «سأجيبك بسؤال آخر: كل هذه الصلوات التي تصليها، هل تجعل الشمس تشرق غداً؟».
عقب الشاب: «بالطبع لا، فالشمس تشرق لأنها تذعن لقانون كوني». وقال المعلم: «تلك إذاً، الإجابة على سؤالك، فالله موجود في كل الوجود، بغض النظر عن الصلوات التي نقيمها».
وقال الشاب، محتداً: «هل تريد القول إن صلواتنا لا جدوى منها؟».
رد المعلم الوقور، باسماً: «كلا. على الإطلاق. فأنت إذا لم تنهض مبكراً، لن تكون قادراً على رؤية شروق الشمس، وإذا لم تصل، ورغم وجود الله في كل الوجود، لن تكون قادراً على إدراك وجوده».
-البيان