الخطاط باربي: بالخط العربي أنقل صورة جيّدة عن الإسلام




*حوار: سمية سعادة

افريت باربي، شاب أمريكي استهوته اللغة العربية، فسافر من أجلها إلى اسكتلندا ثم إلى دمشق، وهناك أسرته الحروف العربية بانسيابها وجمالها، فقرر أن يتعلم الخط العربي، فامتشق الريشة وكتب آيات قرآنية وقصائد جاهلية وشعراً يتغنى بفلسطين، وركز في لوحاته على كل ما يتعلق بالسلام والتسامح، وهي الصورة التي أراد أن ينقلها عن الاسلام للأمريكيين الذين ينظرون للمسلمين نظرة سيئة. 

التقينا باربي على هامش مهرجان الجزائر للخط العربي في طبعته الخامسة والذي شارك فيه لأول مرة بلوحتين إحداهما آيات قرآنية من سورة “ق” وكان معه هذا الحوار: 
– كيف كانت بدايتك مع الخط العربي؟ 
ربما من المفيد أن أذكر الأسباب التي قادتني إلى تعلم الخط العربي الذي ملك كل كياني، حيث أنني لاحظت وجود مشكلة سياسية بين أمريكا والشرق الأوسط، وهذه المشكلة تطورت إلى استعداء بين الطرفين بلغ مرحلة خطيرة، هذا في الوقت الذي كانت علاقتي بالمسلمين في أمريكا وخارجها أكثر من جيدة، فقد التمست فيهم الطيبة والتسامح بخلاف ما كان يروَّج له في وسائل الإعلام الغربية، من هنا قررت أن أتعلم اللغة العربية في جامعة اسكتلندا سنة 2007 التي قضيت بها عامين، ومن حسن حظي أنني استفدت من بعثة إلى جامعة دمشق سنة 2009، وهناك التقيت بخطاط سوري يدعى عدنان فريد الذي علمني أبجديات الخط العربي لمدة 5 أشهر، وأتقنت على يديه خط الرقعة والخط الديواني الجلي، ومازالت لديَّ الرغبة في تعلم المزيد، لأن الخط العربي يُشعرني بالراحة والسكينة . 
هل كان لعائلتك يد في تعلم اللغة العربية والخط العربي؟
أن أصبحت أبيع لوحاتي في أمريكا وأوروبا واستراليا وأصبح مدخولي جيدا، شعرت بالارتياح والطمأنينة. 
-ماهي النصوص التي تختارها للوحاتك؟
كثيرة هي النصوص التي أختارها للوحاتي، وأكثرها نصوص قرآنية وقصائد جاهلية، وشعر يتغني بفلسطين، أحب المواضيع التي تتحدث عن السلام والحرية، ولا تستهويني المواضيع التي تدور حول الحرب والعنف، بكل بساطة أريد أن تحمل لوحاتي كل شيء جميل عن الشرق الأوسط حتى أنقل للأمريكيين صورة إيجابية عن هذه البقعة من الأرض.
-النصوص القرآنية التي تكتبها، هل تفهم معانيها؟
بالتأكيد أفهمها، لأنني أمتلك ترجمة انجليزية للقرآن الكريم وتفسيره، وإذا كنت لا أقرأ القرآن باللغة العربية فذلك لأن مفرداته يصعب عليَّ فهمها، وكم أتمنى أن يقرأ الامريكيون القرآن الكريم ويُدركوا معانيه التي تتضمن الدعوة إلى السلام والتسامح حتى يغيروا نظرتهم إلى الاسلام والمسلمين الذين يملكون عنهم نظرة سيئة.
-وأنت تصول وتجول بريشتك بين الآيات القرآنية ومعانيها، ألم يدفعك ذلك إلى التفكير في اعتناق الاسلام؟
سؤال صعب، ولكن دعيني أقول لك أنني أحب الاسلام لأن تعاليمه قريبة من المسيحية، إذ أنهما -أي الإسلام والمسيحية- يوحدان الله، وقصص الأنبياء في الديانتين تتقاطع في نقاط كثيرة، هذا ما اكتشفته من خلال اطلاعي على الإسلام، ولاشك أن هناك اختلافات واضحة، فالإسلام يعتبر عيسى عليه السلام نبيا، بينما تعتبره المسيحية روح الله، وعموما فالإسلام دين الإنسانية والسلام وربما اعتنقته في المستقبل. 
-ما الذي أضافه لك المهرجان الخامس للخط العربي في الجزائر؟
تعلمت الكثير من هذا المهرجان، تعلمت كيف أعد الورقة لإنجاز لوحة خطية، وتعلمت تفاصيل كثيرة في الخط العربي، وكم يروق لي أن أزور الجزائر مرة أخرى لأنني وقفت على طيبة شعبها وبساطته، ولن أعود إلى لبنان التي أقيم فيها منذ سنتين، إلا ومعي “قندورة” جزائرية ولن أتردد في أن ألبسها في أمريكا. 
_______________
*(الشروق) الجزائرية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *