جـداريّـة علـيّ


*سالم وريــثـة

(ثقافات)

إلى عليّ بن سالم 
أحاولُ ما لستُ أدري 
لدَى الصّمتِ أقرَأ كلَّ الغُيُوبْ
و أرنُو
الى شُبْهةٍ في السّؤالِ القديمْ
كأنّي بِلا قَدَمٍ فوقَ حرْثِ الكلامْ
رياحي تُوسْوسُ لِلاستعارةِ أكثرَ 
تزْرعُ ما يأكلُ الحاصِدُونَ
لها بيْتُها في القليلْ 
و لِي وجهُها في الرّياحِ الكثيرةِ
لا شَبَهَ الآنَ في ما ارْتَكبْنا …
و وحْدِي أمامَ عَواءِ الطّواحِين
أرْضعُ ثدْيَ الهمُومْ 
أكلّلُ عرْشي بما لستُ أدري 
أحاولُ أنْ أنتهي عنْدَ بابِ السّؤالْ 
السّؤالِ القديمْ 
و أرْجُمُ ضيقَ العبارَةِ،
عمْياءُ تلكَ العبارةُ خلْفَ
السّؤالِ القديم
تُضيءُ لِيَ اللغةُ الارتِباكَ الخفيفَ فأسْطَعُ
مثْلَ الحصاةِ
على معجَمٍ في السّؤالِ القديم
و قدْ يزْعمُونَ بأنّيَ لهمْ 
أحتفي بالمجازِ السقيمْ
و أُعْلِي مَمَالِكَ كلّ الاغاني 
و نَبْرَ السّنِينِ العِجافْ
تعالوا اذنْ
و انْثُروا وحشتِي فوقَ ماءِ السّمُومْ 
سأخْلُو الى ما بِيَ اليومَ مِنْ خِفّةٍ لا يُطوّقُها الموتُ
أرْفعُ حقَّ الرّواةِ الى بابلَ اوْ سَدُومْ
و مُلْتيِسًا بين ما قرأوا في الزّمانِ 
و ما سوفَ يُقْرِئني اللاّزمانُ
أفتّشُ عن مرْبَطٍ للسّؤالِ
السّؤالِ القديمْ
و مِنْ رجْفتي 
تبْرُقُ الشّامُ في الضّادِ مثلي 
كما ألِفٍ في السّؤالْ
و أفْصَحَ
حينَ تُواري الفُرَاتَيْنِ في جفنِها
فَهذا دمِي خلفَ ماءِ الزّنُوجِ
و بعضِ الشعوب
و مفْرَقُ تِيهِي 
و عنوانُ ظلّي
إذا شاءَ لِي وزْرُ أهليَ
أفْتَحُ بابَ الرّياحِ 
و قدْ أتَوهّجُ في عُمْقِهم
و أسْألُ طقْسَ البداياتِ أنْ يحتفِي مثلَ عرْشِ الذّهولْ 
و أُتْبِعُ طيْرَ اللّغاتِ
بقافيةٍ لا تريدُ الوُصُولْ 
كأنّ الرّياحَ شبِيهَةُ همٍّ ثقيلْ 
كأنّ الطّريقَ إلى غُصّةٍ في الدّروبِ القليلةِ نفْسُ الطّريق
و نفْسُ المجازْ
كأنّ الحجازَ بِدُونِ دُرُوبٍ
كأنْ لا دليلَ عليْنا هناك
حرُوفي بِلا قَدَمٍ في المآثِرِ
: و اللّهُ يسْألُ 
اين الحجازْ 
لَعلَّ الدّرُوبَ الثقيلَةَ 
قدْ كنَسَتْها يَدٌ لا تخافْ 
لعلّكَ مِنْ وَجَعٍ ضاحكٍ يا شبيهي 
تُوَسّعُ مهْوَى اتّساعي و تُرْقِصُ أخرى من الأغنياتِ اللِّطافْ
لعلّكَ تأتِي إلى جمْرتِي 
أو تُحاوِلُ 
مثْلِيَ ما لستَ تدْرِي 
لعلّكَ دُونَ برَابِرَةٍ آخَرِينَ وَطأْتَ نشيدي 
النشيدَ القديمْ 
فَدُونَ بَرَامِكَةٍ قَادِمِينَ سَتُولَدُ أرْضٌ 
على نبْتِها 
أو على شكْلِها 
أو على ضرْعِها ما أرِيدُ 
و ما قدْ تُرِيد 
لعلّكَ ضِيقُ الوجوهِ الكثيرهْ 
بِما وهَنَتْ
و ما حَمَلَتْ
________
* شاعر من تونس

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *