إصدارات جديدة:الطبعة الثانية من الصابئة المندائيون


*

صدر عن دار المدى (الطبعة الثانية) من كتاب (الصابئة المندائيون) لمؤلفه الليدي دراوور وترجمة نعيم بدوي وغضبان الرومي..
يقول المؤلف عن هذا الكتاب:
في أصقاع ضفتي المناطق السفلى للرافدين، وفي بطائح عربستان، عاش ولا تزال تعيش بقايا طائفة الصابئة،أو الصابئة المندائيين، أو “الصابئين ” كما ورد أسمهم في القرآن الكريم.
فمن هم الصابئة؟ ولماذا أطلق عليهم اسم الصابئة؟ وما هي معتقداتهم؟وهل هناك علاقة بينهم وبين صابئة حران؟
تجيبنا المستشرقة البريطانية على هذه الأسئلة في كتابها الموسوم (المندائيون في العراق وإيران) بقسمين: القسم الأول تتناول فيه تاريخ الصابئة، وتسميتهم وعاداتهم وتقاليدهم،وشعائرهم الدينية. والقسم الثاني تتطرق فيه إلى الأساطير والقصص الدينية التي تتداول بينهم. وقام نعيم بدوي وغضبان الرومي بترجمة القسم الأول من الكتاب ليصدر تحت عنوان ” الصابئة المندائيون “.
تأتي أهمية الكتاب بأن المؤلفة قد زارت أماكن تواجدهم سواء في العراق أو إيران واتصلت بهم شخصيا،في زيارتها لهم عام 1923 لتمكث بينهم أربعة عشر عاما، فتزور مراكزهم في العمارة وقلعة صالح والناصرية وسوق الشيوخ والحلفاية وتزور أماكن تواجدهم في إيران،فتراقب وتسجل ما تشاهده من طقوس يمارسونها، وعادات وتقاليد يتبعونها.وحرصا منها على دقة الوصف والتسجيل كانت في بعض الأحيان تمارس بنفسها عاداتهم وطقوسهم حتى إنها حفظت لغتهم الشعائرية، فنتج عن تتبعها لعاداتهم ودراستها وحفظها للغتهم أن وضعت بالاشتراك مع رئيس قسم اللغات السامية في جامعة برلين الدكتور رودلف ماتسوخ قاموسا في اللغة الصابئية باللغة الإنكليزية بعنوان (قاموس اللغة المندائية) ليكون المرجع الوحيد في اللغة المندائية.ويضاف إلى ذلك بأن المترجمين قاما بإبداء ملاحظاتهما في نهاية كل فصل.
ومما يلاحظ أيضاً على الكتاب بأن المؤلفة دعمت دراستها الميدانية بدراسة تحليلية لجميع ما كتب عن هذه الطائفة من كتب التراث والرحالة والبحوث الحديثة. لأن المعلومات المطروحة أمام الباحثين فقط الكتب الدينية للصابئة وقد أثارت جدلاً بين علماء الدين حول قيمة التقاليد الصابئية لدارسي العهد الجديد. وتمضي المؤلفة في تحليل ما كتب عن هذه الطائفة وخاصة كتب الرحلات لما احتوته من ملاحظات عابرة وسطحية لكون الصابئة طائفة دينية كتومة لا تكشف عن معتقداتها وطقوسها بسهولة،وفي هذا الصدد تشير إلى أهم كتب الرحالة.
وأما بالنسبة لكتب التراث العربي فهي بالنسبة لها مرفوضة لاعتماد مؤلفيها على الرواية الشفهية، وأن البيانات التي دونوها تتعلق بصابئة حران، مستثنية من ذلك روايات البيروني عن الصابئين المندائيين. وأما الكتب الحديثة فتوجه انتقادها إلى ما كتبه جولسون في مؤلفه التذكاري عن الصابئين وإلى ما كتبه الباحث والمؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني.
تبدأ المؤلفة الكتاب بما تشير إليه الكتب العربية عن سبب تسميتهم بالصابئة وصابئين ففي مخطوطاتهم وردت تسمية الصبة ” مفردها صبي “وهو تعبير عامي اتخذه الصابئة دليلاً على طقسهم الرئيسي- الاغتسال –غير أن التسمية المتداولة بينهم دينيا ورسميا هي مندايي أو المندائيون.وهذا الاسم يقود المؤلفة إلى أصلهم إلى جبل ماداي “طورا مادّاي “أو جبل المنداي الذي غالباً ما يذكر في الأساطير والحكايات عنهم وعن ولادة يحيى وتنشئته في الجبل الأبيض وتعميده وتعليمه وإدخاله الكهنوتية في جبل ما داي.
_____________
* (المدى)

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *