*ليلى البلوشي
شيطان
تعودت هي أن تطرقع أصابعها في أثناء الصلوات ، بينما كان هو فخورا جدا بنفسه وبإخلاصها له ..!
نميمة
كانت تلقي بذوري كل صباح في بيوتات الحي ، وتلتقطها أخرى فتحرص على سقيي جيدا ، وتأتي ثالثة فتتعهدني بعناية كبيرة ، ورابعة تضيف إليّ ما يشّد عودي لأطول حياة ، والبقية الباقية من نسوة الحي يجنين نصيبهن مما حصدت ..!
بصاق
مذ أخبرتها معلمة الدين في الصف الرابع عن نواياه السيئة عند صلاة الفجر تحديدا ، حرصت على تبديده عنها بمنبه من نوع قوي .. ولكن في الأيام التي يخذلها المنبه ذو السماعات الكبيرة في تبديده ، لا تنس أن تتقيأ كل ما في جوفها حتى لا تبقي له أثرا ، عندئذ فقط تشعر بقليل من الراحة ..
سقط سهوا
يتولمون حول مائدة الطعام كل يوم ، بينما يشاركهم هو بنفس الشهية في الوجبات الثلاث بلا إحم ولا دستور ..!
رمضان
ضاق به الملل ، كل الأبواب مقفلة في وجهه ، لكن حين تبقت أيام قليلة ، بدأ يعددها حتى نهاية الشهر بهمّة عالية معدا مفاجآت العيد ..!
عولمة
استأنس بعرشه ، خاصة بعد أن اطمأن إلى تعمق جذور اتصالاته ، فأعوانه متمددون في بقاعات شتى ، وها هو في كل مرة يكتسب فنونا جديدة في التواصل معهم ..
فتنة
حين عقد قرانه عليها ، أنجبا من صلبهما جيوشا ؛ يتناسلون حتى اليوم بأشكال ومسميات عدة ..
ثالثهما
هو وهي ، وكان يحرص دائما على تأكيد حضوره بينهما ..!
بسملة
كلما تناهت إلى سمعه في مكان ما ؛ فرّ برعب مختفيا ..!
لقيط
همّ بها وهمّت به ، ونتيجة سقوطهما كفّلا به الشارع ..!
فكرة شيطانية
كان لديه أفكار جاهزة يقدمها للبشرية عن خبث خاطر ، مع الوقت تسمّت تلك الأفكار باسمه اعترافا بخبثه ..!
توبة
طوال تلك السنوات كانت تتمرس الرقص والغناء في الكباريهات ، وحين غادر قلبها ، غادر معه الرقص والغناء والكباريهات ..
شيطان أخرس
الصمت المطبق من حواليه كان يضاعف من شعوره بالفخر حيال نفسه ، وها هو في كل مرة يسترخي على لسان جديد ..!
مرائي
كان من عادته أن يوزع الحسنات بيده اليمنى الظاهرة أمام أكبر حشد من الأعيان ، وبعد أن يطمئن إلى رؤيتهم ؛ يعود لاستردادها بيده اليسرى ولكن بخفية ..!
هاروت وماروت
سرعان ما أعلن ولاءه لهما بعد أن عرف الطريق إليهما ، فعرفا بدورهما جيدا كيف يضاعفان من حجم ولائه لهما ، فوضعوا الدنيا تحت يديه ، فأكل ، وتهندم ، وغدت ثروته تتضاعف يوما بعد يوم ؛ ولكن حين ألقي القبض عليهما ، ضاعت الدنيا من يديه وعاد إلى حيث كان شحاذا .. !
باب الشيطان
ضاقت الدنيا في عينيه ، كل ما مرّ من باب أوصد في وجهه ، ولم يملك سوى أن يعرج إلى طريق آخر ، فرأى بابا مفتوحا أمامه على مصراعيه ..
شيطان الشعر
ظل لأيام وهو يحاول جاهدا أن يجر الفكرة من دماغه جرا ولكنها لا تلين .. راح في اليوم الأول من هذه المجاهدة يشغل موسيقى هادئة ؛ علّه يغريها بالمجيء ، ولكن بقيت ورقته بيضاء لا تشوبها شائبة ، وفي اليوم الذي يليه تجرع كؤوسا من الشراب ؛ ولكن سكرته تلك لم تفلح سوى في إرهاق عقله ، عندئذ استشاط غضبا ، ولم ير نفسه سوى يهم بقراءة كلمات سمعها مرة من ساحر كبير : «زعلق .. زحقل .. أحقل …» .. لحظتئذ تداعى أمامه شيطان عملاق ، وهو يقول له بصورة آلية : «شبيك لبيك شيطانك بين يديك …» ..
ستربيتيز
لا تدري ماذا يحدث لها .. ؟! غير أنها في كل ليلة تقطع طريقها إلى درب ملتو، هناك حيث جو متلبد بالحرارة ، تنسى جسدها في رقصة مثقلة بالثياب ، لتنتهي كما ولدتها أمها .. بينما روحها يتفرج مع الحاضرين معقود الدهشة ..!
شيطان صغير
في يومه الأول حينما فتح عينيه على الدنيا أطلق ضحكة مهولة زلزلت أرض المشفى إلى نصفين ، وفي يومه الثاني حين وضعت أمه جزءا من جسدها في فمه لم يتوان عن قلعه بهمجية دامية ، وفي يومه الثالث بال على وجه والده حتى عميت إحدى عينيه ، وفي يومه الرابع حمله أخوه الكبير على كتفه فكسر عظمه ، وفي اليوم الخامس عزم أفراد عائلته قذفه في البحر بعد نصيحة أحد مشايخ الدين ، وفي اليوم الذي يليه اندفعت موجات هائلة من البحر فأغرقت المدينة بكل ما فيها ..!
احتضار
احتضر حبها في قلبه ، حين مات شيطانها فيه .. !
___________
* أديبة من عُمان (نزوى)