المخرج الكويتي خالد الصدّيق:أفلامي تصوّر أيقاع الحياة وصخبها


حاوره : ناجح حسن *


 جاء المخرج السينمائي الكويتي خالد الصدّيق بفيلمه الروائي الطويل الأول «بس يا بحر» العام 1972 أشبه بهدير موجة بحر، جرفت معها الكثير من الأعمال السائدة في تلك الحقبة التي انشغلت فيها تيارات النقد السينمائي ونظرياته بالبحث عن بدائل تجاه السينما العربية التقليدية المهيمنة على المشهد السينمائي العربي.
توقف النقاد ملياً أمام فيلم الصدّيق وحملوه معهم بحماسة إلى مهرجان سينما الشباب في دمشق العام 1972، ليكون له سبق الريادة في مفهوم «السينما البديلة»، الذي أخذ يطغى على حراك السينما العربية الجديدة من أقصى المحيط إلى الكويت. 
الصدّيق جاء إلى علم الفن السابع من بيئة مغايرة لاهتماماته السينمائية، وهو المولود في الكويت أواخر العقد الرابع من القرن الفائت، في فترة لم تكن قد شهدت بعد عصر الصالات السينمائية.. لكنه بفطنته وشغفه بفن السينما، آثر أن يواجه الكثير من الصعاب في سبيل أن يصبح ذات يوم مخرجاً للأفلام، وكان له ذلك بعد معاناة طويلة، ليغدو من أبرز صناع السينما في العالم العربي والعالم الثالث إلى اليوم، رغم قلة أفلامه: «بس يا بحر» (1972)، «عرس الزين» (1979)، بالإضافة إلى فيلمه الملحمي الأخير «شاهين» الذي ما يزال يضع لمساته الختامية عليه بعد أن صوّره العام 1990 في أكثر من بلد في آسيا وأوروبا ومنطقة الخليج، في إطار ما يُعرف ب «طريق الحرير»، وكانت مواده المصورة قد ضاعت بتدمير الأستوديو الذي كان يمتلكه الصدّيق في الكويت جراء حرب الخليج الثانية.
إضافة إلى تلك الأفلام الثلاثة، حقق الصدّيق مجموعة ليست بالقليلة من الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة في الفترة التي عمل فيها في التلفزيون الكويتي منتصف عقد الستينيات، وجميعها حملت إشارات عميقة على موهبته السينمائية، حين حاكى في أغلبيتها التيارات والمفاهيم السينمائية الأوروبية الجديدة الآخذة في فرض أساليبها على سينما الشباب بالعالم كله، سواء كان ذلك في الواقعية الجديدة في إيطاليا، أو في الموجة الفرنسية الجديدة، وصولا إلى سينما «الأندر جراوند» في أميركا، والتجريب بألمانيا وروسيا وأميركا اللاتينية.
تلك الأفلام حملت عناوين على غرار: «المطرود» (1964)، «عليا وعصام» (1964)، «الصقر» (1965)، «الرحلة الأخيرة» (1966)، «الحفرة» (1968)، «وجوه الليل» (1968) و «مسرح الألم» (1969).. بيد أنها لم تلق الاهتمام الكافي من النقاد آنذاك. 
قادته اشتغالاته السينمائية بالعمل شريكاً في الإنتاج إلى جوار مخرجين عالميين مكرَّسين، مثل الإيطالي «ماركو بيلوكيو» بفيلمه «غابة الحب» (1983)، والمجري «ميكلوش يانشو» بفيلمه «قلب طاغية» (1985).. وهو صاحب قائمة عريضة من الجوائز الرفيعة في مهرجانات عالمية راسخة، وما زالت أفلامه تُعرض في المناسبات والاحتفالات التكريمية في جامعات السينما وأكاديمياتها ونواديها بوصفه واحداً من أبرز صناع تيارات التجديد السينمائي في العالم.
تالياً حوار مع الصدّيق حول تجربته الممتدة في السينما على مدار أكثر من نصف قرن:






كيف اخترت السينما لتكون ضمن دائرة اهتمامك من ناحية، ووسيلة تعبيرية من ناحية ثانية وأنت القادم من بيئة لم تكن قد عاصرت ولادة هذا الحقل من الفنون؟
– حقاً كان ذلك غريبا لي ولمن حولي، فقد صودف أن تعرفت على السينما في وقت مبكر، يعود إلى مرحلة الطفولة، حيث تعلقت بمشاهدة الأفلام ومتابعتها بعد أن تمكنت من مشاهدة أول فيلم سينمائي وأنا في الخامسة من عمري، وكان وفق ما أتذكر فيلما مصريا، جرى عرضه على شاشة بيضاء في أحد بيوت الجيران، ولم تكن صالات السينما قد ظهرت في الكويت بعد. 
كانت غالبية الأفلام وقت ذاك على مقاس 16 ملم، والتي يقوم بعض أهالي الكويت خصوصا الطبقة الغنية من بين العاملين في التجارة شأن عائلتي، باستعارتها أو شرائها بغية عرضها أمام العائلة والأقارب والجيران في مناسبات موسمية مثل الأعياد.

هل لك أن تسلط الضوء على نوعية تلك الأفلام التي كانت سائدة وتحدثنا عن تنامي شغفك تجاه السينما ؟
– كانت الأفلام من تلك السائدة في عروض صالات السينما بالعالم، وتحديدا التي يتم استيرادها من موزعي الأفلام في مصر ولبنان.. من بين الأفلام التي تابعتها بشغف مجموعة الأعمال الكوميدية التي اضطلع بأداء البطولة فيها الممثل إسماعيل ياسين.. 
ثم أخذتني هواية السينما من دراستي وأنا في المرحلة الابتدائية نتيجة لمتابعتي المكثفة لأبطالها وأحداثها وأخبارها ونجومها، ورحلتي الشاقة في العثور على أي فيلم سينمائي ولو كان يُعرض لدى عائلات أصدقائي في أماكن بعيدة عن المنزل، الأمر الذي جعل دراستي متقطعة ولا تلبي حاجة والدي كثير الأسفار بحكم عمله بالتجارة، وعند حضوره ذات مرة وجد شكاوى عديدة من المدرسة لغيابي المتكرر عن الصف، ما حدا به أن يصطحبني إلى الهند لمتابعة الدراسة هناك في مدرسة داخلية تعتمد اللغة الإنجليزية في تدريس مناهجها، وجعلني والدي تحت مراقبة حثيثة من قِبل العاملين في فرع شركته بالهند، وكان ذلك في مرحلة مبكرة من بدايات القرن الخامس من القرن الفائت.

هل تركتَ هواية السينما في تلك المدرسة؟
– لا، بل تطورت الهوية وأينعت إبان تلك الفترة، فقد كانت المدرسة والنزل الداخلي على مقربة من أحد أستوديوهات تصوير الأفلام السينمائية، وبدأت أتردد في أوقات الفراغ حينا أو هروبي من المدرسة حينا آخر، على الأستوديو لمشاهدة نجوم السينما الهندية وهم يصورون أعمالهم رغم أن ذلك غير مسموح للآخرين، فقد نجحت بالتصميم والمراوغة أن أمكث لفترات طويلة في التدقيق بتفاصيل العمل السينمائي على أرض الواقع، وهذا كله من دون علم والدي بسلوكي وتوجهاتي، إلى أن وُفّقت بإقناع القائمين على الأستوديو بقدرتي على ممارسة أعمال بسيطة تتعلق بتهيئة الديكورات وأعمال النجارة أو في الاعتناء بمعدات أجهزة التصوير والمساهمة في مناولة الفنيين والتقنيين ما يحتاجونه بين داخل الأستوديو وخارجه، الأمر الذي وفر لي مكانا وسط هؤلاء المتخصصين بالعمل السينمائي.

