الفــــــــزّاعة


*فاطمة بن محمود

تلتقط العصافير 

الحبوب
من الصدر الشاسع للحقل
وتستريح على 
أكتاف الفزّاعة
يشدّ الفلاّح وتدا
لفزّاعة جديدة،
يتحسّس جسدها جيّدا
ثم يجلس قبالتها
و.. يغنّي.
==
ينظر الفنّان للفزّاعة جيّدا
ويفكّر 
– قد تتغيّر وظيفتها 
لو أشدّ الى كمّها 
! قبضة من أزهار 
==
تتنهّد العجوز
كلما مرّت بالفزّاعة :
– أنت ثابتة في المكان
وأنا يقودني عكّازي
الى حفرة ضيّقة. 
==
وحده الشيخ يعلم 
أن للفزّاعة حكمة
لا تدركها سوى السنابل 
المترنحّة و.. الغرباء
==
في الحقل الفسيح
كلما امتلأت السنابل
تنحني للفزّاعة 
إعترافا بالجميل.
==
يرنو الطفل للفزّاعة
ويقول 
– يمكنني أن أعدو بحرّية 
حتى حدود الفزّاعة 
ولا .. أخاف
==
شماتة في زوجها 
تلوّح المرأة في غفلة منه 
للفزّاعة.
==
ببراءة تامة،
تسوّي الصبيّة القبعة 
على رأس الفزّاعة،
وحده ابن الجيران يقرأ
رسالة مرتبكة 
استلّها من 
داخل القبّعة 
==
تتململ الأرملة الفقيرة
في وحدتها 
ماذا لو :
– تدفئ فراشها الفزّاعة مثلا 
==
لا أحد يدري بشجن الفزّاعة 
غير النسائم التي تحرّك أثوابها 
و تكشف رغبتها الدفينة
==
تتوق الفزاعة أن تطير
أن تسبح في الفضاء الفسيح
و تحطّ على الأشجار
أو حتى .. على فزّاعة بالية 
==
تبدو الفزّاعة 
أنيـــــقة 
في ثياب السيّدة 
_______
* شاعرة من تونس 
(القدس العربي)

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *