انطلاق مهرجان “طقوس” المسرحي بالأردن


* وفيق عابد-عمان

انطلقت فعاليات مهرجان عشيات طقوس المسرحية في دورته السادسة بالعاصمة الأردنية عمّان الذي تقيمه فرقة طقوس المسرحية بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي ووزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين.

وفي حفل الافتتاح مساء الأحد، كرّم المهرجان الفنان الأردني زهير النوباني والفنان البحريني جاسم محمد حربان لدورهما في إنهاض وإثراء الحركة المسرحية بالأردن والبحرين، في حين تم إطلاق شخصية المهرجان على الفنان الراحل أديب الحافظ والكاتب المسرحي عاطف الفراية الذي وصل جثمانه من دولة الإمارات العربية المتحدة ودفن في قريته الجيبة بمحافظة الكرك اليوم الاثنين.
وتشارك في المهرجان -الذي يستمر حتى الخميس المقبل- مسرحيات من الأردن والجزائر وقطر ومصر وتونس وفرقة قاسم إسطنبولي (من لبنان) التي ستقدم مونودراما “قوم يابا” المأخوذة عن رواية “الذاكرة” لسليمان الناطور وتتحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومعاناة الشعب الفلسطيني الممزق في الشتات منذ حرب 1948 وحتى الآن.
وتتخلل المهرجان ورشتان، الأولى بعنوان “المسرح الصوفي” والثانية بعنوان “السيكودراما والمسرح” بإشراف الأديبة والباحثة دلال مقاري القادمة من ألمانيا بهدف تحليل وتفكيك الوظائف الدرامية والفنية لعناصر العرض المسرحي وتقديم منهج تربوي وتدريبي جديد ينحو باتجاه التفريغ والبوح والتلقائية وتطوير خاصية العبور إلى الذات للالتقاء مع الآخر.
وضمن برنامج المهرجان تنظم ندوتان، الأولى “أسرة المسرح الأردني.. أسباب التأسيس والتوقف”، والثانية “الآثار الأردنية وحلم العودة” وتتحدث فيها عميدة كلية الآثار بالجامعة الأردنية الدكتورة ميسون النهار والباحث وضاح محادين.
أمن ثقافي
وتحدث في جلسة الافتتاح نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب فوصف زملاءه بالمجاهدين، ووجّه دعوة لوزارات الخارجية والثقافة والسياحة والتخطيط لإجراء اتصالات واستعادة حجر ميشع.
وطالب الحكومة الأردنية بتحقيق ما أسماه الأمن الثقافي الذي يصنع الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي من وجهة نظره، وتساءل “من المعني بحجر ميشع الحكومة أم مهرجان عشيات طقوس أم الفنانون؟”.
وحسب الخطيب فإنه لا تخطيط ولا إستراتيجيات حكومية ولا أفق تجاه الثقافة عموما لكنه استدرك بأن هناك ناقوسا يجب أن يدق وأية حكومة بلا أمن ثقافي ستبقي الأمور هشة.
وقال مدير المهرجان الدكتور فراس الريموني إن مهرجان طقوس صاحب هوية وطنية تنبع من الجذور ويهتم بمسرح الطقس المنبثق من الميثولوجيا كفعل ثقافي دفاعا عن هويتنا وتراثنا وله لون وطبيعة مختلفة عن المهرجانات المسرحية الأخرى، مبينا أن هدف الذين سرقوا آثارنا تفريغ وطننا ثقافيا ليكون وعاء يتقبل ثقافة غريبة.
عروض وتراث
وفي مداخلته اعترف مندوب وزيرة الثقافة الأردنية الدكتور باسم الزعبي بالحاجة لإستراتيجية تؤكد أهمية الأمن الثقافي الذي وصفه بصانع الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وعقب الافتتاح قدمت فرقة “ترانيم” الأردنية بقيادة نصر الزعبي أغنيات تراثية بمزيج من الفلكلور والشعر نالت إعجاب الحضور.
كما قدمت المسرحية الأردنية الفائزة بالجائزة الذهبية في مهرجان مسرح الشباب (مناصفة) نهاية الشهر الماضي “تضاد القمامة” من إعداد وإخراج وحيد القواسمة، وتتناول مرحلة ما يسمى الربيع العربي والتباينات السياسية والفكرية التي شابت المرحلة من مختلف فئات المجتمع.
ويبرز العمل المسرحي ملامح الفساد في بعض المؤسسات وكيفية تعايش الفاسدين بطريقة أقرب ما تكون للكوميديا السوداء وتحفل بالحوارات الفلسفية والوجودية على لسان شخصيات مهمشة (عمال نظافة)، وتبين أن مصير الفاسدين سلة القمامة ونوهت بقرار رئيس وزراء الأردن الأخير فرض ضرائب على الملابس.
تجدر الإشارة إلى أن للمهرجان لجنة تحكيم برئاسة المخرج الأردني حكيم حرب تضم أعضاء من العراق وقطر والبحرين ستخصص جوائز للعروض المتكاملة.
_________
*(الجزيرة)

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *