(ثقافات)
“بارانويا” للقاصّة نورة آل سعد :
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2013 صدر للكاتبة القطرية نورة آل سعد مجموعة قصصية تحمل عنوان”بارانويا”، في 264 صفحة من القطع المتوسط ولوحة الغلاف للفنان القطري سلمان المالك .
وقد سبق للمؤلفة أن أصدرت رواية بعنوان “العريضة ” (2011) , وقامت السلطات القطرية بمنعها من التداول في حينه وللآن .
من اجواء المجموعة القصصية الجديدة نقرأ :
الآن , هو في الثلاثين من عمره , في أوج قوته وفي غضارة شبابه , ومع ذلك فهو معزول إجبارياً , مهمش ومحال عنوة إلى البند المركزي !
جلس أحمد بن جعد يفكر بالكتاب مدفوعاً بالاستهجان وحده , يستهجن قابلية كل شيء للمحو والتحريف والإقصاء .
وبالرغم من أن المجتمع بأكمله كان يميل إلى التحريف والتأويل ولي أعناق الأمور لتتواءم مع قوالب جاهزة تفرض فرضاً , إلا أن الأفراد في مرحلة معينة أصبحوا يميلون إلى تأبين الأماكن والآثار والذكريات التاريخية لما شعروا بأنهم هم أنفسهم , بوصفهم وجوداً معنوياً ومادياً , غير محصنين من تهديد الإزالة والاجتثاث الكامل ! ربما حدا ذلك بالبعض الى الدفاع عن حرمة مقابر دعاها (تاريخية) كانت معرضة للإزالة , بالرغم من أن مقابر كثيرة قد أزيلت قبلها في وسط الدوحة القديمة . هل كان ثمة شعور شديد الوطأة بأن الإزالة والهدم ليسا تضييعاً لما مضى بل انتزاع لما هو كائن ؟!
هل اعتبرت الإزالة إنهاء ومصادرة لصورة متعارف عليها ومألوفة من الوطن متمثلة في الديار والمنازل وحتى المقابر التي ضمت رفات الأجداد وسيرتهم ؟ هل يرحل الوطن برحيل الأماكن ذات المغزى ؟
_________
“بيجامة حمراء بدانتيلا بيضاء” لنزار عبد الستار
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2013 صدر للكاتب العراقي نزار عبد الستار مجموعة قصصية تحمل عنوان “بيجامة حمراء بدانتيلا بيضاء” في 144 صفحة من القطع المتوسط، ومن اصدارات الكاتب رواية بعنوان “الأمريكان في بيتي (2011) “.
من أجواء المجموعة القصصية نقرأ :
بينما نحن في الليل , على الشرفة , نرتجف من البرد , وننظر باحترام إلى تمثال عبد المحسن السعدون الأخضر حكى لي بأن نردين تعتقد أن أنفها غير جميل . أرادني أن أتخيل هذا الجنون.
كان متألماً لأنها تعتقد ذلك , وأخذ نفساً عميقاً , فتعبأ بالحزن حتى ظننته سيرتفع من على الشرفة, وتأخذه الريح معها .
استغرب من أنها تدهن نفسها بكل ما تطرحه لوريال , وايف روشيه من مستحضرات تجميل , وتأسف لأنها لا تصدقه .
شرح لي علاقة نردين بفكرة الإنسان الخارق , وقال بأن وجودها يعني السعي لإرضائها , وهذا يتطلب منه ألا يكذب أبداً , وأن يكون قوياً , وشريفاً , ومفعماً بالقدرة على قهر المستحيل , وهكذا فإن العاشق قد لا يصل بحبه إلى السعادة , ولكنه حتماً ينال درجة النقاء الكبرى . وقال لي إنها حين تبلل شعرها, وتبتسم بفمها الأحمر, مضيقة عينيها كقطة, فان لا سوء يبقى في العالم.