بياض مزخرَف بالبهجة


حسين نشوان *

كأنه الثلج
يجدد أوراقه لمداد حبرنا
وصبحنا
يضيق بتسطير الكثافة ولجة الأشكال والحروف..
ولما يعلق بسلال الغيم عن بخار وآهات، يمزق صفحات أثقلها الكائن بأخبار الحرب ونارها وأوزارها، فتهطل ناصعة بالبياض والبراءة.

* * *

كأنه الثلج ممحاة ذنوبنا
يعيدنا إلى براءة البداية وطفولة الأشياء والكائنات..
في البياض تتساوى الألوان والتضاريس على امتداد ما نحلم في النقاء..
لَكأنّ عمّان والبلاد إذ يهبط ندى الغيم على أردان قمصانها، تغدو عروساً بإكليلها وثوبها الجميل.
طفلة..
قصيدة على بحر البياض.
عروضها سكّر الرمل.
خفوت يدرج على سلّم الموسيقى.. يوقع الصمت بسكون المكان وطمأنينة النفوس.
قماش من غزل الحرير على قامة المدينة العاشقة.
بياض صافٍ.
يقول الذي تعود إليه البدايات.
في عتمة البياض.
وعتمة الفراغ.
ولايقين النوايا.

* * *

كأنه الثلج
يحكي بصمت
يجدد أوراق الكتابة
لتضاريس أثقلتها الحكايات
يمطرنا بمرايا الماء
يغسل الشجر
والحجر.
والنفوس
والقلوب
ويطهر اللون.

* * *

الأبيض بداية الأشياء وخاتمتها ونقيضها وشرنقة الضوء وظلال السديم..
يهبط إلينا من علياء
فِراشاً مزخرفاً بالبهجة
وفَراشاً فردوسيَّ الكلام.

* * *

تسامى الماء في الثلج
وتسامى الثلج في المعاني:

* * *

القلب الطيب أبيض مثل الثلج
البياض مساحة للتأمل وخريطة المتصوفة لرحلة المعارف

* * *

أول كلام الأم له صفة الثلج والبياض
وللشهد بلورات الزخارف وحنطة السلوى

* * *

الجنرال (لوصف «الثلج»)؛ محاولة لتوظيف الحب بسلطة تضارع السيطرة والخضوع والامتثال.
الثلج شيخ الحكمة.

* * *

تبدأ الكتابة: الشعر والموسيقى والرواية والقص، أحلاماً على بياض..
الثقة قيمة، نوقّع حروفها على بياض الحب..
النقطة في نهاية الكتابة، ووعاء النون وحصى الباء، بياض يقود إلى فضاء المعنى.

* * *

الثلج موسم الفرح، يشرع النوافذ والأبواب على طقوس للفرح..
فرح الأطفال، يبادلون «رجل الثلج» بياض قلوبهم وكلامهم..
الثلج معلم الكتابة وأستاذ الروي..

 

* شاعر وإعلامي من الأردن

( الرأي الثقافي )

وشيخ الملونين

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *