*
تتحدث رواية الاعلامي العراقي مُنذر عبد الحُّر وعنوانها «طُقُوس الاثم» عن الكثير من المحطات التي مر بها العراق، كما ترصد وقائع أيام المحنة في بغداد أثناء حرب التغيير عام 2003م، والتي اجتاحت فيها القوات الأميركية أراضي العراق ونشرت فيها الهلع والفوضى والخراب. تصميم غلاف الرواية: اسلام الشماع.
وتتحدث الرواية من خلال فصولها عن هواجس الانسان في ظل الظروف القاتمة والصراع الاجتماعي والتناقضات التي حدثت؛ من خلال شخصيات متخيَّلة رسمها المؤلف لتعبِّر عن أنماط مختلفة من المجتمع، ولتعبِّر عن طبيعة الحدث وتطوراته وتأثيراته السلبية على مسار الفرد، والقطع المفاجئ الذي حصل في حياته.
انطلقت الرواية من مشاهدات شخصية، وتدوين يوميات رصدتها عيون شهدت الحدث وعاشت تفصيلاته وتبيَّنت حيرته، فكانت اللغة التي اعتمدها المؤلف؛ مكثّفة صافية، تحلِّق أحيانًا في فضاءات الشعر للتعبير عن هواجس الانسان السامية، كما أن الرواية حملت في خاتمتها عددًا من القصائد الشهادات التي تمثِّل واقع الحدث بالتماس تعبيريّ جنَّحته اللغة الشعرية فحلَّق في أفق المعنى.
تمزج الرواية في نسيجها البنائي بين السيرة الذاتية والغرائبية المستندة على أرض الواقع، واحتشاد الأحداث والشخصيات في فترة حساسة وقلقة ومحيِّرة من تاريخ العراق المكتظ بالحروب والدماء والأزمات وأحزان الفقدان والهلع وفصول المعاناة، تلك التي أفرزت ما أسماه المؤلف وجعله عنوانًا لروايته «طقوس الاثم» تلك الطقوس التي تجسَّدت من خلال الحركة السريعة للأحداث ودور أراد المجتمع فيها، كلٌّ حسب مكانه وقناعته ومديات وعيه وثقافته، فجاءت الممارسات المرصودة متنوعة مختلفة صنعت جوًّا قريبًا للرصد السينمائي المشهدي في السرد.
«طُقُوس الاثم» هي الرواية الثانية للأديب والاعلامي «منذر عبد الحر» حيث سبقتها رواية «زائر الماء» التي صدرت عام 2005 عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق، في ما يستعد لاصدار روايته الثالثة والتي تحمل عنوان «غناء سرِّي».
الرواية صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام، وتقع في 236 صفحة من القطع المتوسط.
_______
*(الراي)