ميس خالد العثمان*
ترفضها متعجلا!
بها تكمن «التفاصيل» المارقة من أحاديثنا عنوة ً استعجالا ً لمتنٍ كان مهما حينها.
و«التفاصيل» تذكرني بك..
باستهتارك ولامبالاتك وتعقيبك الأبرز حينما كنت أعيد عليك سرد الحكايات لتبرر لي «متنرفزا»:
«الباقي كلّه تفاصيل!»
ولا تهتم.
أينك أنت من التفصيلات .. التشعبات المجنونة التي تُبَهّر مسلك الأحاديث كلها؟!
تلك التي لاتستهويك، هي «ملح» النقل والاعادة وتأثيث المعاني وتحميل النظرات بالتأويلات والتحولات الصوتية الماتعة!
كلها تغذي الخيال، تخصبه.. تغنيه حيث لا تعرف أنت.
تلحّ عليّ صائحا:
«الزّبدة!»
أتريد ختاما لحكاياتي قبل البدء فيها؟
أي حجر هذا؟
كيف يليق بــ حكّاءة ماهرة، اعتادت اقتراف السرد، أن تقطع رأس الحكايات ولا تعيد نفخ روح المواقف حياة من جديد؟!
«التفاصيل» هي لذائذ وبدونها لاتصح إعادة سرد الجنون، فلماذا تحرّض على وأد فرحتي بمعاودة فرد ماقيل على طاولة الكلام؟
استمع، وانصت وراقبني ولو لمرة واحدة!
اشعرني تمثيلا صوتيا وحركيا، ينظّم وقع الاحداث من جديد ..يا أنت .
حياتنا كلها تكمن في «التفاصيل»، وإلا بماذا تفسّر اختلافاتنا على كلمة عابرة تخرج في زفرة غضب؟
أو ذوباننا حين وصول باقة ورد بغتة؟
أو حنقنا لتأخر قد يعطّل البهجة فينا؟
او ترقّب خائف مما سيأتي ولو عبر خبرية صغيرة؟
تلك كلها «تفاصيل»، تمقتها ولا تستهويك، تزعجك، تربكك وتطالبني بوأدها من فوري، لتأتيك عباراتي باهتة لا تشبهني أبدا..
فكيف بالله عليك تفهم تفلسف الحياة إن لم تسحرك هذه التفاصيل؟!
إبق انت خارج متعي الصغيرة.. متعجلا النهايات وانطفاء الاضواء، حيث لا معنى للدهشات..
اتركني.. لأعيد فتق خيوط الحكايات لأوصلها من جديد بغرز أنيقة، ملوّنه بأنوثة خالصة النشوة لاتصل إليها إلا إناث السرد، لذائذ السرد.
__________
*روائية من الكويت(القبس)