توقيع كتاب ” نهر الأردن والدانوب ” في بودابست وبرلين



حسين نشوان *

( ثقافات )

يوقع رواق البلقاء في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في كمبينسكي بودابست بالعاصمة الهنجارية بحضور قنصل الأردن زيد نفاع، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والجالية العربية والزوار هناك، كتاب “نهر الأردن والدانوب”.
ويقام في الإطار معرض يشتمل على عدد من اللوحات والأعمال الفنية للمشاركين في الكتاب من الفنانين الأردنيين والعرب والأجانب.
الكتاب يمثل حواراً بين نهر الأردن والأساطير التي نسجت حوله، والدانوب والبلدان العشرة التي يمر بها وما ترك من تنوع ثقافي على ضفتيه.
ويهدف الكتاب إلى بناء منصة للحوار بين الشرق والغرب عبر الفنون وإثر التاريخ وتجليات الثقافة وتأثيرها بين الشعوب على اختلاف لغاتهم وأجناسهم.
وعدا عن ذلك يسعى الكتاب ليكون مساهمة من “الرواق”، ومديره خلدون الداوود للتعريف بالسياحة الثقافية في الأردن، وهو المشروع الذي ما يزال قابضاً على جمره منذ تأسس الرواق مطلع الثمانينيات، الذي يقول: إن “المستقبل الثقافي مربوط بالمستقبل السياحي مع الشعوب”.
وينتقل المعرض ليقام مع حفل توقيع الكتاب في كمبينسكي آدلون في برلين، ألمانيا بحضور مديري الفندق في فروع العالم ، ثم في جامعة كومكيف كوليج بمدينة دورتموند، حيث أقيمت ورشة نظمها الرواق لنحو عشرين من الطلبة الألمان بإشراف الفنان خلدون الداؤد، وفادي وشادي الداؤد.
يستهل الكتاب الذي استغرق عاماً من العمل في نحو 300 صفحة وسبع لغات حية، وكتب النص الكتاب الدكتورة حياة عطية الحويك التي تتناول تلك العلاقة بين نهري الأردن والدانوب في التاريخ وجغرافيا الأسطورة.
قسم الكتاب إلى عدة أبواب، هي: الأسطورة، الطقوس، اللون” الدانوب ليس أزرق”.
كما يشتمل على قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وفي باب اللون “الدانوب الأزرق” مقاربة لموسيقى شتراوس، وفي التشكيل، كتبت د. حياة: “على جدران الكهوف الأولى رسمت رسالتي الأولى قبل أن أجرد بالحرف كوامن النفس، وبالخط منعطفات وزوايا وامتدادات الروح”، وباب البقاء، ثم تحية الوداع، ومنها”خرجت السمكة من ماء الأردن، صبية تتدلى جدائلها السمراء تحت منديل أبيض فوق الثوب المطرز”.
عن فكرة الكتاب، قالت الحويك: “جاءت “بمحض الصدفة”، التقيت خلدون فاقترح علي كتابة نص عن نهر الأردن والدانوب، لم يكن هناك تصوراً مسبقاً، ولكن لي “عشرة طويلة مع الدانوب، ونهر الأردن يسكننا”.
وقالت إن نهر الأردن يمثل رمزية لهوية الأمة، وتحديداً بلاد الشام، لأنه ينبع من جبل الشيخ ويمر بلبنان وفلسطين والأردن، مستدركة أن هذا الاختراق الجغرافي يمثل اختراقاً تاريخياً وجغرافياً وملحمياً وأسطورياً، وكل ما هو محرك للمشاعر والكتابة”.
وإشارت إلى أن الفكرة حفزتها للعودة لمخزونها المعرفي، مستذكرة أنها اعدت برنامجاً عن الموسيقى الكلاسيكية، وأنا “عاشقة للموسيقى”، وكذلك على الجانب التشكيلي في متابعة لمدرسة الدانوب، وخصوصاً “كاميت”.
وزادت، جاء الاقتراح ليحفز مخزوناً وشعوراً كامناً ضاع في زحمة البحث العلمي والكتابة الصحفية.
وأشارت إلى أن العلاقة التي تبتعد في الجغرافيا وتصلها الطيور المهاجرة تلتقي في انتماء المنطقتين إلى حضارة الماء وما ينبني عليها من أساطير، وحكايات وفنون موسيقية وتشكيلية وفلكلور، فضلاً عن كون العلاقة تنبني في نفس الكاتب، مؤكدة أن هناك شيئا غير الصراع يمكن أن يربط بين الحضارات، وهو “الحوار الثقافي”.
داعية المثقف من خلال الكتاب إلى أن يقيم عالماً ثقافياً وفنياً موازياً لعالم الصراع.
وأعربت الحويك عن سعادتها أن تكون اللوحات والأعمال الفنية التي جسدها الفنانون تماهت مع النص المكتوب.
ويقول رئيس مجلس إدارة شركات الكمكيف ماكسمليان الكسندر جابر: إن “الربط بين الفن التشكيلي وتقنية المعلومات كان حافزاً لاضفاء أحاسيس إنسانية للعلوم المجردة، إضافة إلى مزج إبداع الشرق الروحاني وإبداع الغرب التقني”.
وتقول المدير التنفيذي لرواق البلقاء سها الداؤد: إن مشروع الكتاب يجئ ضمن مشروع الأنهر، ويأتي من حرص الرواق على “ترويج الأردن من الجانب السياحي والثقافي”، وهو مشروع متواصل أخذه الرواق على عاتقه وما يزال رغم التحديات يحاول أن يوصل صور الجمال في الأردن للعالم من خلال الحوار والكلمة واللوحة”.
وقالت أن الكتاب هو حوارية فنية بين الشرق والغرب عبر رحلة النهر.
“فالدانوب ليس أزرق،
أسطورة نهر الأردن،
حوار الشرق والغرب،
الموسيقى، الكلمات، الألوان، والإنسان”.
وجميع هذه المفردات كانت العناصر الثابتة التي تم بناء الكتاب عليها بمشاركة فنانين أردنيين وعرب وأجانب من الدول المحيطة بالدانوب محتفين بهذا العمل بالشعر واللوحة.
وقالت الداؤد إن هدف الكتاب هو نقل رسالة كتبها الشعراء، وعزفها الموسيقيون ورسمها والفنانون، ويهدف الرواق إلى توطيد العلاقة بين الشرق والغرب ويعمق التواصل بين الحضارتين.
مدير عام “جت” مالك حداد، يقول: إن “مجرد الربط بين النهرين ، وهو ربط بين الثقافات والسياحة والفن والتاريخ، ما هو إلا إبداع فني وحضاري سيكون نبراساً للشعوب في قارتين مختلفتين جغرافياً، ولكنهما متقاربتين في إبراز تاريخ النهرين.
ويقول الروائي يحيى القيسي: “في الكتاب، يتجاوز رواق البلقاء الجانب المحلي والعربي لينتقل إلى أوروبا كمفتاح مهم للعالمية”.
شارك في الكتاب من الفنانين في الرسم والنحت والفوتغراف: جورج بهجوري، فرغلي عبد الحفيظ، محمد رزق(مصر)، محمد الشمري، وسام زكو، سروان باران، علي الزيني، جبار مجبل، هاني دلة (العراق)، خلدون الداوود، حازم الزعبي، فادي الداؤد، شادي الداؤد ، رايف ريستشك، كاترين، بيترا، ستيبا (المانيا)، نزيه أبو عفش، شاهين(سوريا)، وجيه نحلة، بيتنا بدر (لبنان)، ماريا بيلا(رومانيا)، تماس ايتيا(هنغاريا).
يشار إلى أن الرواق الذي يحمل عنوان “الثقافة السياحية” يواصل مشروعه عبر عدد من الكتب والأفلام والورش، وصدر منها عدد من الكتب عن البتراء، العقبة، مادبا القدس، حوار الأنهر، وعدد من الأفلام والملتقيات التي تمازجت فيها الموسيقى والشعر واللوحة

* شاعر وإعلامي من الأردن

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *