( ثقافات )
يصدر عن (الدار المصرية اللبنانية) في القاهرة، أحدث أعمال الشاعر المصري الكبير أحمد الشهاوي (سماءٌ باسمي). من أجواء الديوان نختار هذه السطور:
لَيْسَ كُلُّ غَيْمَةٍ
أنْثَى
لَيْسَ كُلُّ ظِلٍّ يَسْبِقُنِي
هُوَ لي
وَلَيْسَ كُلُّ بَابٍ مُغْلَقٍ
وَرَاءَهُ عَاشِقَان
لَيْسَ كُلُّ خُطوَةٍ سَرَقْتُهَا
تَعِدنِي بِالحِكْمَةِ
وَلَيْسَ كُلُّ ثَمَرَةٍ بِنْتًا لِشَجَرَتِهَا
لَيْسَ كُلُّ مِرْآَةٍ
تَرَى
وَلَيْسَ كُلُّ شَرٍّ
زَهْرَةَ شَاعِرٍ
لَيْسَ كُلُّ نايٍّ
يَنْتَظِرُ حَزِينًا
يَعْزِفُ
وَلَيْسَ كُلُّ مَاءٍ مُسَالٍ
كَانَ عِشْقًا
لَيْسَ الضَّوْءُ يَغْسِلُ الحَزَانَى
وَلَيْسَتِ السَّمَاءُ – طُولَ الوَقْتِ – زَرْقَاءَ
لَيْسَ لِلْحِيطَانِ آَذَانٌ
بَلْ قُلُوبٌ تَحِنُّ لِسَاكِنِيهَا
وَلَيْسَ يَنَامُ الأَلَمُ
بَلْ يَغِيبُ في مَكْرِهِ
لَيْسَتِ الطُّيورُ التي تُهَاجِرُ
زَهْقَانَةً مِنَ الأَسْرِ
إِنَّمَا تُسَافِرُ في الصَّمْتِ
وَالكَلاَم
وَلَيْسَ الجَسَدُ المُسْتَحِمُّ
سِوَى غَيْمَةٍ مِنْ عُطَوْر
لَيْسَتْ مَنْ تَنَامُ عَارِيَةَ النَّهْدَيْن
سِوَى مَلاَكٍ يَحْرُسُ السَّمَاءَ
وَيَحْرُسُني
وَلَيْسَ النِّيلُ الذي رَآَني في سَرِيرِهَا
سِوَى صُورتِهَا – أَبَدِيَّةً – في المَاء
لَيْسَ النِّيلُ سِواي