سلوى شقير في “تيت مودرن” البريطاني




* ريما شري

قليلة هي المعارض التي أقامتها الفنانة التشكيلية المخضرمة سلوى شقير التي عرفت بنزعة رافضة للتقليد في الفن التجريدي’وبمواقفها المبنية على الأسس الحسابية والهندسية’للفن الإسلامي. ولكن أعمال الفنانة صاحبة المعارض القليلة والجوائز الكثيرة لا تزال تحتفظ بدهشتها الأولى في المعارض العربية والمتاحف العالمية.
وتعتبر شقير،’المولودة في بيروت عام 1916، أول فنانة تجريدية في لبنان،’حيث اعتبر’معرضها في معرض الثقافي العربي في بيروت عام 1947 أول معرض للرسم التجريدي في’العالم العربي.
وتتميز انتاجات شقير الفنية’بروح الفنون البصرية والهندسية غير المتصلة بالواقع وبالروحانيات الموجودة في التكرار الخالد للخطوط والمقرنصات والأقواس الإسلامية.
ويحتضن معرض ‘تايت مودرن’ في لندن حاليا 120 عملا للفنانة شقير’يسلّط فيها’الضوء على أحدى الفنانات العربيات الرائدات في الفن التجريدي. ويتضمن المعرض أعمالا تشكيلية من الخشب ‘الثنائيات’ بالإضافة إلى عناصر فخارية متداخلة وأشكال هندسية للمعادن والأحجار’وقصائد شعرية’ورسومات مائية.
وفي حديث مع ‘القدس العربي’ عبرت’هالة شقير، إبنة الفنانة سلوى شقير عن تقديرها الشديد’لمبادرة المعرض في إحتضان أحد أهم انتاجات’والدتها.
وقالت’هالة أن’أعمال والدتها’تجذب إهتمام المعارض العالمية تكريماً لقدرة الفنانة في مزج الفن الحديث بالتراث العربي الأصيل والحضارة الإسلامية. وتصف هالة فن والدتها بأنه تجريد معادلات غير تقليدي يستند على نظرية اللانهائيات والأفكار الفلسفية. وتقول هالة أن والدتها استندت على الفكر الإسلامي في انتاجاتها الفنية’مستخدمة خطوطاوأشكالا هندسية تعبر عن الحضارة الإسلامية التي يفترض، بحسب تعبيرها، أن تكون رائدة الحداثة في العالم.
وفي محاولة لوصف أبرز ما يميز أعمال والدتها،’ركزت هالة على وصف فن النحت المركب من عدة قطع تتفكك وتتراكم مثلما تتفكك أبيات القصيدة العربية.
وترى هالة أن فن والدتها لا يقتصر على ترجمة الحضارة الإسلامية والعربية فقط وإنما يرتبط مع الحضارة الغربية في محاولة لنشر قراءة جديدة لحضارة العرب والإسلام عبر محاكاة جذور اللغة وعمق الحضارات.
وتضيف هالة: ”لا شك أن هناك اختلافات بين الحضارات ولكنها ليست اختلافات إنسانية – فن والدتي يحاول أن يتواصل مع هذه الإختلافات في محاولة لخلق أفكار جديدة تكمل بعضها البعض’.’
وقالت’هالة أن والدتها كانت مهتمة منذ صغرها بعلم الفيزياء’والفضاء الكوني وأن انشغالها بهذه’الأفكار’أنعكس في عدد كبير من اعمالها الفنية التي تقوم على نظرية الجاذبية،’بالإضافة إلى رؤيتها’الخاصة للماء كعنصر فني. ‘
وكانت شقير قد درست الفن والعلوم الطبيعية في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم أكملت دراستها في النحت في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية. وبدأت بممارسة فنها’في مطلع الأربعينات ثم تبنت فكرة التجريد في النحت في باريس التي سافرت إليها بين’1945 و1951.
عرضت شقير أعمالها التجريدية في عدة معارض في باريس وأستقبل فنها بإعجاب’الكثير من الفنانين والنقاد في الغرب. لكنها عادت إلى بيروت بعد فترة قصيرة وقررت أن تتوجه الى العالم العربي بفنها التشكيلي والتجريدي.
وحازت شقير في العام 1963 على جائزة مجلس السياحة الوطني اللبنانية وذلك لإنجازها منحوتة من الحجر في موقع عام في بيروت.
كما حازت في العام 1965 على المرتبة الأولى للنحت في متحف ابراهيم سرسق ومنحتها وزارة التربية والثقافة اللبنانية جائزة الإمتياز في فن النحت.
يتواصل معرض الفنانة’اللبنانية سلوى شقير في تايت مودرن في لندن من 17 نيسان (ابريل) حتى 20 تشرين الاول (أكتوبر) 2013.
________
*(القدس العربي)

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *