
*ترجمة: رولا فتال عبيد
قبل القراءة:
ليديا ديفيز التي ولدت عام 1947 في نورثهامبتون و التي قالت في إحدى قصصها القصيرة جداً “حجبت عني مؤخراً جائزة الكتابة لأنهم كما قيل يعتبرونني كسولة” لم تعد كذلك بعد أن حصلت على جائزة بوكر مان العالمية إضافة إلى مبلغ مالي قدره ستون ألف جنيه استرليني . تمت الإحتفالية في لندن في متحف العلوم الطبيعية (فيكتوريا وألبرت).
نشرت ليديا ديفيز تسع مجموعات في القصة القصيرة والأقصوصة التي لا تتجاوز الجملة أو الجملتين وأحيانا بضع كلمات ورواية واحدة باسم (نهاية القصة). كما اشتهرت بترجمتها لأهم الأعمال الفرنسية الفلسفية والأدبية إلى اللغة الإنجليزية لكتاب أمثال مارسيل بروست وجوستاف فلوبير .
حب مأمون العاقبة
كانت واقعة في حب طبيب طفلها. وحيدة في القرية ، فهل يلومها أحد. حب يحمل في طياته عاطفة كبيرة.وكان مأمون العاقبة أيضاً. كان الرجل على الجانب الآخر من الحاجز. بينه و بينها : الطفل على منضدة الكشف و المكتب بحد ذاته وفريق التمريض وزوجته وزوجها وسماعته وذقنه وصدرها ونظارته و نظارتها …إلخ .
الأم
كتبت الفتاة قصة . “بس مش كان أحسن لو أنك كتبت رواية ” قالت الأم. بنت الفتاة بيت دمية. “مش كان أحسن لو كان بيت بحق وحقيق ” قالت الأم . صنعت الفتاة مخدة صغيرة لوالدها” بس لو كان لحاف كان حيبقى عملي أكثر” قالت الأم . حفرت الفتاة حفرة صغيرة في الحديقة . “بس لو كنت حفرت حفرة كبيرة” قالت الأم . حفرت الفتاة حفرة كبيرة ودخلت كي تنام فيها “ياريتك كنت نمت فيها على طول” قالت الأم .
السمكة
تقف أمام سمكة وهي تفكر بأخطاء معينة ارتكبتها اليوم ولا سبيل إلى إصلاحها . والآن اكتمل طهي السمكة وهي وحدها برفقتها. السمكة لها . فلا يوجد أحد في المنزل غيرها . لكن يومها كان حافلاً بالمتاعب .كيف ستأكل السمكة التي تركتها على اللوح الرخامي حتى تبرد؟. و مع ذلك فالسمكة أيضاً بلا حراك ومخلية من عظامها و مسلوخة من جلدها الفضي لم تكن وحيدة في حياتها بهذا الشكل كما هي الآن. مُنتهكة إلى أبعد الحدود وبعين تعبة تنظر إليها المرأة التي ارتكبت آخر خطأ في يومها هذا و فعلت بها ذلك .
رجل من ماضيها
أعتقد أن أمي تعبث مع رجل من ماضيها. ليس والدي . أقول لنفسي لا ينبغي لوالدتي أن تقيم علاقات غير لائقة مع هذا الرجل “فرانز”. فرانز أوروبي . أقول ينبغي عليها ألا ترى هذا الرجل بطريقة غير لائقة في غياب والدي. لكني أخلط واقعاً قديماً مع واقع جديد. والدي لن يكون قد عاد إلى المنزل. سيكون في فيرنون هول. أما والدتي فهي في الرابعة والتسعين من عمرها. فكيف سيكون هناك علاقات غير لائقة لإمرأة في الرابعة والتسعين من عمرها. علاوة على ذلك يجب أن يكون اضطرابي كالتالي : على الرغم من أن جسدها جسد إمرأة عجوز لكن قدرتها على الخيانة لا تزال شابة و نضرة .
المستنير
لا أعرف إن كنت أستطيع أن أٌبقي على صداقتي معها . لقد فكرت و فكرت في ذلك كثيراً . لن تعرف في حياتها كم فكرت. سأعطي الأمر فرصة أخيرة اتصلت بها بعد سنة. لكني لم أستسغ الطريقة التي سار بها الحوار. المشكلة أنها ليست مستنيرة جداً . أو لربما ينبغي أن أقول، ليست مستنيرة بما يكفي بالنسبة لي . شارفت على الخمسين ولم تعد مستنيرة كما يبدو لي أكثر مما كانت عليه عندما التقيت بها من عشرين سنة مضت وكان حديثنا يدور بشكل رئيسي عن الرجال.
لم أمانع بمدى عدم استنارتها آنذاك ، ربما لأنني أنا نفسي لم أكن على هذه الدرجة من الاستنارة. أعتقد أنني الآن أكثر استنارة .وبالتأكيد أكثر استنارة منها . على الرغم من أنني أعرف بأنه ليس من الإستنارة بشيء قول ذلك. لكني أريد قول ذلك . وعندي استعداد إلى تأجيل كوني أنا نفسي أكثر استنارة حتى أستطيع أن أقول ذلك عن صديق.
_______
*(أخبار الأدب)