وهل نجحتَ في إقناع والدك بطموحك أن تصبح مخرجا سينمائيا؟
– ليس كذلك تماما، فبعد سنوات الدراسة بالهند آثر والدي أن يصحبني إلى الكويت لمساعدته في أعماله التجارية كمحاسب، بيد أنني رفضت العمل في هذا الجانب بشدة، وواجهته برغبتي في متابعة دراستي في حقل التصوير الفوتوغرافي، إذ قد يكون ذلك أسهل في إقناعه من السينما التي يرى فيها عملا طائشا، وبتضييق الخناق عليّ كان لا بد أن أرضخ لرغبة الوالد، لكنني أقنعته أنني سأعمل لدى أحد البنوك في الكويت. 
كان ذلك في بدايات عقد الستينيات حين بدأ التلفزيون الكويتي الاستعداد لانطلاقته، وتقدمت إليهم بطلب عمل، وكانت معظم البرامج آنذاك تقدَّم من خلال البث المباشر، وانتقلت فورا إلى التلفزيون لأنني رأيت فيه جزءا من طموحي السينمائي، وما سهّل علي الوظيفة هو لغتي الإنجليزية التي اكتسبتها في المدرسة الداخلية بالهند واحتكاكي مع العاملين في الأستوديو هناك.

لا شك أن خبراتك في الأستوديو السينمائي بالهند ساعدت هي أيضاً على أن تكون صاحب مبادرات بصرية في التلفزيون..
– أجل، فقد أُسندت إليّ مهمة إدارة أحد الأستوديوهات التلفزيونية، وكنت إلى جوار نخبة من أبرز السينمائيين والتلفزيونيين القادمين من مصر، وبجهود بعضهم تدربت على الإخراج التلفزيوني، وتمكنت من إنجاز مجموعة من الأعمال والبرامج التلفزيونية المتنوعة إلى أن قدمت أول عمل بأسلوبية الفيلم التسجيلي، ثم أتبعته بواحد عن الصقور التي يشكل صيدها واقتناؤها هواية فريدة لدى شريحة واسعة من الخليجيين وفي الكويت تحديدا، وكان الفيلم يوثق لعملية الصيد بواسطة الصقر، وجرى عرضه في الكثير من المهرجانات السينمائية العالمية، ولفت أنظار النقاد والمهتمين بالسينما التسجيلية.
وللمرة الأولى بدأ الكثيرون يتحدثون عن بلدي فيما هم يكتبون عن الفيلم، وذلك بعيدا عما هو سائد لديهم من أن الكويت بلد نفط ومال غزير ومجتمع راحة ورفاهية، حيث قدمت في الفيلم أجواء تشويقية عن رحلة الإنسان الكويتي في بيئته الصحراوية، ومعاناته في طقوس الصيد وأحكامه وقواعده. 
ثم توالت أعمالي التسجيلية والروائية وهي تتحدث عن تفاصيل من الحياة اليومية للمجتمع الكويتي وموروثه الثقافي، إلى أن جاءتني فكرة إنجاز فيلم روائي طويل على غرار ما يقوم به مخرجون شباب كنت أشاهد إنجازاتهم في المهرجانات السينمائية التي أخذتُ بالتردد عليها.

واضح أنك وضعتَ قدميك على الطريق التي أدت إلى إنجاز فيلم «بس يا بحر».. حبذا لو شرحتَ لنا رحلتك مع الفيلم من الفكرة إلى الشاشة..
– اخترتُ فكرة فيلمي الروائي الطويل الأول «بس يا بحر»، لرغبةٍ مني بأن أقدم عملا سينمائيا لائقا يتلاءم مع البيئة التي أعيش فيها، ويغلب على فكرته طابع الإيثار والكفاح ضد الطبيعة وعنصر تحدي البحر، فقد كنت أصر على أن يكون الفيلم كويتيا بالكامل ومن دون الاستعانة بأي تمويل أو قدرات تمثيلية أو تقنية من الخارج.
بالطبع واجهتُ الكثير من العراقيل في كل خطوة كنت أتقدم إليها، سواء في عمليات التحضير الأولية بالعثور على قصة للفيلم أو في التقاط نص روائي كويتي يتناول ثيمة الفيلم الذي شئت العمل به، وأخذت أبحث عن كاتب أو سيناريست كويتي للموضوع عله يساعدني، إلى أن وُفقت بالعثور على الكاتب والممثل المسرحي عبد الرحمن الصالح، الذي كانت له حلقات تمثيلية تُبث من إذاعة الكويت، وسبق أن قرأت له قصة بعنوان «لؤلؤة» زادت من فضولي حيث شعرت أنها على مسافة قريبة من الفيلم الذي أنوي تصويره. طلبت منه تطوير النص ليتلاءم مع عمل سينمائي، وعرضت القصة في صورتها الجديدة على صديق مشترك هو المخرج سعد الفرج، لتغذية النص بحوارات ومعالجة درامية للأحداث، ونجحنا في تهيئة النسخة الختامية للسيناريو، وصار المطلوب هو البحث عن أجهزة ومعدات التصوير التي تنسجم وأحداث السيناريو، حيث هناك العديد من المشاهد يجري تصويرها تحت الماء.

كيف حللتَ معضلة التمويل التي تواجه المخرج في عمله الأول غالباً؟
– في سبيل العثور على التمويل المالي لإنجاز المشروع بعد أن صدّت عنه مؤسسات كثيرة، لم أجد وسيلة سوى العودة إلى والدي، الذي كان يقف ضد السينما تماما وكان ضد مجرد التفكير بهذا النوع من الفنون، لكنني بعد جهود شاقة وعرْض الكثير من الأفلام الدينية عليه، ومن بينها عمل قديم يحمل عنوان «الطريق إلى مكة»، بينت له كيف يمكن للسينما أن تكون أداة علم وثقافة ومعرفة لا تحيد عن الدين. 
لكن ما ساعدني به الوالد لم يكن يكفي، فحصلت على قروض من البنوك، كما واجهت صعوبة في تفرغ العاملين بالفيلم، الذين اشتغلوا بالعمل مجانا وبحيوية رغم التزامهم بأعمالهم في وظائف عديدة. تم تصوير الفيلم على فترات متقطعة، معظمها خارج أوقات الدوام وفي أيام العطل والأعياد.

معالجتك السينمائية كانت جريئة في تناول عادات وموروثات اجتماعية سائدة في البيئة الكويتية قبيل حقبة النفط.. هل لك أن تحدثنا عن استقبال الناس والرقيب في بلدك العروض الأولى للفيلم؟
– آثرت أن أقدم في الفيلم إيقاع الحياة وصخبها في مجتمعٍ يعيش في بلد صغير مثل الكويت، بعيدا عما هو مألوف في الوقت الراهن من صورة نمطية جاهزة لدى الآخرين بأن الكويت مجتمع رفاهية ومال ومكيفات في الصحراء. وتوجهت أساسا صوب العائلة الكويتية وعلاقة الأجيال، بين الأب وابنه، وما يتعلق بقضايا المرأة ونزعتها في التحرر من أطواق تكبل مصيرها واختيارها، من دون أن أقحم ذلك بخطاب زاعق، بل تركت كل شيء وفق طقوس الذهاب إلى الصيد أو الأعراس ومواقف الحزن والفقد.
أما بصدد الرقابة وأحكامها التي تخضع الأعمال لها، فقد ظلت بعيدة عن تفكيري، لأنني كنت أحس أنني أشتغل على أشياء عاشها جيل عائلتي ومحيطي الاجتماعي بصدق وأمانة، كما أن الخطاب السياسي -وهو أكثر ما يستوقف الرقيب- كان بعيدا عن ذهني، لذا صورت الفيلم من دون أن أحسب له أي حساب. ولئن كنت على اقتناع بأن العمل وظروفه ومرحلته التاريخية قد تصدم بعض الناس، إلا أنني كنت أعلق آمالا عريضة على السماح بعرضه بوصفه احتفالية لأول فيلم لا في الكويت فحسب، وإنما في منطقة الخليج العربي.

ماذا عن استقبال النقاد للفيلم والصدى الذي خلفه على إثر مشاركاته بالمهرجانات العربية والدولية؟
– اختير الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية، وقطف جوائز كثيرة في مهرجانات دولية راسخة، ونال إعجاب النقاد والجمهور على السواء، وترك أثرا في خطاب السينما العربية الجدية حين دارت عقب عروضه مناقشات ساخنة ذات جدل في مسألة الموروث الشعبي وأسلوبية تقديمه في الفن السابع من دون تنازل أو رضوخ لضغوط الآخرين وأهوائهم. وفي مهرجان البندقية منحه النقاد جائزتهم، وهي تعادل جائزة الأسد الفضي، بالإضافة إلى تسع من الجوائز الرفيعة. 

لنتوقف عند تجربتك السينمائية الثانية: «عرس الزين». لماذا ابتعدت عن البيئة الكويتية واتجهت صوب بيئة مغايرة مستمدة من قصص الطيب صالح؟
– أنا إنسان ملتزم بالواقع رغم تعدد البيئات. المرة الأولى في بيئة محلية كويتية، والثانية ها نحن في السودان، والثالثة التي أعمل عليها بيئة إنسانية كونية.
عقب النجاح والجدل الذي أثاره «بس يا بحر»، قررت أن أقدم الفيلم الثاني تحت عنوان «واو»، والذي أوقفته الرقابة بعد قراءة نصه، وهو ما أصابني بالإحباط، خصوصا أن أصداء نجاح فيلم «بس يا بحر» ما زالت تتتالى. 
ثم أخذت أبحث بين القصص والروايات التي أحرص على متابعتها، إلى أن عثرت على قصة «عرس الزين» للكاتب السوداني الطيب صالح، وأكثر ما لفتني بها أجواؤها، وتناولها سلطة الأب والفهم الساذج للدين لدى الناس البسطاء.
بدأت أعمل على كتابة السيناريو، وقمت بتطوير شخصيات الرواية ومعالجتها لتتلاءم مع لغة السينما. في «عرس الزين» عملت بحب ومعايشة وافتتان في البيئة والمكان والناس هناك، حيث أمضيت فترة ليست بالقصيرة، ورغم كل العوائق والصعوبات والتحديات جاءت النتيجة مثل سابقتها: إعجاب النقاد والجمهور وتقديرهم.
وأخذت المهرجانات العالمية تسعى إلى إلحاق الفيلم في فعالياتها، وعندما شاهده الطيب صالح بدا مسرورا من قصته التي أصبحت فيلما سينمائيا، وعندما كان يُسأل عن النتيجة ظل يعدّ الفيلم إنجازا لخالد الصديق، وأنه صاحب العمل الأدبي فقط، مفسرا ذلك بأن لكل من المخرج والناقد رؤيته الخاصة في التعبير بالوسيلة التي يختارها، وهي برأيي نظرة عادلة ومنصفة في الاحتكام بين كاتب النص والمخرج السينمائي.

رغم غيابك الطويل عن صناعة الأفلام، إلا أنك كنت قريباً من العمل السينمائي سواء في منطقة الخليج أو في أوروبا وأميركا.. ماذا عن مشروعك السينمائي الذي كنت تشتغل عليه في بداية التسعينيات، أعني فيلمك الملحمي «شاهين»؟
– يسعدني القول إنه في حكم المنجز، لكنني في طور وضع اللمسات النهائية. وأستطيع أن أقول إن الفيلم صار جاهزا قريبا جدا للعرض، وسيكون موضوعه مفاجأة للكثيرين، فقد اشتغلت عليه بشغف، بعد أن طالت فترة ابتعادي عن العمل السينمائي نظرا لعوائق التمويل والصعوبات في العثور على فكرة تنسجم مع رؤيتي لوظيفة السينما.
الفيلم الجديد كنتُ قد صورتُ أجزاء طويلة منه في سنوات مضت، ثم تعرض للتلف والضياع بسبب الظروف التي شهدتها الكويت العام 1990، لكني وجدت نسخة من الفيلم لدى أحد أستوديوهات التحميض في إنكلترا، وبعد إجراءات شديدة التعقيد استمرت طيلة هذه الفترة الطويلة ضمنتُ لي حقوقي بالفيلم مع كثير من الجهات، واخترت موضوعه عن واحدة من أشهر القصص الإيطالية في عناقها بين الشرق والغرب عبر طريق الحرير وما تشتمل عليه من حكايات إنسانية شديدة الرومانسية والأحاسيس والعواطف البريئة.

• الحوار فصلٌ من كتاب بعنوان «السينما: وجهات نظر» يصدر قريباً.
*ناقد سينمائي من الأردن 
( الرأي الثقافي )

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *