مامّاس امرير *
( ثقافات )
بِداخلي يَتَفَجرُ بُركانْ…
فلتذهبْ كل المدُن الحالكة دونِ رَجعَةْ
كاهِلي تَقَرّحَ من جَميعِ الجهاتْ… فأينَ أولي انفِجاري؟
كلما تخَلصتُ من حُزنٍ
ظهرتْ بوادِرُ فَرَحٍ مَشْكوكٍ فيها
وكأنّ الطريق ليسَ لها إلا نِهايَة واحِدةْ،
ذلكَ الفَقْدْ!
الحياة لمْ تكنْ وَرْطَة سِعيدةْ
الحياة مقامَرَةٌ شَرِسَةْ وبَهْرَجَتُها دِعايةٌ رَكيكةْ
رَغمَ أنّ الحُلمَ مُجَرّدَ فِكْرَة بَسيطةْ
لا تَحْتاجُ لكلّ هَذا القَتْلْ
..
الموْتُ يَجْرحُ عِظامي ويَمشي عَلى رُموشي ويَنتَظرُني في المنْعَطفاتْ…. لم أتَعَلمْ مِنْهُ شَيئا ..
كتبتُ قَصيدتي الساذجَةَ وانسَحَبْتْ
لم أعد متأكدة ممّا يجري حولي..
هذه الفُسْحَة الحزينَة التي قَضَيْتُها أقشّرُ الأيامْ وأتَلذّذُ بِأكلِ حُزْنِها
تَجْرَحُني..
بيدٍ مبتورةٍ لمستُ قَطرات دَمي
كأنَّ جَسَدي لوّثَ العالمْ
هل كنتُ أنا
هل كان ظلي الهَزيل يَخونُني؟
لم تَخْطرْ في بالِ حُلمي غِوايةْ
وحْدهُ الواقعُ يَحشوه بالشّياطين الصّغيرةْ
ثم يحاسبهُ على نوتَة موسيقية سَقطتْ من رأسي
تحوّل الحلمُ لفِكْرَةٍ فاجِرةْ
تَنسَلُ الفِكْرَة مِنء بينِ أصابعي
فتَفْضحني..
وحين أحاول تَفْسير ذَلك.. يَتّهمِونني بالكفرْ
..
قدَري
أن أموتَ كل يومٍ في هَذا المسْتَنقعْ
وبِشَكْلٍ
مُثيرٍ للضّحِكْ
أبحَثُ عَنْ حيَزٍ ضَيقٍ للحُرّيةْ
وأشدُّ عَلى أصابعي حَتى تَتماسَكَ أفكاري
السُخريَةُ تَبْحثُ عَني
وأنا أبحثُ عَنْ عَدالةٍ طيّبَةْ
جِراحها لم تَلتَئمْ بَعْدْ
أليسَ هَذا ساذجا ومؤلما!
لا شيء يبعثُ على الإطمئنان …
أنظرُ خَلفي أجدُ إخْوَتي يعِدّونَ السُم من وَرائي
لستُ على خِلافٍ مع السُمْ
إنني أتجرعهُ كل يَوْمٍ
رشْفَةْ
رَشْفَةْ
..
إخْوتي الطيبونْ
يَحْمِلونَني إلى القَبرْ
في القَبْرِ أذكر كلَّ شَيْء جَيدا:
الجحيمُ في الأعلى…. الحيُّز الضَيّق للحُرية، الذي كُنْتُ أحلمُ به
وأذكر أيضا العَدالة الطَيّبة
إنّها لا تَتَحَقْ إلاّ بالموْتْ
وأخيرا….
أدرك أنني قَضَيْتُ مُدّةَ مَحْكومِيتي في ذلكَ الجحيمْ
هلْ كانتْ هَذه هي الجدْوى،
مُراوغةُ الضَجَر بغباءٍ شديدْ!!