*
لم يكن فيلم “وجدة ” لهيفاء المنصور جريئا لكونه أول عمل سينمائي يصور كاملا في السعودية، أو لأن مخرجته امرأة، بل لكونه ينتقد راهن المجتمع السعودي ولو بنوع من السلاسة والتورية وبحبكة سينمائية متينة، وهو ما أهله لحصد العديد من الجوائز، كانت آخرها جائزة “فرنسا ثقافة سينما” (فئة الاكتشاف) من مهرجان كان.
ورغم أنها لم تحضر كل مراحل تصوير فيلمها، واضطرت في أغلب الأوقات إلى البقاء في شاحنة صغيرة بعيدا عن الأنظار وإدارة ممثليها عبر جهاز لاسلكي، فإن المنصور لا تخفي عزمها تصوير أفلام جديدة في السعودية، فكما تقول: “ثمة الكثير من القصص التي تروى.. أريد أن أذهب إلى مسقط رأسي، وأن أروي قصص زميلات الدراسة السابقات، هذا مصدر وحي رائع”.
وكان فيلم “وجدة” قد شارك في مهرجان البندقية السينمائي ولفت انتباه النقاد، ونال جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي العام الماضي، وهما جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثلة للطفلة وعد محمد، كما حاز أيضا جائزة الجمهور في مهرجان فريبورغ السويسري.
وقد رحب النقاد بالفيلم باعتباره ينقل الأجواء الاجتماعية المحافظة في المملكة عبر قصة “وجدة”، الفتاة السعودية الطموحة التي تحلم بشراء دراجة هوائية لتتسابق مع ابن الجيران، وتحاول أن تجمع المال لشرائها.
كذلك تحضر جوانب من حياة المجتمع السعودي من خلال عائلة وجدة الصغيرة التي لم تنجب الأم فيها ولدا ذكرا يكمل شجرة العائلة، وكذلك من خلال علاقة التلميذات ببعضهن وبالناظرة في المدرسة الحكومية للفتيات التي ترتادها.
وليس من السهل تصوير فيلم في بلد لا توجد فيه قاعات سينما، إلا أن المخرجة -التي دعمها الأمير وليد بن طلال من العائلة المالكة في السعودية- تحافظ على تفاؤلها بقولها “في المملكة العربية السعودية الأمور تتغير، والناس أصبحوا أكثر انفتاحا”. وتأمل المنصور أن “تدفع مخرجين آخرين ونساء أخريات في السعودية إلى الإيمان بأنفسهن وبقدرتهن على تغيير الواقع اليومي”.
_______
*(الفرنسية)