قصص قصيرة‮ :‬ لليديا ديفيز‮ ‬الحائزة على جائزة بوكر مان العالمية‮ ‬2013‮ ‬


*ترجمة: رولا فتال عبيد

قبل القراءة‮:‬

ليديا ديفيز التي ولدت عام‮ ‬1947‮ ‬في‮ ‬نورثهامبتون و التي قالت في إحدى قصصها القصيرة جداً‮ “‬حجبت عني مؤخراً‮ ‬جائزة الكتابة لأنهم كما قيل‮ ‬يعتبرونني كسولة‮” ‬لم تعد كذلك بعد أن حصلت على جائزة بوكر مان العالمية إضافة إلى مبلغ‮ ‬مالي قدره ستون ألف جنيه استرليني‮ . ‬تمت الإحتفالية في لندن في متحف العلوم الطبيعية‮ (‬فيكتوريا وألبرت‮). ‬
نشرت ليديا ديفيز تسع مجموعات في القصة القصيرة والأقصوصة التي لا تتجاوز الجملة أو الجملتين وأحيانا بضع كلمات ورواية واحدة باسم‮ (‬نهاية القصة‮). ‬كما اشتهرت بترجمتها لأهم الأعمال الفرنسية الفلسفية والأدبية إلى اللغة الإنجليزية لكتاب أمثال مارسيل بروست وجوستاف فلوبير‮ .‬

حب مأمون العاقبة
كانت واقعة في حب طبيب طفلها‮. ‬وحيدة‮ ‬في القرية‮ ‬،‮ ‬فهل‮ ‬يلومها أحد‮. ‬حب‮ ‬يحمل في طياته عاطفة كبيرة.وكان مأمون العاقبة أيضاً‮. ‬كان الرجل على الجانب الآخر من الحاجز‮. ‬بينه و بينها‮ : ‬الطفل على منضدة الكشف و المكتب بحد ذاته وفريق التمريض وزوجته وزوجها وسماعته وذقنه وصدرها ونظارته و نظارتها‮ …‬إلخ‮ .‬

الأم
كتبت الفتاة قصة‮ . “بس مش كان أحسن لو‮ ‬أنك كتبت رواية‮ ” ‬قالت الأم‮. ‬بنت الفتاة بيت دمية‮. “‬مش كان أحسن لو كان بيت بحق وحقيق‮ ” ‬قالت الأم‮ . ‬صنعت الفتاة مخدة صغيرة لوالدها‮” ‬بس لو كان لحاف كان حيبقى عملي أكثر‮” ‬قالت الأم‮ . ‬حفرت الفتاة حفرة صغيرة في الحديقة‮ . “‬بس لو كنت حفرت حفرة كبيرة‮” ‬قالت الأم‮ . ‬حفرت الفتاة حفرة كبيرة ودخلت كي تنام فيها‮ “‬ياريتك كنت نمت فيها على طول‮” ‬قالت الأم‮ .‬
السمكة
تقف أمام سمكة وهي تفكر بأخطاء معينة‮ ‬ارتكبتها اليوم ولا سبيل إلى إصلاحها‮ . ‬والآن اكتمل طهي السمكة وهي وحدها برفقتها‮. ‬السمكة لها‮ . ‬فلا‮ ‬يوجد أحد في المنزل‮ ‬غيرها‮ . ‬لكن‮ ‬يومها كان حافلاً‮ ‬بالمتاعب‮ .‬كيف ستأكل السمكة التي تركتها على اللوح الرخامي حتى تبرد؟‮. ‬و مع ذلك فالسمكة أيضاً‮ ‬بلا حراك ومخلية من عظامها و مسلوخة من جلدها الفضي لم تكن وحيدة في حياتها بهذا الشكل كما هي الآن‮. ‬مُنتهكة إلى أبعد الحدود وبعين تعبة تنظر إليها المرأة التي ارتكبت آخر خطأ في‮ ‬يومها هذا و فعلت بها ذلك‮ .‬

رجل من ماضيها
أعتقد أن أمي تعبث مع رجل من ماضيها‮. ‬ليس والدي‮ . ‬أقول لنفسي لا‮ ‬ينبغي لوالدتي أن تقيم علاقات‮ ‬غير لائقة مع هذا الرجل‮ “فرانز‮”. ‬فرانز أوروبي‮ . ‬أقول‮ ‬ينبغي عليها ألا ترى هذا الرجل بطريقة‮ ‬غير لائقة في‮ ‬غياب والدي‮. ‬لكني أخلط واقعاً‮ ‬قديماً‮ ‬مع واقع جديد‮. ‬والدي لن‮ ‬يكون قد عاد إلى المنزل‮. ‬سيكون في فيرنون هول‮. ‬أما والدتي فهي في الرابعة والتسعين من عمرها‮. ‬فكيف سيكون هناك علاقات‮ ‬غير لائقة لإمرأة في الرابعة والتسعين‮ ‬من عمرها‮. ‬علاوة على ذلك‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون اضطرابي كالتالي‮ : ‬على الرغم من أن جسدها جسد إمرأة عجوز لكن قدرتها على الخيانة لا تزال شابة و نضرة‮ .‬

المستنير
لا أعرف إن كنت أستطيع أن أٌبقي ‬على‮ ‬صداقتي معها‮ . ‬لقد فكرت و فكرت في ذلك كثيراً‮ . ‬لن تعرف في حياتها كم فكرت‮. ‬سأعطي الأمر فرصة أخيرة‮ ‬اتصلت بها بعد سنة‮. ‬لكني لم أستسغ‮ ‬الطريقة التي سار بها الحوار‮. ‬المشكلة أنها ليست مستنيرة جداً‮ . ‬أو لربما‮ ‬ينبغي أن أقول،‮ ‬ليست مستنيرة بما‮ ‬يكفي بالنسبة لي‮ . ‬شارفت على الخمسين ولم تعد مستنيرة كما‮ ‬يبدو لي أكثر مما كانت عليه عندما التقيت بها من عشرين سنة مضت وكان حديثنا‮ ‬يدور بشكل رئيسي عن الرجال‮.‬
لم أمانع بمدى عدم استنارتها آنذاك‮ ‬،‮ ‬ربما لأنني أنا نفسي لم أكن على هذه الدرجة من الاستنارة‮. ‬أعتقد أنني الآن أكثر استنارة‮ .‬وبالتأكيد أكثر استنارة منها‮ . ‬على الرغم من أنني أعرف بأنه ليس من الإستنارة بشيء قول ذلك‮. ‬لكني أريد قول ذلك‮ . ‬وعندي استعداد إلى تأجيل كوني أنا نفسي أكثر استنارة حتى ‬أستطيع أن أقول ذلك عن صديق‮.‬
_______
*(أخبار الأدب)

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *