*ماجد شاهين
(ثقافات)
( 1 ) في لون الفاكهة !
وتسألني: كيف أحسّ الآن ؟
لا شيء قبل النوم
سوى أن أعتني بلون عينيها
وأجدل الضفائر كيلا يتوه الليل
وأضع الحرف الأول في السطر الذي يليق !
لا شيء سوى الصورة
التي رسمتها العاشقة ُ
وتركت لي أن أعلّقها على حائط القلب
أو أدسّها في جيب الروح
وأنام !
لا شيء في لون الفاكهة
سوى التفّاح
أو برتقالة الروح
التى ما سقطت عن الشجرة !
لا شيء في السرّ
سوى وقت إفشائه
فحين نحبّ
يصير الخبز فاكهة الوقت
والبوح يُتاح !
( 2 ) سهو ٌ !
في الركعة الثالثة ،
سجد للسهو ِ و أنهى ركعته وقام ..
كان استذكر أنه انشغل بك ِ
فصلّى من غير وضوء
ومن دون إمام !
( 3 ) حبّتا فستق !
من دون أن أدري ،
على غفلة ٍ من فستقي و يدي ّ
انسلّت ْ إلى كأس قهوتي نصف المملوءة
وارتشفت حدّ تعبها
وسمعتها تقول : آه ٍ من وجع البن ّ !
من دون أن أدري
سرقت شالها
و كحلاً من العينين
وشممت ُ عطر َ الأصابع
وأغمضت العين
على ” خصلة ” في طرف الكتف
لم تضفرها !
من دون أن أدري أو تدري
أو ربّما كنا ندري :
لم يكن بن ّ الوقت وحيدا ً
حين ارتشفناه
كانت ” ملعقتا ” عسل ٍ في الجوار
وكانت ” الآه ”
وكان الفستق الرطب
ومن دون أن ندري !
( 4 ) امرأة واضحة !
.. وامرأة تسهر الآن ،
لا يهرب منها الحرف و لا ينزاح سطرٌ عن روحه ،
ترسمني الآن و تراقص الكلام
تؤشّر إلى يدي التي تسند وجهي و عينيّ الناعستين
ترسمني كأنّني أنا ،
تكتبني وترسم فوضاي
تحدّد الملامح ،
تؤشّر إليّ و ترصد إغماضة عيني ،
تماماً كأنما تراني
ربّما تراني
أو هي تراني ..
تلك امرأة واضحة !
( 5 ) لم تنم ْ البارحة !
ركوة ُ البنّ
ركوة الوقت
وعاء نارنا ، خمرتنا الأثيرة
لم تنم البارحة !
لم تحترق قهوتنا
والنار كانت هادئة ،
كانت حكايتنا
على نار ٍ خفيفة
على نار ٍ تحرّك البنّ بأصبعها
فتفوح الرائحة ْ !
تصعد النار الخفيفة
الآن تقرص قاع الركوة
تُلهب ُ البنّ ،
وأمّا كانت تفور ُ ،
تلك الركوة أو
القهوة ،
أو التي لم تنم البارحة ،
وحين نادت النار ُ الخفيفة :
فاضت الركوة ُ
واندلق الخمر على الجنبات
و الأوقات
ولم نكن حينها نكتفي بالرائحة !
( 6 ) ولد ٌ اكتفى بالرائحة !
آخر ُ ” ترتيل ٍ ” في الفنجان ِ ،
كنت أقرؤك ِ
كنت أهزّ جذع الوقت ِ
فيسّاقط ” خوخك ِ ” ،
كنت أعيد ُ وصف ذاكرتي
وأكتب ُ :
هنا الولد
الذي أخذوا طفولته
وأعطوه افتراق العمر !
هنا الولد
الذي كتب الرسائل
من دون أن تلمس يداه
ندى قميصك !
هنا الولد
الذي نقصت حروف العطف
في شفتيه
فاكتفى بالرائحة ْ !
________
* أديب من الأردن