أسرار آلان بومبيدو في ”رسائل ومذكرات وصور”


*

آلان بومبيدو يكشف أسرار والده جورج بومبيدو، في كتابه الموسوم بـ”رسائل ومذكرات وصور”، الصادر مؤخرا عن منشورات روبرت لافان، هو عنوان كتاب ألّفه آلان بومبيدو، نجل الرئيس الفرنسي السابق بالتبنّي، جورج بومبيدو ”1911- 1974” وجمع فيه كثيرا من المعلومات غير المنشورة التي تضيء شخصية والده المعقدة والمثيرة للاهتمام.

وكانت المحرّرة الثقافية لصحيفة ”باري ماتش” كارولين بيغوزو، قد أجرت حوارا مع أستاذ الطب ألان بومبيدو، نجل الرئيس الفرنسي السابق جورح بومبيدو حول مضمون كتابه ”جورج بومبيدو.. رسائل ومذكرات وصور”. وذكر المؤلّف أن فكرة الكتاب نشأت عندما شعر فجأة بالحاجة إلى الحديث عن جورج بومبيدو، حيث اكتشف أن المراسلات بين والده وروبرت بيول، زميله في زمن الدراسة في معهد ريني بروييه، وصديقه الحميم الذي قدمه إلى الجنرال ديغول عام 1944، كانت بمثابة وثائق غير مألوفة، إذ لم يحصل أن عبر رئيس دولة بهذه الطريقة الحميمة مع أصدقائه عن حياته وطموحاته ومشاريعه، وكانت علاقة ترسّل استثنائية، فالصداقة مهمة جدا وتسمح بإعادة شحن المعنويات، إذ كان لوالديه بعد الحرب شقة صغيرة في الدائرة السابعة، خلف مبنى اليونسكو، وكان أبوه آنذاك أستاذا مفلسا، ووالدته تهتم بشؤون المنزل. وكانا يستقبلان أصدقاءهما: ليوبولد سنغور وروبرت بيول وجوليان غراك، وكانت تنتظمُ بينهم لقاءات عشاء ممتعة ودافئة، وحتى شارل ديغول جاء للعشاء في منزلهم، وأضاف قوله إنّ والده كان ساحرا وجذابا إلى أن التقى والدته عام 1933 في قاعة سينما في الحي اللاتيني، وكان يومئذ يحب رفقة النساء وخاصة المتزوجات لكن ذلك لم يكن مريحا بالنسبة إليه. ومنذ تعرفه على تلك المرأة تحوّلت إلى امرأة حياته، ويذكر صاحب الكتاب أنه لم يخطط مطلقا لمشوار سياسي، لأنه كان منذ سنّ الخامسة يرافق جديه الطبيب خلال العطل إلى جولاته فحلم بسرعة في محاكاته. وكان والديه سعيدا أن يختطّ لنفسه طريقا آخر تختلف عن طريقه هو إلى درجة أنه سبقه إلى ”جوسيو” للإطلاع بنفسه على نتيجة امتحان السنة التحضيرية، ودون أن يجري أي اتصال هاتفي بوزير الصحة تحصل الابن على التبريز في البيولوجيا في سن 32 عاما، وبدأ بعد ذلك مشواره الطبيّ والجامعي.

كما يؤكد آلان بومبيدو أنّ اشتغاله بالطبّ ساعده على تبين حقيقة مرض أبيه النادر والمعقد. وعندما ظهرت الندبات عام 1972 اكتشف الأطباء أنه مصاب بمرض الدنسستروم الذي كانت أولى أعراضه ظهرت عام 1968، وخيرّ الأطباء عدم إعلام الرئيس بحقيقة حالته تبعا لعجزهم عن معالجته، وهكذا طلبوا إليه هو إعلامه ومساندته معنويا.
__________________

ق.ث(الفجر)

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *