“ساق البامبو” للسنعوسي تفوز بجائزة البوكر



*

فازت رواية “ساق البامبو” للروائي الكويتي سعود السنعوسي بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها السادسة للعام 2013 التي أعلنت مساء الثلاثاء في أبو ظبي.

وقالت لجنة التحكيم في بيان إن الرواية الفائزة وبطلها شاب من أب كويتي وأم فلبينية عمل جريء يتناول على نحو موضوعي ظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي، وهي رواية محكمة البناء
تتميز بالعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج.

وأضاف البيان أن الرواية تقتحم منطقة جديدة، إذ ترصد وجود بطلها في وضع صعب، فهو لا يجد نفسه في البلد الأسطوري الذي كانت أمه تحكي له عنه، وإنما يجد نفسه ممزقا بين الأواصر البيولوجية الطبيعية التي تربطه بأسرة أبيه من ناحية وبين عصبيات المجتمع العربي التقليدي الذي لا يستطيع قبول فكرة زواج عربي من فلبينية ولا يعترف بالذرية الناتجة عنه.
وترأس الكاتب والأكاديمي المصري جلال أمين هيئة التحكيم، وتضم في عضويتها كلا من الناقد والأكاديمي اللبناني صبحي البستاني، وفنان الكاريكاتير السوري علي فرزات، والأكاديمية والباحثة البولندية بربارا ميخالك-بيكولسكا، وأستاذة الأدب بجامعة مانشستر زاهية إسماعيل الصالحي.
توقعات صعبة
وقبيل الإعلان عن فوز رواية “ساق البامبو”، لم يكن أحد من الحاضرين يتوقع هذه النتيجة من فرط ما كانت صعبة للغاية، مع ذلك رأى الكثيرون أن النتيجة مقنعة في ضوء ما خلصت إليه لجنة التحكيم.

وكان الحفل الذي أداره الكاتب الصحفي والأكاديمي خالد الحروب، عضو مجلس أمناء الجائزة، قد بدأ بكلمة لرئيس المجلس البريطاني جوناثان تيلر أشار فيها إلى أن هذه هي الكلمة الأخيرة له من موقعه في رئاسة المجلس لينتقل بدءا من الدورة المقبلة إلى عضو فيه، معلنا أن من سيخلفه على رأس المجلس هو البروفيسور ياسين رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة لندن.

في كلمته ركّز تيلر على أن لجنة التحكيم قد عملت باستقلال ودون انحياز لجنس أو دين أو دولة أو غير ذلك من الاعتبارات لافتا الانتباه إلى أن قرارات اللجنة لن ترضي الجميع بالتأكيد.

كذلك استعرض تيلر أهداف الجائزة التي تتمثل بترجمة الروايات الفائزة بالمراكز الستة الأولى، مشيرا إلى أن عدد اللغات التي ترجمت إليها الروايات الفائزة بلغت حتى الآن 21 لغة أجنبية، كما حدد أنها تهدف أيضا إلى تشجيع الكتّاب الشبان على خوض غمار هذه المنافسة على الجائزة مثلما حدث لهذه الدورة التي بلغ قائمتها القصيرة روائيون يشاركون للمرة الأولى، مختتما بذلك كلمته الوداعية.

بعد ذلك جرى عرض فيلم قصير عن الأعمال الروائية الستة تضمنت لقاءات مع أصحابها في بلدانهم تحدثوا فيه عن رواياتهم وأفكارهم في الكتابة الروائية وما تعنيه هذه الرواية المنافِسة على المركز الأول بالنسبة له.
إعلان الجائزة
ثم بلغ الحفل لحظته الأخيرة مع تقدّم الدكتور جلال أمين إلى المنصة ليقول الكلمة التي جاءت فصلا في ظل التكهنات بشأن الرواية الفائزة.

وقد استهل أمين كلمته بالقول “إن لجنة التحكيم لم تخضع في أي وقت من الأوقات، منذ عرفنا باختيارنا أعضاء في اللجنة، لأي محاولة للتأثير على قراراتنا، سواء في اختيار القائمة الطويلة أو القصيرة أو الرواية الفائزة، من جانب أي شخص أو هيئة من ذوى الصلة بمنح الجائزة، أو الإشراف عليها، أو من مؤلفي الروايات أنفسهم. كانت النتيجة أننا لم نخضع لمؤثر غير ضميرنا، وأولوياتنا المتعلقة بالنقد الأدبي”.

وشدد على أن من بين الروايات التي قرأناها كانت أكثر الروايات حظا بالرضا والقبول من أعضاء هيئة التحكيم هي رواية “ساق البامبو”، لتضج القاعة بالتصفيق ثم ليقف صاحب الرواية سعود السنعوسي متقبلا التهاني من والدته التي رافقته في رحلته إلى أبو ظبي وليصعد إلى المنصة متسلما جائزته.

ولما حظي السنعوسي بالميكروفون ليخاطب الإعلام والحضور قال “إنني لا أجد كلمات تعبّر عن سعادتي لكنني سعيد جدا، وأتوجه بالشكر لداعمي الجائزة وإلى خمسة أشخاص (زملاؤه في القائمة القصيرة) الذين قضيت معهم ثلاثة أيام لا بدّ أن يأتي يوم لأكتب عن هذه التجربة الفريدة بالنسبة لي”.

وتقدمت لنيل الجائزة في دورتها الحالية 133 رواية من عدة بلدان عربية.

وكانت لجنة التحكيم أعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية تأهل ست روايات لمؤلفين من ستة بلدان عربية للقائمة القصيرة وهي “مولانا” للمصري إبراهيم عيسى و”يا مريم” للعراقي سنان أنطون و”القندس” للسعودي محمد حسن علوان و”سعادة السيد الوزير” للتونسي حسين الواد و”أنا هي والأخريات” للبنانية جنى فواز الحسن إضافة إلى الرواية الفائزة.

ويحصل كل مؤلف تأهلت روايته للقائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، أما الفائز فينال 50 ألف دولار أخرى وتدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية في لندن وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات.
___________
* (الجزيرة)

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *