غريزة الذوبان في دخان السلالة…


*المختار الأحولي
( ثقافات )

سبقتني رائحة الخمر لشفتيها
وعبّت من ثغر ميناء أحلام
ورقات الليل الباقي
من غريزة الذوبان…
ألحان للشمعة التي تقتبس من… خيالات الظلّ
ألحان الحان…
وصوت ضجيج يغلي في دماغ السكر
كأن من غربتي أصنعها
كلّ الأصوات أوطان معدّة للصلاة
على رفات الزمان
وإتقان الوقوف على مرفأ الوقت
بكلّ سكر الليل
حبّ من أزل الأبد…
يكيل نشوة الحلم
ليعرف كمّ الطقوس التي يجب سكبها
على رصيف الألم اليوميّ
ويقترن الوقت وتردد موج الأزرق ألزبدي
ليت لي عينيك لأراني سيدتي
فأنا أعاني وحدتي
من أول صورتي
وحتى في غفلة شيطاني
عن عناق الشعر في واد ذي شطان
ياستهوي ملحه عمري
فيفعل في المدى خطوطه
على رقاع تضمّ صحراء الولادة
لبحر من غليظ أيماني
بأنّ الموت حقّ
بعد النصر على كلّ باغ
وكذا جهروا ندماني
فأنا والرايات صنو
لقلب يروّي التراب أحرف عنواني
أي سيدة الذهاب
أين الباب؟…
سكرت ونسيت من أين دخلت إلى هنا؟
هنا الحان أعرف
لكن الخروج من هذا الحان الكبير من أين؟
والبحر يمدّ بصمته حتى روحي
ويضيّق عليّ الخناق
من أين أتسلّق الهوى
والهوى أضحى في زمني مجرّد تسلقا للآفاق
كم كنت غبيا حين رشقت وجهي بحجارة في المرآة
لم أعرف أنّ الانكسار وتر
يعزف شجن الروح
حتّى في سجدة صلاة لهلوسة سيدة
تغار من ضلّها المتراص في نار مشكاة
ها أنا أهجر زيف الصحو
فصارحيني أرجوك أين الباب؟
الحان ازدحم والسكر مفضوح وحرس الله المزيفون
يكنسون لحيّهم
أراهم في دخان سجائري
يهرولون إلى مثواهم خوفا من سلطة الكلمات
ومن حقيقة الله في صدري العاري من كلّ شبهة
فالله وطني…أي سيدة الغناء
كم من سماء مرّت مع كلّ قارورة
أراها ذات السماء التي قبّلتني ذات خريف
وباركت وجودي على أرض هي سماء الحبّ
وقلب كلّ الأسماء…
سيدة المساء أين الباب؟
فأنا أقف في محراب الحبّ وحيدا
أين الباب لأخرج إلى روحي في التاريخ
والتاريخ حقيبة الوطن
وزورق نجاة الغرباء
ما كنت أظنّ أنّ الظنّ حرام في العشق
وما كان ظنّي سوى أنّك
تخفين عنّي
وعن حبّ
بوّابة الشهداء…
أي سيدة الليل والسكر المدقع
سميني أوّل الآباء
وآخر الآباء…
وسمي نفسك جدّة الخليقة
وأمّ كلّ الأنبياء…
فقط قولي
الباب من أين لأخرج إلى بحر السنين
التي قضيتها في البحث
عن مرفأ أريح عليه أوزار زماني
من وباء الحبّ
والحب في زمني وباء للكبار فقط…

_________
* شاعر من تونس 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *