العدد 17 من مجلة ” الامارات الثقافية ” وأسرار ازدهار الحضارات


فاطمة بن محمود *



في عددها الاخير مجلة ” الامارات الثقافية ” تبحث في احد أهم أسباب تقدم الشعوب وتطوّر الحضارات : البحث العلمي كما عاشته الحضارة العربية، والمجلة تعود بذلك الى البحث في أهم أسئلة النهضة العربية التي انشغل بها العديد من المفكرين لاستعادة مجد ضائع و تقدّم علمي تلاشى و انتهت معه حظوظ أمّة تكاسلت عن التفكير .
رئيس التحرير الدكتور رياض نعسان آغا افتتح زاويته في المجلة ” سؤال الثقافة ” بتقديم بشرى لقرّاء المجلة التي سعت للاستفادة من التطور العلمي و أصبح بالامكان تصفّحها عبر الانترنيت من خلال جهاز الحاسوب أو الهاتف الجوّال .
بدأت شخصية المجلة تستقر وقد اختار المشرفون عليها تقسيمها حسب أبواب تنطلق بقضايا فكرية و مسائل حضارية فعن تيمة هذا العدد ” البحث العلمي ” كتب الدكتور آغا عن علاقة التبادل المعرفي بين الشرق و الغرب ” و كتب باحثون أخرون عن هذه المسألة مثل رضا عطية و محمد عبدالمطلب و مصطفى يعقوب و صبحة بغورة.
و مثل كل مرة تحتفي ” الامارات الثقافية ” في ورشاتها الأدبية بأهم الأسماء الابداعية في دولة الامارات العربية المتحدة و اهتم هذا العدد بالتجربة الأدبية للمبدع ابراهيم مبارك و اهتمت عدة أقلام نقدية بالحفر في نصوصه من ذلك الدكتور يوسف حطيني و نبيل سليمان و سامح كعوش اضافة الى حوار للكاتب المحتفى به ابراهيم مبارك اجرته معه دارين قصير.
في باب التشكيل كان فنان العدد جيرارد ستريشر ، أما في باب الأدب و النقد وقع الاهتمام بعدة أدباء مثل ظبية خميس و سيف المري و عبد الله خليفة 
و كان حوار العدد مع الروائي الفلسطيني محمود الريماوي أجرته سناء بلحور و آخر اجرته هدى الزين للكاتب اللبناني عيسى مخلوف.
أما في النصوص الأدبية فقد نشرت في الشعر و القصة و القصة القصيرة جدا لمجموعة من الكتّاب المبدعين مثل عبد الله المتقي و اكرام عبدي و نسيمة الراوي و عبد الله الهدية الشحّي و رنا سفكوني و فتحية النمر .
في حين أن في باب الدراسات الأدبية فقد كانت البحوث متنوعة و ثرية اهتمت خاصة بالبحث في المدوّنة الأدبية النسائية من خلال ما كتبته لطيفة لبصير عن السيرة الذاتية النسائية و ما كتبته بسمة محمود عن المرأة و أدب الاعتراف و أيضا ما كتبته جميلة مفتاح عن الرسائل الديوانية الاندلسية و رشا رمزي عن النساء الافريقيات و أدب المقاومة .
في باب الانفتاح على الأداب العالمية و كعادته يؤسس مدير تحرير المجلة الدكتور محمد فاتح زغل لثقافة النقد في المجلة و يفتح نوافذ الأسئلة الابداعية على الثقافات المختلفة و الابداعات المتنوعة لهذا يبحث هذه المرة في المدوّنة العربية للاستفادة منها و يكتب في هذا العدد عن تجربة المبدع أسامة أنور عكاشة اضافة الى مقالات عديدة مهمة من بينها ” هوس الألوان في التراث الثقافي الأروبي “..
أما في باب الفنون فقد وقع الاهتمام بالسينما و المسرح فكتبت مانيا سويد و سليمان الحقيوي و أحمد الماجد ..
في حين ان كتاب العدد الذي اهتمت به المجلة كان بعنوان ” من كارل ماركس حقا ” بترجمة و تقديم لتوفيق الأسدي .
و كانت كلمة الختام في هذا العدد بقلم مريم ناصر التي تحدثت في ” سنة أولى كتاب ” عن ظاهرة هامة تتمثل في ربط بعض القراء علاقة اسقاط بين الكاتب و موضوع كتاباته فيقومون بتنزيل الوضع النفسي او الاجتماعي للكاتب على شخوص قصصه وهو ما تعبره يشوّش من متعة القص .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *