* أيهم اليوسف
ينبض المعرض الفني “من الفوضى إلى الوضوح: استعادة يوتوبيا المرح”، مع أنغام موسيقى “المرح”، بأعمال فنية معاصرة، منها التركيبية والمنسوجة والفيلم والصورة الفوتوغرافية والتصميم، وتنقب كلها عن التراث الإفريقي برؤى الفنانين الثلاثة المشاركين في المعرض، وهم فنانة النسيج الأفرو أمريكية زنوبيا بيلي، والمصور والمصمم المغربي حسن حجاج، والمخرج النحات البريطاني الترينيدادي زاك أوفي .
افتتحت المعرض قبل أيام الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، بحضور الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، وعبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وهشام المظلوم، مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون . ويستمر المعرض لغاية 14 يناير/كانون الثاني المقبل .
ترى الشيخة نوار القاسمي، مسؤولة العلاقات العامة والاتصال في مؤسسة الشارقة للفنون، أن تكثيف البرامج الفنية في المؤسسة نابع من الرغبة في إيجاد حالة ثقافية فنية في المجتمع، ودعم الوعي الثقافي الفني، بحيث تكون جزءاً من حياة الناس ليشاهدوا أنواع الفنون المختلفة .
وتقول: كل شهر لدينا معرض جديد مع برامج لدعم المعارض، إضافة إلى ورش العمل للأطفال، ونحاول أن نأتي مع كل معرض بفكرة جديدة، خصوصاً أننا مقبلون على فعاليات “الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية” العام المقبل .
وتضيف: نوعية الأعمال في هذا المعرض مختلفة عن غيرها، إذ تعاونا فيها مع “كامبس آرت دبي” الذي يعد هذا المعرض جزءاً من تصوراته ونتائجه .
جمعت شانون آيرس هولدن، القيمة على المعرض، أعمال الفنانين الثلاثة بهدف عرضها في الشرق الأوسط من أجل التعرف إلى الجالية الإفريقية وطريقة حياتها وعملها وحركاتها والملبس، عبر التقاط لقطات من الحياة اليومية التي عاشوها في الماضي .
استطاعت الفنانة والناشطة الثقافية زنوبيا بيلي، خلال إقامتها في نيويورك إقامة العديد من المعارض الفردية في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة الأمريكية، وتوصف أعمالها بأنها ملطخة بالخطوط المقامة بين الصنعة والفن الجميل والتصميم الفني، وأداتها هي الأنسجة ومنهجها هو الحياكة، وتستكشف تفسيراتها النسيجية من علم الأساطير المعاصر والثقافة الإفريقية القديمة والجماليات البصرية للقرن العشرين عبر وسائل مثل الحياكة بالإبرة والليف .
يركز عملها الحالي على التصميم الفني بالعودة إلى فترة الرقيق منذ بدايات القرن السابع عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر، عندما قمعت مهارات الإفريقيين التقليدية وأنماط حياتهم الثقافية وفنونهم القومية، وأدت إلى هجرة الأحرار منهم .
ولد المصور الفوتوغرافي والمصمم حسن حجاج، عام 1961 في العرائش في المغرب، وانتقل إلى لندن عام ،1975 وينتقل حالياً بينها ومراكش للعيش والعمل، وكان على قائمة المرشحين لجائزة جميل في متحف فيكتوريا وألبرت عام 2009 . ونال حجاج جائزة الفن الإفريقي الرئيسة، ووضعت أعماله ضمن مجموعة مقتنيات عدة في المملكة المتحدة والإمارات وأمريكا وغيرها، وعرض أعماله على نطاق واسع في معارض فردية وجماعية .
يسلط حجاج الضوء عبر أعماله في هذا المعرض على قوة الصورة والعلامة التجارية بالجمع بين الثقافة الاستهلاكية والمرجعيات الكلاسيكية، باستخدام العناصر البصرية المتباينة لكل من الثقافتين الإسلامية والأوروبية، بحيث يتكامل هذا المألوف مع الثقافات لخلق بيئة جذابة وغنية بشكل غير متوقع .
تحيل الصور الفوتوغرافية التي أنتجها إلى تخيلات نمطية كلوحات “الأوداليسك” التي ترمز إلى الغرائبية الشرقية في القرن التاسع عشر، وتمثل الإطارات التي تحيط بالصور الفوتوغرافية جزءاً لا يتجزأ من الصورة نفسها . وتندمج اللافتات والماركات وتتحول إلى أدوات منزلية وتتفاعل مع الأثاث وأدوات الاستعمال اليومي المصنوعة من مواد معاد تدويرها لتعكس ألوان وأجواء السوق لاستكشاف التأثير المتبادل بين الشرق والغرب .
المصور الضوئي والنحات زاك أوفي، وهو ابن المخرج السينمائي البريطاني المهاجر الترينيدادي، يقيم في العاصمة البريطانية لندن، ويعرِّف نفسه كرجل من منطقة الكاريبي، ومنذ عام 2000 وهو يزور ترينيداد سنوياً .
حصل أوفي على شهادة في السينما كأحد الفنون الجميلة من مدرسة “سان مارتين” للفنون، واصل بعدها مشاريعه الفنية الخاصة مستخدماً وسائل التصوير الضوئي، والسينما، ومؤخراً النحت، الذي يقوم به على الأشياء التي يعثر عليها .
يقدم أوفي في المعرض فيلم “الكرنفال”، ويمتزج فيه الفانتازيا والمخيلة . ويشكل العمل التركيبي لأورفي “نفق الزمن” مدخلاً أسطورياً حيث تنصهر الألوان المتداخلة في حالة تمثيل لرحلاتهم المترابطة ثقافياً وعرقياً وأسطورياً عبر الزمن ليربط الهوية الماضية بالمستقبلية .
________
*(الخليج)