أعمال نعمت الناصر نزهة طويلة في دهشة الربيع



هدا السرحان *

( ثقافات )

في لوحات التشكيلية الأردنية نعمت الناصر، تأخذ بايدينا، تأسرنا، تقودنا في نزهة طويلة الى ضواحي الربيع حيث الدهشة.
لأنها تنصب فرشاتها لاصطياد الحلم فنراها تحث الخطى في سباق مع الربيع لتوضيب الازهار البرية بالوان مبهجة ماخوذة من قوس قزح.
الوان الربيع في لوحات الفنانة التشكيلية نعمت الناصر تحملك كفراشة تشكلت من تدرجات الاخضر او غيمة خفيفة مثل خيال او عاطفة.
عندما ترسم بوسائطها المتعددة، تحتضن عالمها فتخرج ما بداخله الى سطح اللوحة حيث يمتزج اللون بعناق الظل والضوء في حالات الوعي والارق والحزن والفرح والحنين في طريقة التعبير عن المشاعر والحواس عبر تشكيلاتها التجريبية والطبيعية.
تأثرت الناصر التي دَرَست فن الحفر في كلية الفنون الجميلة – جامعة دمشق، بالمدارس التشكيلية المختلفة من تعبيرية وانطباعية وتجريدية وغيرها، فهي ترسم او تحفر تفاصيل لوحاتها بخطوط تعبيرية واضحة حينا وغير واقعية احيانا اخرى عبر تقنيات وخامات عديدة من الحفر على الـ “كارت بورد” والزنك، إلى الخشب واللينوليوم حسب اسلوبها وفهمها لفن الجرافيك. وهي غالبا تستخدم في لوحاتها الغرافيكية تعبيرية الشخوص في محاولات تجريدية، خصوصا في حوارية الخطوط وخفة توزيعها للونين الاسود والأبيض على سطح اللوحة.
لوحات وتشكيلات الفنانة ذات التنوّعات التقنية الجرافيكية “تواصل” “البحر بعيدا” “عين الغزال” “تفاحة” “هلالين”، “العنب المقدس”، “أنت هدف”، “حورس”، “السماء تبكي الاطفال” وغيرها تستوقفك فتشدك لقراءتها بجمالياتها ودقتها وتميزها ولكن قد تجدها عصية عن التفسير احيانا حيث لا يبلغ البصر عمقها من النظرة الاولى والانطباع الاول.
وتقول الناصر عن الغموض والرموز في أعمالها: “الرمز هو رسم ابتكره الإنسان ليحدد انتماءه لجهة ما ويلخص فيه معتقده وفلسفته بالحياة. فكان هو احد هذه الرموز نفسها أو الكائنات حوله، من حيوانات ونباتات وشمس وقمر، يتفاءل بها أحيانا أو يتشاءم منها، يحملها كتعويذه لتساعده على فهم نفسه وفهم ما يدور حوله. لطالما أبهرتني هذه الرسوم البالغة الاختصار والتلخيص فحاولت جمع ما أعجبني منها وما خدمني فنيا لإنتاج أعمالي هذه”.
في لوحتها، التي تحمل عنوان “الخريف”، تتساقط اوراق الشجر بلون الشمس تداعب نسمات غابرة، ثم تتحول الى قمر على شجرة حور حجبت عنها الضوء غيمة رمادية عابرة على مهل يبللها الندى تتمهل في معانقة الارض.
تنبع أعمال الناصر، من محيطها وبيئتها وحنينها، تعكس دواخلها وتقترب من الصور الساكنة في مخيلتها والتي تتجسد في لون او خط او جرح في جسد تشكيلي ينبض بالاحاسيس فيقترب من النطق كما هو حال الخيالات التي في لوحاتها التي تحاول ان تخرج عن صمتها رغبة في التحرر والانعتاق.

* كاتبة من الأردن

شاهد أيضاً

“أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني

(ثقافات) “أثر على أثر” معرض لمفاضلة في المتحف الوطني برعاية العين د. مصطفى حمارنة ينظم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *