الكون مليء بالعجائب، يمكنني قضاء عدة ساعات بالنظر إلى السماء .. في عالمنا من الممكن أن تسقط إلى الأعلى وأن ترتفع إلى الأسفل! ولكن قصتي عن الحب.. بعض الأشخاص يقولون أن الأحباء الحقيقيون، روح واحدة لكنها انفصلت عندما ولدا. بهذه الكلمات تبدأ أحداث فيلم “رأساً على عقب” للمخرج والكاتب الفرنسي من أصل أرجنتيني خوان دييغو سولاناس، والذي يمزج فيه بين الخيال العلمي والرومانسية، ويقدم لنا من خلاله قصة حب مقلوبة تشبه إلى حد كبير الطريقة التي استخدمها المخرج في تصوير فيلمه الذي يلعب بطولته الممثل البريطاني جيم ستاريغس والأميركية كيرستن دانتس.
علاقة محرمة
أحداث الفيلم والذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، تدور في عالم مختلف، فيه نوعان من الجاذبية الأرضية، واحدة لأعلى والثانية لأسفل، وفي أحد الأيام يلتقي آدم المنتمي إلى العالم الأسفل، وأيدن المنتمية للعالم الأعلى، لتنشأ بينهما قصة حب مجنونة تصطدم بأوامر مشددة تفرض عدم الاختلاط بين العالمين وتجعل منها علاقة محرمة، وعلى إثرها يتم مطاردتهما لتسقط أيدن وتفقد ذاكرتها، ليعودا بعد مرور 10 سنوات لإحياء علاقتهما، والتي لأجلها يخترق آدم كافة القواعد للقاء حبيبته، ليعملا معاً على تغيير جوهر عالميهما.
تعبيرات رمزية عميقة، خبئها المخرج سولاناس في قصة الحب التي اتخذ منها خطاً رئيسياً لفيلمه، ففكرة الفيلم نفسها وتقسيم الكون إلى عالمين أعلى وأسفل، نجد فيها صفة رمزية عميقة حول التسلط البشري والصراع الطبقي والتصنيف غير العادل للبشر، وهي الفكرة التي تتضح ملامحها جلياً بمحاولات انتقال (آدم) إلى العالم الأعلى لملاقاة حبيبته، حيث يرى من هناك عالمه الأسفل، أعلى منه.
فقدان الجاذبية
الا أن سولاناس وبرغم تقنية التصوير التي اعتمدها بقلب الصورة في عدد كبير من مشاهد الفيلم والتي سبق وأن استخدمت في أفلام كثيرة، من بينها فيلم “انسبشن” للمخرج كريستوفر نولان الذي لعب في بعض مشاهدة على وتر فقدان الجاذبية، لم يتمكن سولاناس من تقديم سيناريو متماسك، ليبدو لنا الفيلم باهتاً في بعض مشاهده، رغم أن أداء بطله جيم ستاريغس كان أفضل بكثير من أداء بطلته كرستين دينست التي شاب دورها بعض السطحية والنمطية.
ولذلك كان يمكن أن تصاغ قصة الفيلم بطريقة أفضل يتم التركيز فيها على معاناة سكان العالمين أو أقله العالم الأسفل، علماً بأن فكرة الحب المستحيل سبق وأن قدمها المخرج جيمي تايمور في فيلمه “عبر الكون” والذي لعب بطولته آنذاك جيم ستاريغس وايفان راشيل وود. يذكر أن الفيلم والذي بلغت تكلفته 60 مليون دولار، حقق 20 مليون دولار في أسبوعه الأول، فيما بلغت إجمالي ايراداته 102 مليون دولار في أميركا وكندا فقط.
مدينة الحلم
حظي الفيلم الذي صور بين فرنسا وكندا، بإشادة مجموعة من النقاد على موقع “روتن”، ومن بينهم كيلي سميث من صحيفة نيويورك بوست، والتي قالت “رأساً على عقب” أشعرني في بعض الأماكن بوجود بعض الغمز واللمز”، اما ريتشارد كورليس من مجلة تايم، فقال: “في ظل غياب أي أسس عاطفية، يظل الفيلم رائع، فهو يشبه مدينة الحلم غير المأهولة بالبشر”.
_______
*(البيان)