أروى أبو طير *
لحظة لقاء النظر بالضياء ، ما من محال الا حينها ..
تجالسهما حافلة الود وبلهفة المجاهدين تتشابك جسور الغياب ، تتقدم المركبة ، دواليبها فضول العابرين ..
تناظره ، فيفتقد التوق فيها ..
كلاهما بداخل الحافلة وثالثهما فراغ قائم بينهما ولا حول له ولا قوة والصمت متوقف قبالته ، يعاين امتداده بينهما ثم ينتبذ حيزا يدير من خلاله قرص الخيال ،يهمس ..
افكر في ان اصفي امر المسافة تلك والتي تفصل بينكما !
_ القرب يزفر بلوعة الانتظار ..
وارغب بان ابث الفوضى بين ارجاء تلك المساحة ، ان اصادر استقرارها وان ازرع الفتنة بين اطراف المعارضة والاغلبية الصامتة فيها ، وان اقدم دعما لوجستيا الى معظم الايدي الخفية حتى تعمل على تفعيل الضبابية .
الصمت وحده يسترتسل شارحا .. موضحا الفكرة .
واعزم على ان ازود تلك الايدي بما تيسر من السلاح والهتافات التي تدين الرتابة فيها ، هذا وساهاجم شفافية قوامها وسارمي بفراغها خارج نطاق المسير .
_ امر قرار يصدر من داخل الحافلة ..
يواصل البوح
كما ساعمل على تسريب بعض رياح الفتوى حتى تعصف ببنيان سكينتها ، فتدور المعارك بين اللاشيئ فيها ثم ستضع الحرب اوزارها ، وما من دلائل تثبت بانني الرأس المدبر لاسقاطها ، وبعد حين سيأتيها نبأ مروسا بالاستياء الشديد من ضجيجها ومن عجز ادارتها ، وذاك يعني وجوب تدخل خارجي اذ سيعمل لاحقا على خلخلة رسوخ عناصرها ، وستنهار سريعا فامكانية المقاومة غير واردة ، وساختم مخططي هذا بان اعمل على سرقة مواردها ، ولن اخشى حراك العقول المستنيرة ، سانثر لها فتاتا من الحسابات الضيقة .
يقول بثقة
الان ما من جدار يفصل بين فضاءات عرشكم ، فما كان قديما هو الباطل !
يتدفقه الحماس اكثر ، ينفث انفاسه بثقة ، يلف قرص التفكير بالاتجاه المعاكس ، يغلقه تماما ، لكن ما من ثناء يرحب بطرحه ، يتلفت حوله بذهول ، الحافلة خالية الا من بنات افكاره ، يبحث عنهما بشغف ، يهاله ان كليهما استقل منطاد التقوى وقد ابتعد حيث ما تبقى من رايات الجبال .
* كاتبة من الأردن