* مهدي النفري
وهم الرائي
دعنا نعري سلالتنا / لأننا وهم الأفق للرائي / علينا أن نمضع مرفأ أسمالنا كي
تتأرجح الصورة واضحة في المساواة/ لا أريد أن نأخذ بالرتابة ك باب للحكمة/ فحياة
من الانتظار تكفي لأن نفر من أفواهنا نحو أقاليم من المذابح / أنت يا من تقلب
الجمرة لا تنسى الشوائب / لا تترك للوجه انحدار الفراغ في ثوبه/ حدق بالخيفة كيف
يفترسها الليل وهو يضاجع أوهامنا / كيف لا نبارك للقتيل وهو يكرر لطخته في الطعن/
خذ بأسباب الحنين وابكِ / فلا ثمر ناضج دون موت للجذور/ دع اعتذاراتك أيها الضمير
واحلم كيف تفترس جحافل حنجرة الألم/ فالدهشة لاصديق لها سوى الذئب
……………
ثمّة أنحرافٌ في الحنجرة
ثمّة أسرارٌ في الأشواق
تجلدُنا كسذاجةِ قلوبنا، كوجهٍ يطأُ
التفاصيلَ في أثر العابر، كأنّ اللحظةَ التي رتبنا لها الظمأ تنهارُ في حقل
العواطف، لستُ أحصي الأيّامَ كي أصلَ الدّربَ مطمئناً وأنا بلا حنجرة ، أريدُ أن
أعرجَ على الوهاد كي لا تضعضع أشيائي الصغيرة، فالحياةُ هي
أيضا حافرُ نملة، كلما ضاجعتنا الرّيحُ أبتلعنا غرابة عدم فهمنا لقاموس الشوق
…………
كضبابٍ ينحرفُ في أعماق السحب
تهتفُ الينابيع بتعرّجاتٍ حتميّة، الطيرُ الّذي
حملَ أسرارَ الملكوت تحوّلَ إلى لفظ ٍ مطرودٍ
من الأطلال، قلتَ لنوح وقتها ليتك تحرّرتَ من حافة النبع،
فأكوام من النوافذ تتهدّمُ في نزوةِ عشقٍ
خاطئة، أبديّةُ العدم وهي تنحرفُ في أعماقِ جلودنا، كضبابٍ يمشي في قدح الفراغ، كأصابع
تنهشُ الخرائط كي تنفذَ إلى قصاصاتِ
الغائبين، أبسط قلبي للجمرة كزهرة انتماء
للقناعة
……………….
فاتحةُ الخراب أو ما يشبه سعادة الكلاب
لا أريدُ أن أكتبَ عن ذئبِ القصيدة الّذي يُطاردني
كقدّيسٍ لم يمارسْ غير الرذيلة في محرابه، إنّني أستمتعُ الآنَ بدرجة حرارةٍ من
الخراب تكفي لأن أنصهرَ في كلّ الكتب، فالمرأةُ التي نشرت نهديها فوق حافة الأثر
هي الآن طائرٌ يتبعُ بيتاً من النبوءات. لا أحدَ في هذا الرأس يُمكنه أن يكونَ
صديقاً للنهرِ أو أكوام من اليابسة. اللعبةُ ما زالت تتأرجحُ في نهاية الدّرب ولا
أحد يكترثُ لموت الحقيقة. منذ زمن الليل وأنا أفكّرُ في هذا الضّوء كيف صادق
العتمة وصار أخاً لها، كيف تخليّتُ عن اللهفة كي أروي جثثَ الأيّام بخديعةٍ
من سقفٍ وجدران.
ماذا يعني أن تسعلَ ككلبٍ في هذا الخراب؟ لم علينا أن
نصفّقَ دائماً للضحالةِ ونحنُ نتمثّل لهذا التيه الأسود.