*
نشر الباحث اللبناني، سليم مجاعص، في كتاب جديد عدداً من رسائل الحب التي بعث بها جبران خليل جبران إلى “مجهولة جبران” الأمريكية الإيرلندية الأصل غرترود باري.
الباحث في كتابه “مجهولة جبران..حب ورسائل خليل جبران وغرترود باري” توصّل إلى استنتاجات ووقائع. ومن الإستنتاجات أنّ جبران في رسائله هذه تعمّد جعل غرترود تشعر بالذنب تجاهه وأنه أيضاً لم يعلن رسائلها إليه لنفهم تماماً وجهات نظرها في أمور عديدة كما أنه حجب معظم رسائل حبيباته إليه.
واحتوى الكتاب على بضعة صور لغرترود باري وعلى صور عن الرسائل التي كتبها إليها جبران باللغة الإنجليزية. وكذلك حمل الكتاب نصوصاً بالعربية لرسائل بعثت بها غرترود باري إلى الأديب اللبناني الذي كان مقيماً في القاهرة سليم سركيس والتي ترجمها الى العربية ونشرها في مجلة سركيس التي كان يصدرها.
الرسائل التي نشرت في كتاب سليم مجاعص تلقي كما قال هذا الباحث ضوءاً على علاقة باري بجبران وتشير إلى نوع من الحب يبدو أنّ سليم سركيس نفسه كان يكنه لها.
قال سليم مجاعص في مقدمة الكتاب “لقد كتب القليل عن دور غرترود باري في حياة خليل جبران العاطفية رغم أنّ المرحلة العشقية من علاقتهما امتدت على ما يوازي السنتين ومرحلة الصداقة الشعورية استمرّت لأكثر من عقد من السنين”.
وأضاف يقول في مكان آخر أنّ هذه الفتاة الموسيقية الشابة بقيت بالنسبة إلى من تناول سيرة جبران كأنها “ليست سوى محطة جنسية على طريق” حياته. أمّا وقد “أصبحت رسائل جبران إلى باري متوفرة عبر ملف جبران في محفوظات متحف “سميّا” في المكسيك فقد حان الاوان والفرصة لتقديم عرض شامل ومفصل لحيثيات هذه العلاقة وتوضيح صورتها وماهيتها وتاريخها لأول مرّة”.
وفي فصل حمل عنوان (غرترود باري وجبران) قال سليم مجاعص أنّ المرجح حسب رسالة لسركيس أن يكون جبران قد قابل باري لأول مرة حوالى سنة 1905. وأول رسالة بعث بها جبران إليها كانت سنة 1906.
كان جبران يكتب جواباً عاطفياً كلما تسلم باقة زهور من غرترود وبعد تسلمه باقة بمناسبة عيد ميلاده كتب اليها في يناير/ كانون الثاني 1908 يقول “أنت غرترود حبيبتي مثل الأميرة في الحكاية الفارسية القديمة تأخذين شكل زهرة جميلة وتأتين لملء فراغ هذه الغرفة بالعطور والأرواح الموشومة. وهل يكون قبري محظوظاً مثل غرفتي”.
وقال إنّ غرترود كانت تسعى إلى “سعف جبران عاطفياً” لكن جبران “وهو أبداً الكتوم حول دواخل نفسه يرفض أن يفتح قلبه لحبيبته متذرعاً بحمايتها من الحزن! وهذا موقف غريب الغرض منه ليس فقط رفض المصارحة بل تحويل السبب إلى أداة لإثارة شعور بالذنب لدى الحبيبة بتعظيم صورة الأسى.. وقد يكون هذه الكلام رغم جماله الأدبي قبيحاً من الناحية المعنوية” فهو يقول أيضاً في رسالة عام 1907 “لا غرترود حبيبتي لا ترغبي في رؤية نفسي عارية: سوف يحزنك المشهد وسوف يجعلك تبكين بمرارة وسوف يجعل الحياة أقل جمالاً في عينيك”.
ويتساءل الكاتب عن “مبررات هذا الجدار الذي يقيمه جبران بين مكنونات ذاته وبين حبيبته هل هو جدار مصطنع الغرض من تعظيم صورة الأسى الذي يعانيه” أم هو ردة فعل على خيبات سابقة في الحب؟
________
*رويترز