رفائيل .. أمير الرسم الإيطالي




*محمد زكريا توفيق

ظل الفن التشكيلي الإيطالي يتطور على مر القرون، إلى أن وصل إلى أوجه في القرن السادس عشر. رسامون عظام وتلاميذهم يتكدسون في مدينة فلورنسا، منذ زمن شيمابيو وجيوتو، مما جعلها تلقب بالمدينة الجميلة.

روما، أيضا، كانت ولا تزال مركزا عالميا للفنون التشكيلية، بسبب الصروح المعمارية العظيمة الكثيرة، والفازات والتماثيل والنوافير، التي تملأ الكنائس والشوارع، والتي تزين بيوت الملوك والأثرياء. إلى جانب الموروث والمنهوب، والمنقذ والمكتشف من تحت الأنقاض، من روائع الفن الإغريقي القديم. كما أن البابا في روما، كان دائما يستدعي أحسن الفنانين في البلاد للعمل في الفاتيكان.
كان مايكل أنجلو ورفائيل، من أشهر الفنانين في كل من فلورنسا وروما في القرن السادس عشر المتلألئ بالفنون. مايكل أنجلو كان من أحسن النحاتين الذين عرفتهم البلاد، وكان أيضا مهندسا معماريا ورساما.
رفائيل، كان مهندسا معماريا ونحاتا أيضا. لكن كرسام، أحبه الإيطاليون وكل محبي الفنون الراقية في كل أنحاء العالم. هذه هي حكايته:
ولد رفائيل في يوم الجمعة العظيمة عام 1483. في قرية أوربينو الجبلية وسط إيطاليا. الطفل كان جميلا رقيقا لذلك سمي رفائيل، وهو اسم أحد رؤساء الملائكة السبعة.
كان والده رساما ووالدته سيدة رقيقة. توفيا بينما لا يزال رفائيل صغيرا. وعندما وصل إلى سن السابعة عشرة، أُرسل إلى رسام يدعى “بيروجينو”، نسبة إلى مكان إقامته “بيروجيا”.
عندما رأى “بيروجينو” رسومات رفائيل، قال: “دعوه لكي يكون تلميذي، لأنه سوف يصبح في القريب العاجل أستاذي”. وبالفعل، بعد فترة صغيرة، لم يعد يمكن التفرقة بين رسومات الأستاذ وتلميذه رفائيل من ناحية الجودة.
مثل كل الشباب الذي كان يدرس الفن في إيطاليا في ذلك الوقت، كان الحلم هو زيارة فلورنسا. عندما علم رفائيل بما أبدعه ليوناردو دافنشي هناك، لم يعد يتحمل الانتظار. ترك “بيروجيا” متوجها إلى مدينة الفن فلورنسا.
أثناء تجوال رفائيل بالمدينة، توقف أمام لوحات الرسام “ماساشيو” لدراستها. تعلم منها كيف يرتب وضع المجموعات في اللوحة. “ماساشيو” رسام إيطالي، من كبار فناني عصر النهضة في إيطاليا. جعل الرسم أقرب إلى الأشكال الطبيعية. وكان محل إعجاب كثير من فناني إيطاليا المشهورين، منهم مايكل أنجلو.
من أعمال مايكل أنجلو، تعلم رفائيل تكوين جسم الإنسان من الناحية التشريحية. وقام رفائيل أيضا بزيارة الراهب الرسام “فرا بارتولوميو” في صومعته، والذي اعتزل الرسم منذ أربع سنوات، لكي يتفرغ للصوم والصلاة في الدير.
توطدت العلاقة بين رفائيل والراهب وقامت بينهما صداقة متينة. جعلت الراهب يمسك بفرشاة الرسم من جديد، لكي يُعلم صديقه الشاب أسرار التلوين وخلط الأصباغ ورسم الأقمشة وطيات الملابس وفن البورتريه الذي ينبض بالحياة والجمال. لكن لوحات ليوناردو دافنشي، وخصوصا لوحة “الموناليزا”، التي قام رفائيل بدراسة وجهها بعناية، كان لها التأثير الأقوي على كل أعماله.
كان رفائيل وسيما عطوفا، مشرق السجية، ساحر الشخصية. له قدرة كبيرة على تكوين الصداقات والمعارف. وكان أهل فلورنسا يسمونه “الأستاذ الشاب”.
عاش رفائيل 37 سنة فقط. أثناء حياته القصيرة، رسم 287 لوحة. وكان الموضوع المفضل عنده “المادونا والطفل”، لذلك رسم منها الكثير من اللوحات. المادونا تعني الأم المقدسة. أشهرها رُسم في فلورنسا تحت عنوان “لا بيلا جاردينير”، وتعني فتاة الزهور الجميلة.
الأم هنا تجلس في الحديقة تنظر إلى أسفل بحنان إلى طفلها، والطفل ينظر إلى الأم بشغف. القديس جون الطفل، والذي يحب رفائيل أن يضعه في لوحاته، بجوار قدم الأم. خلفية الصورة، منظر طبيعي به بحيرة وشجر وجبال وقلاع وسحب.
كان عمر رفائيل 25 سنة، عندما دعاه البابا يوليوس الثاني لكي يترك فلورنسا ويذهب إلى روما. لكي يسهم في ديكورات الفاتيكان. البابا يوليوس الثاني وخليفته البابا ليو العاشر، كانا مسحورين برفائيل. صور البورتريه التي رسمها لهما، هي الأصدق في تاريخ الرسم بالزيت.
قام رفائيل بتزيين حوائط أربع صالات في الفاتيكان بلوحات رائعة. قصص دينية وأساطير من الميثولوجيا الإغريقية أو الرومانية، وموضوعات فلسفية وقانونية، ومعاني جاءت في أقوال الشعراء والحكماء. تقريبا كل الموضوعات التي تهم البابا وحكماء العصر.
في كل مكان، تجد نسخ من هذه اللوحات العظيمة. أشهرها هي اللوحة المعروفة باسم “مدرسة أثينا”.
اللوحة تبين 52 من الحكماء، والمعلمين والتلاميذ الإغريق القدماء. أمامنا صالة بقباب. أفلاطون وأرسطو يسيران سويا في الوسط وهما يتناقشان. أفلاطون يشير إلى أعلى، بينما أرسطو يشير إلى أسفل.
أفلاطون، يفضل الأشياء النظرية المجردة، والعلوم الرياضية، والمنطق والأشياء المثالية. وهي كلها أفكار علوية سامية. أما أرسطو، فهو ينزل من السماء إلى الأرض، ويفضل العلوم العملية والتجريبية.
توزيع المجموعات في اللوحة يأتي طبيعيا. كل مجموعة بها معلم محاط بالتلاميذ. المجموعة التي على اليسار أعلى الدرج، بها الفيلسوف سقراط، يستمع إليه مجموعة من التلاميذ منهم الإسكندر الأكبر بملابسه الحربية.
المجموعة التي على اليسار أسفل الدرج، بها فيثاغورث، يقرأ من كتاب، وخلفه يقف منحنيا الفيلسوف العربي ابن رشد. هناك فلاسفة آخرون مثل إقليدس وبطليموس القلوذي وهما من علماء الإسكندرية. كما أن رفائيل نفسه وليوناردو دافنشي تجدهما أيضا في الصورة.
الذي يجلس وحده على الدرج وسط اللوحة، هو “ديوجين الكلبي”، فيلسوف إغريقي. كان شحاذا يقطن شوارع أثينا. يعيش في برميل ويمشي يحمل مصباحا في النهار، يبحث عن رجل فاضل ولا يجده.
كان يؤمن بأن الفضيلة تظهر في الأفعال، لا في الأقوال والنظريات. السعادة ليست في المادة، والفقر فضيلة. يكره حياة المدينة ويحب الحيوانات ويعتبرها أفضل خلقا من الإنسان. كان يعتبره أفلاطون “سقراط المجنون”.
رسم رفائيل أيضا بعض المشاهد الدينية على سقف معرض في الفاتيكان. تسمى “إنجيل رفائيل”. وقام بتصميم رسومات لأبسطة (جمع بساط)، وسجاجيد للفاتيكان.
من هذا نرى أن الفاتيكان كان بمثابة معرض كبير لرفائيل. كان محل إعجاب كبير في فلورنسا وروما. يقال إنه كان يُرى في صحبة خمسين رسام في وقت واحد، جاءوا من بلده إلى الفاتيكان. بعكس حياة الوحدة التي كان يعيشها مايكل أنجلو في نفس المدينة في نفس الوقت.
رفائيل كان مشغولا دائما.
بالرغم من مساعدة تلاميذه له، إلا أنه لم يكن يستطيع الوفاء بكل الطلبات التي تنهال عليه كالمطر من كل أنحاء إيطاليا.
لوحته المسماه “القديسة سيسيليا”، رسمت في روما ونقلت إلى بولونيا. وهذه هي حكاية القديسة سيسيليا:
سيسيليا كانت غادة من نبلاء روما، كرست حياتها لخدمة الرب. كانت تجيد الغناء، إلى درجة تجعل الملائكة تأتي لكي تصنت إليها. لم تجد من الآلات الموسيقية ما يناسب قدراتها الروحية، لذلك اخترعت آلة الأرغن، لكي تستخدم في خدمة الرب.
تزوجت من شاب ثري من النبلاء. تحت تأثيرها، تحول هو أيضا لخدمة الرب. فقام ملاك بتتويجهما معا بإكليل من ورود الجنة.
تظهر سيسيليا كغادة رشيقة. وجهها المشرق ينظر إلى أعلى وهي مستغرقة في سماع موسيقى وأصوات جوقة من الملائكة، تظهر أعلى الصورة. أثناء ذوبانها في الموسيقى والنغم السماوي، تنسى نفسها وتنسى آلتها الأرضية، التي على وشك أن تسقط من يدها.
تحت أقدامها، نجد الكمان وآلة الناي والدف والصاجات. كلها آلات لم تعد تصلح، لمجارات هذه الأصوات الملائكية، فألقيت جانبا. على اليسار، نجد القديس بول والقديس جون (ليس المعمدان)، إنما أحد التلاميذ. بول شارد الفكر يستند إلى سيفه.
جون، مثل سيسيليا، مستغرق في السماع، يحني رأسه في اتجاه سيسيليا، يكاد يذوب في الموسيقى وأصوات الكورال. هذه من أروع الأشكال التي جاءت في رسوم رفائيل.
القديس أوغسطين يقف على اليمين وفي يده عصا الأسقفية. يليه مريم المجدلية. في يدها قارورة الطيب التي كانت تدهن به قدمي المسيح. وجه مريم المجدلية في اللوحة، هو نفس الوجه الذي رسم لاحقا في لوحة “سيستين مادونا”. وهو وجه الفتاة التي عرفها رفائيل طول حياته.
نرى نسخا كثيرة من لوحة “مادونا ديلا سيديا” أو “مادونا الكرسي”. نسخ اللوحات الفنية أو تصويرها الفوتوغرافي، لا يقارن عادة بالأصل. إننا نفقد دقة الألوان وروعتها بالنسخ مهما حاولنا الدقة. بمعنى أنه لا شيء يغني عن رؤية العمل الأصلي وألوانه الأصلية.
الأم بوجها الجميل تلبس طرحة رومانية على الرأس، وتضع شالا أخضر على كتفيها. الطفل ساحر. رسم رفائيل كثيرا من الأطفال، لكن هذا الطفل هو أجملها وأحبها على الإطلاق.
الأم تحتضن طفلها بحنان بالغ. والطفل يلتصق بأمه كأنه يخشى أن يفارقها. جون، يوحنا المعمدان، يظهر في اللوحة أيضا. يصفق بيديه الصغيرتين. ينظر إلى الأم وابنها نظرة لا تتكرر كثيرا، وليس من السهل نسيانها.
حكاية طريفة عن ناسك لم يكن له سوى صديقتين. الأولى، هي ماري ابنة صاحب بستان كروم، تعطيه عنبا عندما يجوع. الأخرى، شجرة بلوط تظل كوخه من حمّارة القيظ ولهيب الشمس. يشجيه صوت حفيف أوراقها، عندما يداعبها النسيم العليل، فتؤنس وحدته.
في يوم ريح صرصر عاتية، ذهبت بكوخه، ولم تبق فيه شيئا يذكر. لم يجد الناسك المسكين ملاذا يأوي إليه سوى شجرته، فتشبث بأغصانها وفروعها بكل قوته، حتى لا تعصف به الأعاصير وتذروه الرياح.
بعد أن خمدت الريح، جاءت ماري وأخذت الناسك إلى منزلها. ثم قطعت الشجرة وعملت من خشبها براميل. الناسك كان ممتنا لماري والشجرة، قبل أن يموت، طلب من الرب أن يبقى ذكرى ماري والشجرة على الدوام.
تستمر الحكاية، أو الأسطورة إن شئت فتقول، إن ماري قد تزوجت. في أحد الأيام، بينما كانت تجلس مع طفليها في الحديقة، مر الرسام العظيم رفائيل. رأى رفائيل ماري وطفليها وهم يكونون مجموعة فنية تصلح للرسم.
توقف رفائيل أمامهم، لكنه لم يكن معه كراسة الإسكتشات. لم يجد سوى برميل كان بالحديقة صنع من الشجرة المقطوعة. رسم فوق الغطاء اسكتش للمجموعة.
عاد رفائيل إلى مرسمه ليرسم لوحته الخالدة “مادونا ديلا سيديا”، التي تحدثنا عنها منذ لحظات. بذلك يكون دعاء الناسك قد تحقق، في لوحة من أشهر اللوحات في العالم، التي لا تقدر بثمن. مغطاة بالزجاج في حراسة مشددة، كأحد كنوز قصر “بيتي” في فلورنسا.
“سيستين مادونا”، هي آخر لوحات العائلة المقدسة التي رسمها رفائيل. قد يختلف الناس عن جمال أعماله الأخرى، لكن هذه اللوحة، لا يختلف في شأنها أحد، يحبها ويقدرها الجميع.
كرمت هذه اللوحة، بأن خصصت لها قاعة بمفردها في متحف “درستن” بألمانيا. أمام جلالها لا تملك سوى الخشوع، وأن تخفض الصوت وتغض البصر.
الستائر الاستبرق الخضر مسحوبة جانبا. تؤذن عن افتتاح مشهد من مشاهد السماء والضياء. الأم ليست من هذا العالم الأرضي، كما رأيناها في مشهد “مادونا ديلا سيديا”. هي الآن ملكة السماء، تطفو على متن السحب. السماء من خلفها مرصعة بوجوه صغيرة لملائكة كثيرة تكاد تبدو للمشاهد. لا تحتضن طفلها كالعادة، إنما تتوجه على كرسي عرش ذراعيها. وجهها صاف مليء بالعزة والكرامة، مع مسحة حزن دفين. عيناها تنظران إلى بعيد جدا. كأنها تستشف المستقبل وما يخبئه لها ولابنها من آلام. وجه الطفل جاد، كأنه مثل الأم، يرى ما تراه.
يظهر في الصورة أيضا، القديس “سيكستوس” الذي سميت اللوحة “سيكستينا” على اسمه. كان يعيش في القرن الثالث ثم استشهد. ترى جزءا من غطاء رأسه في ركن اللوحة الأيسر. صورة رائعة لشيخ عجوز. ينظر إلى الأم وابنها بكل احترام وتبجيل، طالبا البركة للناس.
في الصورة أيضا، القديسة باربارا. تعرفها من البرج الذي يكاد يظهر خلفها. لماذا نجدها غالبا في الصور إلى جوار الأم؟ هذه هي قصتها:
باربرا غادة سليلة نبلاء. خشي عليها والدها أن يفتن بها أحد فيختطفها. لذلك، حبسها في برج عال. داخل البرج، وتحت تأثير قديس مسيحي، اعتنقت باربرا المسيحية.
طلبت أن يكون للبرج ثلاث نوافذ مطلة على الخارج حتى يمكنها استقبال نور الأب والإبن والروح القدس. هي أيضا، مثل القديسة سيسيليا والقديس سيكستوس، استشهدت دفاعا عن إيمانها. الملاكان الصغيران أسفل اللوحة يكملانها. وجهاهما، كما يقال، وجها طفلين كانا يستندان بذراعيهما على افريز، ينظران إلى فاترينة خباز. الوجهان رغم رقتهما، يبدو عليهما الحزن.
معروف عن رفائيل قدرته الفائقة على رسم القماش وطيات الملابس. ستجد هذه المهارة واضحة في هذه اللوحة، لوحة سيستين مادونا، أكثر من أي لوحة غيرها.
آخر لوحة رسمها رفائيل، هي لوحة التجلي للمسيح في الفاتيكان. وهي من روائع الفن العالمي بدون منازع. وجه المسيح في هذه اللوحة أكثر من رائع. اللوحة بها مشهدان، واحد سماوي وآخر أرضي. فوق الجبل، في السحاب المبهر للنظر، يظهر المسيح في السماء. على جانبيه، يظهر النبي موسى والنبي إيليا.
وجه المسيح في اللوحة رائع، إلا أن رفائيل لا يعتبره مكتملا. هذه كانت مشكلة ليوناردو دافنشي أيضا في رسم وجه المسيح، في العشاء الأخير. دائما كانت يده مرتعشة. ثلاثة تلاميذ، بيتر وجيمس وجون، الذين ذهبوا مع المسيح إلى الجبل. يبدون في حالة ذهول، فخروا سجدا. على الجانب الأيسر منهم، نجد القديس جوليان والقديس لورانس. أسفل اللوحة في تباين رائع، نجد صبيا مسه الجنون جاء مع والده يبغي الشفاء، وتسعة من تلاميذ المسيح. يستمعون للحكاية ولكنهم عاجزين عن فعل أي شيء. اثنان منهما، يشيران إلى الجبل. حيث يوجد الطبيب المداوي. الألوان أعلى الصورة، ساطعة متوهجة هارمونية ليست بينها ظلال. لكن الأشكال أسفل الصورة، محصورة بالظلال والظلام.
قبل أن تكتمل اللوحة، مرض رفائيل فجأة وتوفي عام 1520. في يوم جمعة عظيمة، كما كان يوم مولده. لوحة التجلي وغيرها من اللوحات، التي تركها رفائيل بدون إكمال، تركت لتلاميذه لكي يكملوها.
أنجز رفائيل أعمالا كثيرة رائعة، في فترة حياته القصيرة 37 سنة، مرت كأغنية رقيقة أو هبة نسيم. حزنت عليه روما وكل إيطاليا ومحبو الفن في العالم كله. فهل يستحق رفائيل لقب “أمير الرسم الإيطالي”؟
_________________
*(ميدل ايست أونلاين)

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *