روايات سلمان رشدي تتحول إلى أفلام سينمائية


*

بعد ثلاثين عاما على نشر رواية “أطفال منتصف الليل” التي جعلت من الكاتب البريطاني سلمان رشدي ذا شهرة عالمية، يبدي هذا الكاتب أمله في أن يرى أعماله تصور سينمائيا بعد سنوات طويلة أمضاها في الظل.

واضطر سلمان رشدي إلى العيش سنوات طويلة في الخفاء بعد فتوى أصدرتها ايران بإهدار دمه بسبب كتابه “آيات شيطانية” الذي يرى فيه المسلمون اساءات لنبيهم.
لكنه رغم ذلك، يقوم بجولات معينة، على غرار رحلته الحالية إلى الهند، موطنه الأصلي، للترويج لفيلمه.
ويروي الفيلم قصة فتيين ولدا في منتصف ليل الخامس عشر من اب/اغسطس، أي في يوم استقلال الهند، وهربا من دار حضانة.
وهذا الفيلم يصور رواية “أطفال منتصف الليل” للكاتب نشرت في العام 1981، وحازت جائزة بوكر برايز المرموقة، وأطلقت سلمان رشدي ككاتب ذي شهرة عالمية.
لكن هذه الانطلاقة أعاقتها الفتوى الايرانية التي صدرت بعد سبع سنوات على اثر نشر رواية “آيات شيطانية”.
وعاش الكاتب عقب هذه الفتوى حياة صعبة روى تفاصيلها في سيرة ذاتية نشرها في العام 2012 باسم مستعار هو “جوزيف انتون”، ويأمل الكاتب في أن تتحول هي أيضا إلى عمل سينمائي.
ويقول سلمان رشدي ان فكرة تحويل الرواية الى عمل سينمائي هي فكرة “عفوية تماما” راودت المخرج الهندي ديب ميثا.
وكتب رشدي سيناريو الفيلم، وسيؤدي فيه دور الراوي. وقد فكر لبعض الوقت في أداء دور في الفيلم، لكنه غض النظر عن الفكرة “كي لا يبدو العمل اصطناعيا”.
وسبق أن أدى رشدي دوره بنفسه في فيلم “بريدجيت جونز دايري” في العام 2001.
ويبدي رشدي احتراما وتقديرا للمخرج كوينتين تارنتينو القادر على أداء ادوار صغيرة، ويقول “لكنه ممثل متمرس، الأمر مختلف”.
ويضيف أنه استوحى من هذا المخرج الاميركي لكتابة فصل في روايته عن التعذيب.
ويقول “كنت أواجه صعوبة كبيرة في كتابة هذا الفصل، الى أن ادركت أن علي أن أكتبه في جو ساخر، وهنا فكرت في تارنتينو وحسه في الكوميديا السوداء”.
ويقع الفيلم في ساعتين وثلاثين دقيقة، وهو يمزج بين الاستعارات اأادبية المعقدة، والواقعية، مع اداء بصري مذهل.
وستكون أكثر مواقع التصوير في الهند، ولا سيما في بومباي مسقط رأس الكاتب.
ويقول رشدي “انه امر مذهل ان تعرض فيلما للجمهور عن قصة ما زالت راهنة، انه أمر مؤثر جدا بالنسبة الي”.
لكن السفر إلى الهند، حيث ما زال كتاب “آيات شيطانية” محظورا، لم يمر مرور الكرام.
فقد اضطر سلمان رشدي الى الغاء تحركاته في مدينة كلكوتا (شرق) بطلب من السلطات المحلية.
ويبدي الكاتب تفاؤله في أن تتحول روايات اخرى له الى اعمال سينمائية، ولا سميا فيلم بعنوان “جوزيف انتون” من شأنه أن يجذب شركات الانتاج البريطانية.
لكن أي اتفاق بهذا الشأن لم يتم بعد.
وكتب رشدي سلسلة حلقات تلفزيونية لشبكة “شوتايم” الاميركية، وهو يتمنى أن يرى كتبه للاطفال في السينما مثل “هارون وقصص البحر”.
وسواء تحققت هذه الأماني أم لم تتحقق، يبقى تحويل رواية “آيات شيطانية” الى فيلم أمرا صعب المنال.
_______
أ ف ب

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *