حضور عربي بكاميرا نسائية بمهرجان برلين




*ابتسام عازم-برلين
لم يمنع طقس برلين الشديد البرودة محبي السينما من الوقوف لساعات أمام شبابيك التذاكر للحصول على فرصة مشاهدة أحد الأفلام المدرجة بمهرجانها السينمائي الدولي. وقد أتاح “برلينالي” للجمهور العربي إمكانية مشاهدة عدد من الأفلام العربية التي جاء أغلبها بعدسات نسائية.
وتعرض في الدورة 63 للمهرجان -الذي يعد الأكبر في العالم- 404 أفلام، منها 19 تشارك ضمن المسابقة الرسمية. كما تعرض الأفلام المستقلة ومن بينها الأفلام العربية، التي غابت عن المسابقة الرسمية ضمن فئات عديدة أخرى مثل “بانوراما” و”فوروم” وفئة الأفلام القصيرة.
وتحضر القضية الفلسطينية بأفلام عدة من ضمنها الفيلم الروائي “لما شفتك” للمخرجة آن ماري جاسر، وهو من إنتاج فلسطيني أردني إماراتي مشترك، ضمن تظاهرة “فوروم”. وشهد الفيلم إقبالا شديدا إذ نفدت مبكرا جميع تذاكر العرض الأول للفيلم في المهرجان.
كاميرا المرأة
وسبق أن عُرض الفيلم ضمن مهرجان أبو ظبي وحصل على جائزة أحسن فيلم عربي في مسابقة “آفاق جديدة” للمهرجان. وتدور أحداثه في عام 1967 في مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن.
ويطرح “لما شفتك” قصة الطفل طارق الذي يصل إلى المخيم مع والدته، وينتظر الاثنان التحاق الأب بهما لكن الطفل يمل من الانتظار ومن الظروف المحيطة به ليبدأ رحلة العودة ‬إلى فلسطين، والتي تأخذه إلى الفدائيين.
وضمن تظاهرة “بانوراما” تعرض المخرجة الكندية أنايس باربو لافيته فيلم “إن شاء الله” لتسرد قصة طبيبة من مقاطعة كيبيك تعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والعلاقة التي نشأت بينها وبين إحدى العائلات الفلسطينية هناك.
وتشارك المخرجة السعودية عهد بفيلمها “حرمة” ‫(إنتاج سعودي فرنسي) ضمن فئة الأفلام القصيرة. ويعد الفيلم الأول للممثلة والمخرجة السعودية، وصوّرته داخل السعودية. وتدور أحداثه حول حامل تفقد زوجها بصورة مفاجئة لتجد نفسها محاطة كأرملة بقيود وقوانين لا تضمن لها أي عيش كريم وتصبح حياتها كابوسا تحاول عدم الاستسلام له.
ويتطرق الفيلم للكثير من المواضيع الحساسة في السعودية، ليس فقط الظلم الواقع على النساء، بل موضوع الفقر في البلاد، والمحنة التي يواجهها أولئك الذين يولدون دون هوية ولا أمل لهم في الحصول على الجنسية. وتنجح المخرجة السعودية الشابة خلال 37 دقيقة في شد المشاهد بحساسية وعمق ودون قوالب جاهزة لتعالج مواضيع شائكة بحبكة سينمائية محكمة.
وتحضر المخرجة المصرية هالة محمد بفيلمها الروائي “الخروج للنهار” (‬إنتاج2012‫ ‬) ضمن تظاهرة “فوروم”، والفيلم هو الأول للطفي بعد أفلام وثائقية عديدة. وكان الفيلم قد حصل على جائزة أفضل إخراج في مسابقة “آفاق جديدة” بمهرجان أبو ظبي العام الماضي.
وتدور أحداث الفيلم في 24 ساعة لتصور معاناة أم وابنتها في الاعتناء بأب مقعد، ونجحت المخرجة في إقناع المشاهد بصدقية الأداء -رغم أن الممثلين هواة- ونقل الأعباء الإنسانية للشخصيات الثلاث، لكن الفيلم يعاني من الإيقاع البطيء.
قضايا إنسانية
ويشارك المخرج العراقي مهند حيال في فئة الأفلام القصيرة بفيلمه “عيد ميلاد سعيد” ‫من إنتاج عراقي بريطاني هولندي مشترك. ويعالج الفيلم قصة طفل في الخامسة من عمره يرافق والدته في يوم عيد ميلاده لزيارة قبر أبيه، وهناك وفي أثناء لعبه وتجواله بين القبور، يكتشف صورة لطفلة من عمره موضوعة على قبرها. فيبدأ باللعب معها حول قبرها وكأنها حية.
أما المخرج الإيطالي ماريو ريتسي فيرافق في فيلمه الوثائقي “الانتظار” (إنتاج إماراتي إيطالي مشترك) أرملة سورية من حمص، خلال سبعة أسابيع أمضاها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. ويحاول من خلال فيلمه تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي تعيشها هي ومئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وحضرت سوريا كذلك عبر المخرج أسامة محمد في فيلمه “خطوة خطوة” (إنتاج سوري 1987)، ورغم مرور ثلاث عقود على إنتاجه فإن أسئلته تبدو اليوم راهنة أكثر من أي وقت مضى في السياق السوري، فالفيلم يطرح سؤال إطاعة المجندين العمياء لقادتهم وكيف أن بيئة من الحرمان والعسكرة والعنف تؤدي إلى التهام البلد لأبنائه.
____________
* (الجزيرة)

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *