*ابتسام القشورى
( ثقافات )
انعقدت مؤخرا ثانى حصص نهج السرد (غرفة كافكا) المختبر الذى أطلقه الكاتب والناقد التونسي كمال الرياحي بعد نجاح تجربة صالونه ناس الديكامرون المختبر الذى من أهدافه النهوض بالكتابة السردية فى تونس ومساعدة الكتاب الشبان على تطوير مهاراتهم فى الكتابة وتدريبهم على التقنيات السردية عبر الاشتغال على نصوص يؤلفونها بأنفسهم يشتغل هذا المختبر بالتوازى مع المدونة الاجتماعية الفايس البوك حيث ينشر الأعضاء المرسمين بالنهج نصوصهم قبل اللقاء بمجموعة نهج السرد ….
دار اللقاء في دار الثقافة ابن خلدون الساعة الثالثة والنصف ودام ثلاث ساعات وحضر اللقاء مجموعة من المثقفين التونسيين من كتاب ونقاد ومسرحيين وغيرهم وافتتح اللقاء كمال الرياحى الذى حاول في البداية أن يعطي بسطة عن حياة كافكا ومنجزه الأدبي وكيف تحول كافكا من مجرد كاتب إلى ظاهرة ثقافية ابداعية في العالم فتأثر بها الرسامون والكتاب والسينمائيون وأعطى أمثلة على حضور كافكا في الأدب العالمي من خلال روايات حب وقمامة للتشيكي ايفان كليما والغربان أو جواب الأب للألماني غرت هايدرنرايش وكافكا على الشاطئ للياباني هاروكي موراكامي و قصاصات حديث الى دورا للايراني حميد صدر وغيرهم من الادباء الذين اعادوا كتابة كافكا او استلهموا من عالمه ثم بدأ بطرح فكرة الورشة التي حملت عنوان”غرفة كافكا وبين امكانات التفاعل مع عالم كافكا في اكثر من مستوى فني وتيمي….. كما قرا الرياحي بعض مقاطع من كتابات كافكا حول علاقة الكاتب بالكتابة ومنها قول كافكا “ليس لي اهتمام بالأدب. أنا متكوّن من الأدب. ليست شيئا آخر ولن أكون شيئا غير ذلك “أو قوله ” يجب أن يكون الكتاب فأساً للبحر المتجمد فينا.”وقوله “الكتابة انفتاح جرح ما”..
ثم انطلقت الورشة بقراءات لمجموعة من الأصوات الأدبية الجديدة في تونس وكان تمّشى الحصة انه بعد ان يفرغ كل كاتب من قراءة نصه يتدخل المشرف بإبداء رأيه فى النص محاولا توجيه الكاتب وإرشاده إلى تصحيح بعض الجزئيات فيه ثم اُعطيت الكلمة للحضور والضيوف لإبداء آرائهم فى النص المقروء. وتجدر الإشارة أن التعامل مع عالم كافكا فى النصوص كان متنوعا فمنهم من استدعى شخصية كافكا وكانت حاضرة بالاسم ومنهم من استدعى الفضاء الكافكاوى ومنهم من استلهم نصوص كافكا كالمسخ والمحاكمة والقلعة والكثير منهم ركزوا على الطابع الكابوسي الذى يميز كتابات كافكا وقد اشار المشرف ان التفاعل مع عالم كافكا لا يعني بالضرورة وجود كافكا في النص انما هو ما يتركه عالمه من انفعال في الكاتب الذي يكتب نصا جديدا…
طرح المختبر أكثر من خمس عشرة قصة قصيرة قاربت مواضيع شتى منها السياسي والاجتماعي والنفسي وهو الطاغي. كما لوحظ جرأة كبيرة في التطرق إلى مواضيع تبدو من التابوهات كزنا المحارم والمثلية الجنسية والعلاقة غير الطبيعية بين الآباء والأبناء إلى جانب ما أقدمت عليه بعض الكاتبات من الغوص في كابوسية سوداوية شارفت على أدب الرعب والفانتازيا في بعض الأحايين…استمع الحاضرين فى هذه الحصة الى جملة من النصوص منها “كافكا فى بيتى” لهشام الرضوانى .”كافكا حبيبي “لسوسن فرى” انت وراء كل معاناتى”لابتسام القشورى “افيون” لمعتز الزايرى”مازلنا نحيا” لرانيا ميزاوى “وجه جميل فى ممر مظلم” لاريج الامام “فى انتظار وديع” لوحيدة مقرانى…حصبة حب لاميرة بن احمد…..
ختم اللقاء كمال الرياحى بالاعلان عن برنامج الحصص المقبلة و الغرف الموالية: غرفة تشارلى تشابلن ثم تليها غرفة نيتشه …..
______
* قاصة وصحفية تونسية