* أميمة أحمد-الجزائر
استمتع محبو موسيقى الأوبرا بالعرض الشرفي لأول أوبرا باللغة العربية بالجزائر، حيث شارك بتنظيمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام والتلفزيون الجزائري وعدة مؤسسات أخرى في مسرح محيي الدين باش طرزي وسط العاصمة.
وقدم الموسيقار الجزائري المغترب طارق بن ورقة أوبرا “النفس” هدية لبلده الجزائر في خمسينية استقلالها، حكى فيها حنينه للجزائر وذكريات طفولته القصيرة فيها، حيث غادرها وهو ابن الخامسة مع عائلته.
واستمر العرض ساعة وعشر دقائق، رافق الموسيقى والغناء لوحات فنية، وتداخلت الموسيقى التي عزفها 65 عازفا مع أصوات أربعة مغنين، بالإضافة إلى الكورال.
كان العود العربي والناي حاضرين في الجوق الموسيقي فأعطيا اللمسة الشرقية لأوبرا “النفس” التي كتبت كلماتها باللغة العربية، وأدى الأغاني أربعة فنانين عرب، غابي عُضيمي وغادة شبير من لبنان، وجورج ونيس من مصر، ولارا العيان فلسطينية أردنية أضفت بحجابها مسحة إسلامية على هذا العمل الفني الضخم.
آراء متعددة
وتابع الأوبرا جمهور متنوع، وقال نبيل حمّاز وهو شاعر يكتب كلمات الأغاني إن الأوبرا مبادرة حسنة تسمح بلقاء العازفين الغربيين ونظرائهم العرب في عمل فني ضخم، لكنه تأسف لغياب آلة القانون من الجوق الموسيقي، وهي الآلة الأقوى صوتا والأكثر اتساعا للمقامات.
ويرى حمّاز أن وجودها يوازن بين الكم الكبير من الآلات الغربية ليعطي نكهة شرقية للأوبرا، وتابع في حديثه للجزيرة نت “أداء المغنين الأربعة كان كنائسيا وبعيدا عن المقامات الشرقية، كما غاب “ربع المقام” عن الأوبرا، وهو ميزة الموسيقى الشرقية والفاصل بين الموسيقى الشرقية والغربية”.
ووافقه الرأي الفنان غابي عُضيمي الذي قال للجزيرة نت “إن الطابع الشرقي يحتاج لمقامات شرقية، الرصد والسغا والبيات، ونحن لم نعمل عليها، ولكن ربع المقام ظهر بصوت السيدة غادة شبير عندما تغني منفردة بالمواويل دون موسيقى، لكنه غائب من الجمل الموسيقية”.
وأشار إلى أنه كان ممكنا التعامل مع هذه النكهة الشرقية لكن بن ورقة مؤلف الكلمات والموسيقى أراد الأوبرا على هذا النحو.
أوبرا صعبة
أوبرا “النفس” هي الأولى بالجزائر باللغة العربية حسب الفنان المصري جورج ونيس، الذي قال للجزيرة نت “إن الأوبرا باللغة العربية كُتبت بمصر منذ الأربعينيات”.
وعن صعوبة عبور الأوبرا من الغرب إلى الشرق، قال الموسيقار طارق بن ورقة للجزيرة نت إن الأوبرا باللغة العربية صعبة، وهو فن ليس جديدا على العرب، فأصل الأوبرا بدأ عند العرب ثم انتقلت للغرب.
وعما إذا كان التوزيع الموسيقي يختلف بالأوبرا العربية، قال بن ورقة “الموسيقى لغة عالمية لها أدواتها بالتوزيع، ويفهمها الجميع، وأنا قدمت هذه الأوبرا هدية للجزائر.. تحيا الجزائر”. حينئذ تعالت زغاريد النساء تعبيرا عن إعجابهن بهذه الهدية للوطن.
_____________
* الجزيرة