من الشّعرالأمريكي اللاّتيني المعاصر



* اوكتافيو باث /ترجمة : محمّد محمّد الخطّابي**

( ثقافات ) 
الحريّة..

بعد أن حطّت الحرب العالمية الثانية أوزارها، كتب ” باث” الأبيات التالية التي كان يرى فيها الحريّة لصيقة وقرينة بالخيال، ولم يكن الشاعر قد تجاوز الثلاثين من عمره آنذاك :
الحريّة أجنحة ،
هي الرياح الحبيسة
بين أوراق الشجر
من أجل زهرة بسيطة ،
الحلم الذي نحن فيه ، 
هو حلمنا .
الحريّة
عضّ البرتقالة المحرّمة 
فتح الأبواب العتيقة الموصدة ،
إطلاق سراح الأسير ،
ذلك الحجر تحوّل 
الآن إلى قطعة خبز،
وتلك الصفحات البيض
أصبحت قطيعا من نوارس ، 
غدت سربا من عصافير
الأوراق على الأغصان،
والطيور، و أناملك 
الكلّ يطير .
*****
صبيّة..
تسمّين الشجرة يا صبيّة
والشجرة تنمو بطيئة، كاملة
تغمرينها بالهواء الأخضر الباهر
فتحيلين نظرتنا لها خضراء .
تسمّين السّماء يا صبيّة
والسّماء زرقاء، والسحابة بيضاء
وأضواء الصّباح ، تتسرّب في الصّدر
حتّى تحيله إلى سماء وشفافية .
تسمّين الماء، يا صبيّة 
والماء يتدفّق،لست أدرى أين
يغسل الأرض السّوداء
يشيع الإخضرار في الزّهرة،
ويلمع في الأوراق
ويحيلنا إلى بخار مبلّل .
عندما لا تقولين شيئا يا صبيّة 
يتولّد الصّمت
وتتفتّق الحياة في موجة ذات موسيقى صفراء
يسمو بنا تيّارها الذهبي إلى الأعالى
يعيدنا إلى أنفسنا التائهة .
أيّتها الصبيّة الطفلة ،
أنت توقيظينني، وتعيدين بعثي
موجة أبدية ،بلا نهاية، بلا حدود
_____________
أوكتافيو باث حصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1990*
كاتب وباحث ومترجم من المغرب. **

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *