المـَـــقبــَــرة…


*محمد شاكر

(ثقافات)

1
لا أحد يُصيخُ السَّمعَ ..هـُنا
بَدءاً مِن ضفدعة ٍ
تفتحُ حَربَ نَقيق ْ
على آخر شاهدة ٍ، تلوذ بثلج التاريخْ
والموْتى
يَسهرونَ بعيدا
عن خَرس ِ الحياة ْ.
المَمرَّاتُ ، وحْدها ، انْفرشتْ
لـِتيه ِ خُطاكْ ….
إلى بَهْو الصَّحراء ْ.

2
كنْ حَذرا هذا المساء ْ
مِن ليل ٍ يُطفِّئُ مَصابيحَ الشِّعر ِ
ولا أبْجديات ٍ
تـُشعلُ فانوسَ الرُّوح ِ

3
فـَزِعٌ…
إذ يَسيرُ برَكْبِكَ سِربٌ
مِن قبور ِأيَّامكْ..
مدجَّجا بالصَّمْت ِ
ترومُ مَرابض ليل ٍ
تصوٍّبُ حُلــماً…
لا يُسيلُ دمـــَــــــهْ .

4
وحْدكَ…
واقفٌ على خرَس ِ الإبادة ْ
قد تكونُ مَجازَ حُزن ٍ
واضح ٍ
أو تكونُ مَحْضَ حَشْو ٍ
وزيادة ْ.

5
أنتَ في مقبرة اللغة ْ
وعليكَ أن تهشَّ برميم ِ العواطف ِ
فوق ممرّات ٍ مُتْربـــةْ
لعلَّ ذبابَ الصَّمت ِ
يَفرُّ بعيدا
عن زهْو ِ أحْلامكْ .
6
كمْ حُلما موْؤودا
في نَبْض الأرض ِ
كمْ حديثا لمْ يترجَّل
عن صَهوة اللـسان ِ
وكثيبة ٍ
تجْزعُ مِن صدى طلقاتٍ
أصابتْ منها ، يوما
دِفءَ الحياة ِ .
كأنَّ بعضَ القبور ِ
تنضَحُ ماءَ بحر ٍمالح ٍ
وزبدْ .
كأنَّ الغرقْ
قدرُ الأحباب ِعلى ضفَّة ثانية ْ
كأنَّ الحربَ لا تموتْ
في شروخ الروح ِ
وأعْطابِ الذاكرةْ ْ.

7
كما لو أنكَ
تتربَّصُ بالمقبرة ْ
في مُدن ِ الأحْياء ِ
على هيئة حُلم ٍجميل ٍ
أو دفقة طيبٍ عليل ٍ
لعلَّ طبيعةً أخرى
للدَّهشة ِ
تكسو عُريَ الموت ِ
لعلكَ تمحو المدينة/ المقبرة
وتُعلي…
مملكة للورد ِ.
_____________
* شاعر من المغرب.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *