“الربيع الأسود” لعبد العزيز المطوع


ثقافات

من أحدث الإصدارات الفكرية والسياسية (2013)، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاباً جديداً بعنوان ” الربيع الأسود ثورة أم ظاهرة أم فصل جديد من فصول تجفيف الأمة ” للكاتب الإماراتي عبد العزيز خليل المطوع الذي سبق له ونشر لدى الدار نفسها كتاباً بعنوان ” صهيل الخندق الأخير. المسلمون بين حالة المحاكاة والتبعية و بين حالة الإبداع والريادة ” .

وعن كتابه الجديد يقول المؤلف :
بينما الشعوب والجماهير العربية تمارس طقوس الفرصة الأخيرة للبقاء على سطح التاريخ , وهي مسحوقة بين مطرقة الوصاية الدولية بممارساتها الاضطهادية التي تختزلها في اتفاقات الحماية العسكرية , وفي تدويل قضاياها السياسية , وفي إضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي ؛ وبين سندان الأنظمة السياسية العربية بممارساتها الاضطهادية التي تختزلها في امتهان حقها في ممارسة المواطنة , وحقها في تنفس الحرية؛ كانت رياح الثورات الربيعية المفاجئة تهب بلا سابق إنذار على تخوم أملها الأخير .
ومع إطلالة هذا الربيع الملثم الغامض , كانت رياح التساؤلات المتشائلة وعلامات الاستفهام المتفائمة تعصف بضمير تلك الجماهير التي لم تجد خياراً آخر غير الاندفاع نحو حالة عدم التأكد ونحو مطاردة أسراب السراب؛ ولكن دوائر الحيرة وعدم التأكد ظلت تتكاثر وتتسع مع اختلاط الأوراق وتشابك الخيوط يوماً بعد يوم , هل هي أمام ثورة مفتعلة ؟ وهل هي ثورات صنعها ضمير الأمة ودفعتها حركة نهوض تتحدى الواقع الاضطهادي والاستبدادي البشع ؟ أم أنها ثورات صنعتها ودفعتها الإدارات السياسية والعسكرية الغربية ؟ .
” الربيع الأسود ” محاولة استباق للأحداث وللزمن , ومغامرة بحث عن حقيقة هذا الربيع , وتجربة بحث عن إجابة لمسلسل السقوط الموعود , هل سيتوقف عند تهدم العروش القديمة وسقوط الآلهة أو الرموز والأوثان الاستبدادية المنصوبة عليها ؟ , أم أن الأمة العربية بكاملها , بشعوبها وجماهيرها سوف ينتظرها سقوط أكثر وجعاً من سقوطها الحضاري الذي أدمنته منذ أكثر من قرن من الزمن ؟ , وإذا كانت هذه الفوضى ثورة , وكانت فرصة للخلاص من اضطهاد الأنظمة السياسية العربية التي امتهنت كرامة حقها في إثبات الوجود , وامتهنت كرامة حقها في تنفس الحرية , فما هو سبيل خلاصها من اضطهاد الوصاية الدولية ومن اتفاقيات الحماية العسكرية ومن الاحتلال الإسرائيلي المدجج بالشرعية الدولية , ليعود إليها بعد ذلك وزنها الاستراتيجي , وامتدادها التاريخي وإنسانيتها الحضارية .
” الربيع الأسود ” ليس دفاعاً عن الأنظمة السياسية, ولكنه مواجهة فكرية مع ثورة جرى تفريغها على رصيف أخويه المصالح الإستراتيجية, باستغلال الأخاديد الساخنة التي تفصل بين الشعوب والأنظمة؛ وهو أيضاً محاولة متواضعة لتأويل حلم جميل, يحتمل كل الاحتمالات.
يقع الكتاب (المجلد) في 316 صفحة من القطع الكبير .

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *